مريم الصيفي :
هزّني حزني الذي
يغفو بقلبي
ثمّ يصحو باكياً
تتلوهُ دمعاتُ عيوني ……
آيةً من وجعِ الرُّوحِ التي
جرَّحَها نزفُ حنيني …..
وتراءتْ زفرةٌ تندهُ
يا زينبُ رفّي
بجناحاتٍ من الذّكرى تُواسي
تلأمُ الجرحَ الدّفينْ
آه يازينبُ رفّي طيفَ ذكرى
ذكّريني بالمخيّمْ
حالمًا كان ينامْ
حالمًا بالخبزِ بالثّورةِ
بالعودةِ بالحقِّ الذي
تاهَ وما أدركَ خطواتٍ
على دربِ الرُّجوعْ
حالمًا كان وكان الكونُ صفوًا
فيه تزهو الأمنياتْ
ثمّ تخبو حينما في الأفقِ
يبدو مشهدٌ نبكي بهِ
حينما ينفضُّ للأحبابِ سامرْ
بعد أن كان بهم يحلو المكانْ
بعد أن كانتْ ليالي الصّيفِ
تشجيها أمان ٍ وأغانْ
تشعلُ الليلَ ضياءً من حنينْ
ويغنّي قمرٌ تشرقُ في أردانِهِ
بالصّحو ربوةْ
جلّلتها حالماتُ الشّوقِ
ثوباً من عناقيدَ
أضاءتْ في ليالي الأنسٍ شوقاً
حين كنّا نعتلي ظهرَ المغارةْ
وسراجاتُ المخيّمْ
أشبعتها عتمةُ الليلِ انطفاءً
ونجوم ُ في السّماءْ
سهرتْ ترقبُ ملقانا
وقد طابَ اللقاءْ
********
ومضتْ تلكَ الليالي
والنّهارات البهيّة
كنت تقضين بها السّاعات
نكشًا حول أشجارٍ روتها
دمعة العين احتراقًا وحنينا
وتغنّين لآتٍ
سوف يأتي منْ بعيدْ
عائدًامن سفرٍ طالَ
وقد هاجَ لهُ الشّوقُ
وأنّت في حناياها الضّلوعْ
واكتوى بالحرقةِ القلبُ
وفاضتْ
ملءَ عينيكِ الدّموعْ
لهفةً آناً
وشوقاً تارةً
ومرارًا قسوة الوحدة تطغى
تعصرُ الرّوحَ أنيناً
موجعًا يجتاحُ أوصالَ المدى
ثمّ تغفو ملءَ عينيكِ الدّموعْ
*******
هاهي الصّورةُ عادتْ
من جديدْ
هاأنا أقضي نهاراتي
انتظارًا
ولياليّ حنينًا واشتياقًا
وانفرادي يوجعُ الرّّوحَ
ويذكي نارَ شوق ٍ والتياعْ
في انتظارِ الصّيف يأتي
يجمعُ الأحبابَ حولي
وبهم يزهو المكانْ
وبهم يحلو الزّمانْ
كمْ مِنَ الأشواقِ يا زينبُ
أحتاجُ لتُطْوَى
صفحاتُ الاغترابْ
كم من الدّمعِ سينثالُ
التياعًا ملءَ روحي
آه يا زينبُ ذكراكِ
تعيدُ السّيرةَ الأولى إلينا
وعلى آلامِنا
نطوي جناحَ القلبِ
حزنًا واشتياقا
علَّ في آفاقِنا لُقيا
تعيدُ الأُنْسَ للرّوحِ
فيحلو الانتظارْ ….
********
مريم الصيفي
21/3/2008
—