أغلى وأعز العراقيين ابن الشعب البر مؤسس جمهوريتهم الزعيم الوطني الخالد عبدالكريم قاسم، مولود عام 1914م أغتيل غيلة في مثل هذه الأيام من شباط عام 1963م، أكبر قدراً وأصغر عمراً من التوأمتين Paulette “بوليت أوليفييه Olivier ” و Simone “ سيمون ثيو Theo ” الأكبر عمراً ..
هما من مواليد عام 1912م، اطفأتا شمعتهما الرابعة بعد المائة 104 في دار العجزة التي تقيمان بها في بلدة “ لوار و شير” في فرنسا، وسط حفل بهيج حضره باقي نزلاء الدار، وعبرتا عن فرحتهما بالقول:” هذا يسلينا، إننا مدللتان !.. ”. هما خديجتان لم تكونا مكتملتي البنية عند الوضع الذي سبق موعده، الأطباء شككوا في بقائهما على قيد الحياة خاصة كون وزن كل واحدة منهما لم يتجاوز الكيلوغرام الواحد، فبقيتا داخل حشو دفئي إلى أن اشتد عودهما. اليوم تكتفي السيدتان المسنتان بعيشهما حياة هادئة، ومشاهدة التلفزة والاستماع إلى الموسيقى.
الشقيقتان تقيمان اليوم في ذات دار العجزة، لكنهما كانتا تتمتعان بحياة مستقلة، إذ عملت ” بوليت ” مصففة شعر مدة 15 عاماً بعد أن أصبحت أرملة في سن الـ36، عاشت في الجزائر ثم باريس ثقافتها الفرنسية جزائرية. “سيمون” تبعت الطريق الذي اختارته لها والدتها بالعمل في خياطة الملابس إلى أن هجرها زوجها وهي في سن الـ64. وعند سؤال الشقيقتين المعمرتين عن سر طول عمرهما، تقولان :” ما نزال على قيد الحياة لأننا كنا دائما مقربتين من بعضنا لأن صلة الرحم تطيل العمر وتبسط الرزق، نحافظ على بعض الاستقلالية لأن لكل منا غرفتها، لكن لا يفصلنا سوى رواق نقطعه في أي وقت لتجاذب أطراف الحديث، ونشفق كثيراً على المسنين الذين يعيشون بمفردهم ولا يحظون بأية زيارة لأن الرحمة صفة الله فوق الإيمان والقانونين الإلهي والوضعي “. وتضيفان أنهما تعيشان بشكل سليم:” لا كحول!.. الخمرة مفسدة للصحة والجيب، والكثير من الرياضة غير السباحة وركوب الخيل… لعبنا الجمباز لفترة طويلة كما كنا نركب الدراجة بشكل يومي.. وقيل في الجزائر من علامات قيام الساعة؛ ركوب الفروج السروج! ”.
—