العربي السيد عمران :
شوق
أراكِ اشتقتِ بسْماتي
ولوْعاتى وأنّاتي
أراكِ اشتقتِ أنفاسي
وهمْسي في مناجاتي
ودفءَ الأنسِ في كنَفي
وصوْتي في دُعاباتي
أراكِ اشتقتِ أنْ أَبْـقَى
لطيـفًا في براءاتي
وأبْدُو مثْلـما طفْلٍ
يداعبُ وجْهَ نجْماتِ
أُعَـبّر دونَـما حَدٍّ
وأحْـكيـها حكاياتي
بلا وجَلٍ ولا خجَلٍ
فأنتِ النفسُ مولاتي
فما أبْصرتِ من شغَفٍ
ومِنْ لهَفٍ بمرآتي
بكلّ الفخرِ أُهديهِ
إلى عينيكِ بالذاتِ
21-2-2013م
————–
كل نبضك مني
بَلّغِي النفسَ- يا حبيبةُ- عَـنِّي
أنّـنِي فيها هِمْتُ عِشقًا، وأنِّي
عِشْتُ أخْـشَى دمعَ الأنينِ عليها
فاسمعيني– يا نورَ عيْني- وحِـنِّي
ودّعِي أحْزانَ الزمانِ وقُومِي
انْثُري البَسْمَ فوقَ ثغْرِكِ غَـنِّي
وافْعلي ما تبْغين حسبُكِ خوفًا
من كلامٍ غَثٍّ ومِن سوءِ ظَنِّ
واهْمِسي في أُذْنِ الرّياحِ وناجي
كُلَّ طيرٍ بالبِشْرِ قام يُغَـنِّي
لا تبالِي بالنّاسِ مهْما تَجَنّوا
لا تُراعي مِنَ الأسَى والتَّجَـنِّي
إنَّ هذي الحياةَ حتْـمًا ستمْـضي
وستَـطْوي الأيامُ صفْـحةَ حُزْني
فامْلئِي الروحَ من ضياءِ التّهاني
وأمِيطِي ليلَ الجَوَى واطْمئـنِّي
واسبَحي في السماءِ فوقَ الأماني
حرّري القلبَ من قيودِ التَّمَـنِّي
كلَّ طرفٍ لا كلَّ عامٍ فَغَـنِّي
لا تخافي فكلُّ نبْضِكِ مِـنِّي!
18-1-2014م
—————
أنت وجودي
إذا لمْ أكنْ بلْسمًا للشجنْ
وفي غُربةِ الهَمّ كنتُ الوطنْ
إذا لمْ أكنْ نورَ خَطْوِكِ لمّا
تُحاصرُ كُلَّ خُطاكِ الفتنْ
إذا ما بَرِدْتِ؛ افتقارًا لأُنْسٍ
ولم تُدْفِئِ الكَفُّ لَهْفَ البَدَنْ
إذا ما بكَيْتِ بحُزنٍ ويأْسٍ
ولم يُخْمدِ العطْفُ ذاكَ الحَزَنْ
إذا ما جُرحْتِ ولمْ تشْعُري
بأنّ عُروقي عـراها الوَهَنْ
إذا ما فرِحْتِ ولمْ تنْـظُري
سعادةَ طَـيْري لعَزْفِ الفَنَنْ
إذا ما رغبْتِ الصّراخَ لضيقٍ
ولم أحْتملْ منكِ عصْفَ الزمنْ
إذا ما طلبْتِ شراءَ المُـنَى
ولم يكُ عُمْري لدَيكِ الثّـمَنْ
فكيفَ أحُسُّ وجودي وذاتي؟
وما قيمَـتي في الحياةِ إذنْ؟
فإنّي وفاءٌ ضياءٌ فِداءٌ
وأنتِ المَدَى والنَّدَى والسّكَنْ
ولو ضِقْتِ أنتِ بحُـبّي وقُربِي
فما ضاقتِ النّـفسُ منكِ ولَنْ
فإنّي أُحبّكِ عندَ التّـناجي
وأنْسِ الرّضا إذْ تغيبُ المِحَنْ
وإنّي أُحبّكِ عندَ الهَياجِ
وقلبي تَهَادَى إليكِ وحَنّ
فلو لمْ أكنْ أنا منْكِ إليكِ
فمَنْ يسْتـحقُّ شَذَى الرّوحِ؟ مَنْ؟
14-9-2013م
—————-
قسوة
قالتْ: قسوتَ وعهْدي فيكَ لا تقسُو
ما عادَ قلبُك في مرْسَى الهوَى يرْسُو
ما عدتَ تطْرُقُ بابي كُلَّ نازلةٍ
وتمْسحُ الحُزنَ بالتَّحنانِ أو تأْسُو
ما عدتَ ترقُبُ خُطْواتي وتتْـبعُها
وغابَ نجمُكَ حتّى صابَني اليأْسُ
حقّا كرِهْتَ لقائي عِفْتَ مقْرُبَتي؟
حقا جَزَائي لدَيكَ القَهْرُ والحَسُّ؟
إنّي حبسـتُكَ عنّي في مُكَابرةٍ
لكنْ على الرّغمِ منّي ذلكَ الحَبْسُ
لا تَـكْرهنّي فإنّي فيكَ آمـلِةٌ
ورغمَ بُعْدِكَ أنتَ الرُّوحُ والنّفسُ!
8-2014م
————
قوةُ الضَّعف
حيالَكَ إنّـني أبْدو رهِيفهْ
ورُوحي فيكَ غارقةٌ لهيفهْ
إذا يومًا ذكرتُكَ حالَ بُعْدي
وشاقتـني ابتسامتُكَ الظّريفهْ
أحُسّ بأنّني لرُؤاكَ ظمْأَى
وتأخذُني خيالاتٌ مُخيفهْ
فرفْـقًا بي ودَعْـنِي يا حبيبي
أصونُ لدَىّ ذِكْراكَ العفيفهْ
وأبدُو صخرةً صمّاءَ لكنْ
أنا في واقعِ النّجْوَى ضعيفـهْ!
8-3-2015م
—————
أريدُ الفرار
وقالتْ بربّكَ فُكّ الحصارْ
فإنّي سئمتُ مذاقَ المرارْ
فـفِي هدْأةِ الليلِ وسْطَ السّكونِ
وفي ضجّةِ النّاسِ وسْطَ النّهارْ
وفي كلّ شيءٍ أراكَ أمامي
بنجْوى حنينٍ ووهْمِ انتظارْ
تُطِلّ علَى خاطري باسمًا
وفي الثّغرِ نورٌ، وفي القلبِ نارْ
كفَاني من الحبّ دعْـنِي بعيدًا
فإنّي بحَقٍّ أريدُ الفرارْ
***
ولمّا رأتْـني صمَـتُّ، أجابتْ
على نفْـسها في صفاءِ الصّغارْ:
لماذا تلوميـنَه هكذا؟
فأنتِ الـتّي في يديكِ القرارْ!
15-2-2013م
—————
وهم الشعور
أدهَشْتَـني وجذَبتَني وأثرتَـني
أخرجْتَ مـنّي كُلَّ شوقٍ ممْكنِ
أبديتَ لي حُلوَ العواطفِ فجأةً
في نبْضِ قلبكَ راضيًا مكّـنتَني
أشْعرتَني أنّ الحياةَ بدونِ قُرْبِي (م)
محْضُ وهْمٍ، هكذا أشْعرتني
بحنانِ قلْبكَ سِحْرِ طرْفكَ أسْرِ صمْتكَ (م)
حُسْنِ حَرْفكَ في الهَوَى أغْرقـتَني
فغَرقتُ فيكَ نسِيتُ نفْـسي كلَّها
حتى استكنتُ إليكَ فيكَ حضَنْتني
وجعَلْتني أسْعى إليكَ بصبْوتي
وأخذتُ أخْطُو خُطوةَ المُتَـمكّنِ
وبسطْتَ لي الأفراحَ في الطّرقاتِ حتّى
كان قربُكَ أنتَ وحدَكَ موْطِني
“حِمْلي ثقيلٌ” قُلتُـها بصراحةٍ
بل قلتُ: دَعْـني في هُمومي وانْثنِ
باعدتُ خطْوي عن حُدودكَ طاقَتي
حتى استَرحْتُ لعُزلتي في مَسْكَني
وقصَصتُ أجْنِحةَ الشّعورِ بوَحْدتي
لكنْ أتيْتَ على بِعَادي لُمتـني
ولذاكَ عدتُ إليكَ أنشدُ راحـتي
وأتيتُ أبْـغي منكَ ما عوّدتني
فشَعُرتُ أنّكَ قدْ سئِمتَ تزلّـفي
وتخَوّفي وتلَطّـفي وتحنّـنِي
وشرَعتَ في الهُجرانِ لمْ تعْبأْ (م)
بأحلامي وآلامي، فكيف هَجَرتـني؟
وسلَلْتَ نفسَكَ من يَدَيّ بخِفّةٍ
قلْ لي: لماذا يا حبيبُ.. ظلمتـني؟
18-10-2013م
————–
مطلوب الهوى
قالت: شعرتُك من وجودي غاضبا
وبدأتَ تأخذ– يا حبيبي– جانِـبا
ما عدتَ تسألُ: كيف حالُكِ؟ خَبّري
فيم الغيابُ؟! وصرتَ عـنّي غائـبا
ما عدْتَ تحْكي لي عن الأشواقِ، ما
أخذَ الحديثُ معَ النّجومِ مشاربا
اشْتقتُ طـرْفًا من هيامكَ رائـعًا
اشْتقتُ سهْمًا مِن حنينكَ صائبا
اشْتقتُ للتّـنْهيدِ حينَ يهُـزّني
لُطـفًا، وتغْدو للشّعور مُدَاعبا
اشْتقتُ وقْعَ خطاكَ حينَ تكونُ لي
في كلّ نبْضٍ كالهواءِ مُصاحبا
تُهْدي حياتي بابتسامِكَ نُورَها
وتَسوقُ لي دُرَرَ الهَناءِ مَواكِـبا
يعْدُو جوادُك نحْوَ ساحاتِ اللّقا
ما ضَلّ يومًا في السّباقِ وما كَـبَا
أينَ ابتسامتُكَ التي قدْ كنتَ (م)
تُرْسِلُها بوُدٍّ ذاهبًا أو آيـبا ؟
قالتْ وقالت.. قلتُ: صبرًا إنّهُ
ما غابَ نجمُكِ عن عُيوني أو خـبَا
ولعلّني في بعْضِ صمْتي مُجْـبرٌ
والنفسُ تذهبُ في الظّنونِ مَذاهبا
رَدٌّ وصَدٌّ واختناقُ عواطفٍ
لمّا رأيتُ من الكلام مَصاعبا
أمْحُو وأكْتبُ في دفاتر مُهْجـتي
ويظلّ عقْـلي ماحـيًا أو كاتـبا
أتُرى ستُدركُ أنّـني مِن دُونها
أمسيتُ ظلّا- من شعورٍ- شاحبا؟
أتُرى ستشْعرُ بي وترسلُ وُدّها
يُحْـيي بأنسامِ الوصالِ أَجَـادبا؟
أتُرى ستَعلمُ كيفَ أنّي لا أَرَى
قـلبًا سواها في حياتي صاحبا؟
يا مكْرَ نفسٍ ساءَلتني خِلْسةً
أتكونُ مطلوبَ الهَوَى لا طالبا؟!
27-6-2015م
—