خُنْفُساءُ Beetle تطلق شارات كيميائية لتنبيه المتحرش. عندما تنهمك خُنْفُساءُ الجيف الأميركية في رعاية صغارها وتعزف عزفا منفردا، عن وظيفة التكاثر فإنها تطلق شارة كيميائية جلية إلى المتحرش (الدُنْجُوان بالإسبانية= Don Juan شخصية أسطورية تنسب صناعتها إلى الكاتب الشاعر الباروكي Tirso de Molina/ اسم مستعار لـ«Gabriel Tellez» عاش بين عامي 1571– 1648م، في رواية ماجن إشبيليا بالإسبانية El
burlador de Sevilla). الخُنْفُساءُ تنقل إليه هذا المعنى بوضوح شديد.
في أول أيام الرّبيع أمس وصف العلماء كيف توظف هذه الخُنْفُساءُ مادة كيميائية تثبط الرّغبة في الحب تسمى الفرمونات Pheromones البينية، بين النوع الواحد خَلَل فترة السِّفَاد (تناسل الحيوان؛ الدواجن والحشرات) التي تستمر ثلاثة أيام لتوصيل رسالة إلى (الدُنْجُوان) تفيد بأنها عَقيمُ Sterile بصفة مؤقتة لتمنعه من الاقتراب منها. وركزت الدراسة على نوع من الخنافس يسمى نيكروفوراس فسبيلويدس Negrofuwaras Phspelous أو الخُنْفُساءُ اللَحَّادَة أو خُنْفُساءُ الجيف الأميركية التي تشتهر بدفن رّمة الحيوان الصغير مثل الطير والقوارض بالقرب منها لتصبح غذاء ليرقاتها فيما بعد. وتلقي هذه الدراسة الضوء على كيفية تَغيِير الحيوان لسلوكه كي تتفرغ لرعاية صغارها حيث تولي اهتماما لتربيتهم أكثر من ممارسة نشاط الإخصاب التزاوجي لإنجاب نسل جديد. وقالت Sandra Steiger عالمة الأحياء في جامعة University of Ulm الألمانية التي أشرفت على هذه الدراسة المنشورة في دورية «Nature Communications» تسهم دراستنا في فهم الحياة الأسرية للحيوان وكيف يجري التنسيق بين أفراد هذه الأسر . وأضافت ما يثير الاهتمام وجود مثل تلك الآليات لدى الحيوان فيما يجري تنظيم مظاهر الأبوة والأمومة لتتسق زمنيا مع سلوك التزاوج ورعاية الصغار من أجل مصلحة الذكر والأنثى والنسل أيضا . وتوجد خُنْفُساءُ الرّمم الأميركية التي شملتها هذه الدراسة في المناطق المعتدلة الحرارة في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية وهي حشرة يصل طولها إلى سنتيمترين وذات جسم أسود تنتشر به بقع زاهية باللون البرتقالي. وعكف الباحثون على دراسة نحو 400 من الخنافس التي جُمِعَت من غابات ألمانيا وركزوا على أطوار تزاوج ذكر وأنثى رغم أنهما لم يبقيا معا باستمرار. وتصبح أنثى خُنْفُساءُ الرّمم الأميركية عَقيمُ بصفة مؤقتة عقب ولادة الصغار لمدة ثلاثة أيام عندما تكون الصغار عاجزة عن توفير الغذاء لنفسها وتفرز الأنثى خَلَل تلك الفترة مادة Pheromones التي تمنع الذكر مِن السِّفَاد معها ما يتيح لكليهما متسعا من الوقت للعناية باليرقات الناشئة. وقالت Steiger هذا أمر معقول للغاية. فلماذا تهدر الأنثى الوقت والطاقة في عملية السِّفَاد في حين تكون غير قادرة على وضع البيظ ( بيظ النمل والقوارض بويضات تكتب بحرف ظ !) فيما تحتم الضرورة عليها آنئذ تربية النسل؟.. وتقوم الخنافس بإفراز عصارات مضادة للميكروب Microbes لتمنع نمو البكتريا Bacteriën والفطر على الجيف التي تدفنها. وعقب فقس البيظ تزحف اليرقات نحو الرّمة فيما يقوم الأبوان بتوفير غذاء مهضوم سلفا لها من خَلَل تحليل أنسجة الجيفة كما يتوليان الدفاع عنها من هجمات الكائنات المفترسة والأنواع الأخرى.
—