أقيمت الأمسية الأولى ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشعر العربي في دورته التاسعة بمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، وأحياها أمس الأحد عدد من الشعراء.
وفيما يلي نماذج من أشعارهم
*الأمسية الأولى في مهرجان ربيع الشعر العربي في دورته التاسعة:
حبًا بحب
الشاعر عادل خليل
هذه القصيدة ألقيت في احتفالات الكويت بالعيد الوطني
دعاني القصيد إليك فقمت
ألبي النداء وكلي قصيد
وقلت: أتحمد أم تمدح؟
فقال لي: أشعر وقل ما تريد
فقلت: أحس ولكن لساني
أمام المعاني عجوز قعيد
ورحت أخطت وأمحو كتابي
ويهرب مني الكلام العنيد
توار عدو السلام توار
فليس تعوق خطانا السدود
قوافل إسلامنا في وئام
تنادت فكان الإخاء الرغيد
حملت الأمانة بنت الألى
تربوا على فطرة أن يسودوا
وأنت التي ترتجيك الأماني
وأنت التي يرتضيك السعيد
وأنت عروس الزمان التليد
وحبي جديد.. جديد.. جديد
تلح علي القوافي لأشدو
فيغلب صمتي قليب ودود
عروس الخليج دعاني الربيع
لعرس له في النفوس الردود
كساه الإله شبابًا عزيزًا
تجاوبه في العروبة صيد
عروس الجمال لتهني بحب
أباح به مستهام عميد
لنا إن أردنا السلام حماما
وعند اللقاء لدينا أسود
XXXX
(( ألمى ))
للشاعر فالح بن طفلة
قصيدة غزلية من وحي رحلتي لسراييفو:
(ألمى) لها الحسن البديع المبهرُ
حُسْنٌ..به تنهى القلوب وتأمرُ..
(ألمى) لقاءُ الأمنياتِ لقاؤها
وغيابها في كل روحٍ خنجرُ..
(ألمى) لماها قصةٌ معسولةٌ
الشهدُ يرويها لنا والكوثرُ
(ألمى) البدور تغار منها إن مشت
والأرض من خطواتها تتعطرُ
طابت سراييفو وطاب مقامها
مادامَ فيها وجه (ألمى) يسفرُ
مثل الملائك تستفيضُ بشاشةًٍ
والثغر منها ضاحكٌ مستبشرُ
تستقبل الصحب الكرام بشايها
شايٌ يشابهُ وجنتيها أحمرُ
تصليه ناراً ثم تحكم غلقهُ
فيئنُ من فرط اللهيب ويزفرُ
وتصبه في أكؤسٍ من فضةٍ..
وكأن واحدها الشهابُ النيِّرُ
شايٌ يطيبُ الجو من أنفاسهِ
ويزينُ في المقهى الحديثُ فنسمرُ
وكأنَّما شمس الأصيل بخدِّهِ
إن راح من إبريقه يتحدَّرُ
حتى إذا ما دار فينا كأسه
كدنا بنشوته اللذيذةِ نسكرُ
وتطوفُ (ألمى) حولنا كفراشةٍ
وتذيقنا من غنجها ما يسحرُ
هيفاء يشكو خصرها من ردفها
وبها الأنوثة كلها تتفجَّرُ
بيضاء أنقى من ثلوج بلادها
والشعرُ منها كالسبائكِ أشقرُ
أحداقها تطغى على مشتاقها
فكأنما فيها الدلالُ يُعسِكرُ
ترنو فتهزم من تشاءُ بنظرةٍ..
وعلى نفوس العاشقين تسيطرُ
ماذا أقول إذا انبريتُ لوصفها
وبوصفها كل الحروف تُقَصِّرُ
هي فتنةٌ تمشي على أقدامها
منها تطيشُ بنا العقولُ وتعثرُ
بلغت صفات الحسن فيها المنتهى
فكأنها لصفاتها تتخيرُ.!
كم لامني صحبي على شغفي بها
وأنا فؤادي بالمحبةِ أخضرُ..
يا لائمين رويدكم فمشاعري..
تهتزُّ إن حضرَ الجمالُ وتزهرُ
إنْ تسخروا..مني فلستُ بمثلكم
إنَّ المحب بطبعه لا يسخرُ
أو تنكروا سهري فذلكَ واجبي
خانَ المحبةَ عاشقٌ لا يسهرُ..
قلبي الرقيقُ يقودني لعوالمٍ
عنها يغيبُ العالَمُ المتحجِّرُ
أنتم ترون من الأمور ظواهراً
وأرى من الأشياء ما لا يظهرُ
أصفو فتصفو في الغرام جوارحي
ويضيءُ لي المعنى ويدنو الجوهرُ
فأرى المحبة جنةً لمريدها..
فيها العذاب هو النعيم الأكبرُ.!
وأرى دموع الوجد ترقى بالذي
في الحب يذرفها ولا يتكبرُ
ولقد ذرفتُ الدمع يوم وداعنا
وبكيتُ..لكنَّ الفراقَ مُقدَّرُ..
(ألمى) وإن كان الوداع مصيرنا
سيظل طيفكِ في المشاعر يبحرُ
(ألمى) (وللسوق القديم) حكايةٌ..
فالشوق فيه مع الدروبِ مُبَعْثَرُ
(ألمى) على رغم المسافة بيننا
عهدُ المحبةِ قائمٌ لا يُخْفَرُ..
لا لن تغيبي عن خيالي ساعةً
ما دام حبكِ في ضميري يمطرُ
****
شهادةُ صَرْحٍ
للشاعر محمد الحريري
الأمسُ بَصْمَتُهٰ على أبوابِهِ
واليومُ مرهونٌ بلون ثيابه
الصبر أقصر من حكاية جدة
وصلت بعقدتها إلى أعتابِهِ
تاهت، ولم تملك دموعا كي ترى
أين الحكايةُ تنتهي بغيابه
وعلامة استفهام جدي لم تصل
حلا يزيل النار عن أعصابه
في الشام تُختصر الدماءُ بقاتل
وشهادة قد دونت بحرابه
وكأن تحريرَ النهار مقيدٌ
بالعالم المربوط من أقطابه
وملخص الآلام أن حقيقة
قُتلت بدفترها قبيل خرابه
فالقتل بالمجان، آخرُ فرصة
للشعب كي يختار لون عذابه
وبحسب قانون العمائم، قاصرٌ
من لم يكنْ وحشاً يَسُودُ بنابِهِ
للجرم قابيل استعان بنزوة
جعلته يسجدُ تحت جنح غرابه
صنم يلوذ بربه عن كافر
بالسجن، والتمثال قد أودى به
تلك المتاهة لا مجال لحلها
ما دام بابُ الحلِّ في سردابه
ماذا يرى السَّيابُ بعد رجوعه
والشعر يقصر عن مدى استغرابه؟
ماذا أ قول له إذا لم يستمع
للغيم أو أغفى عن استيعابه؟
خمر القصيدة بالغيوم معتق
والصيفُ منتظر على أعنابه
إني أخاف عليه ينسى أننا
بشرٌ، وصرح الشعر قد أوصى به
نروي إلى الأجيال أنَّ الملتقى
جمع القصائد من حروف سحابه
مطر يميت القمح قبل حصاده
فمتى يعود إلى قرى إنجابه ؟
وبدا تسابقه الغيوم وعمره
قبل الضحى ينسل خلف ضبابه
فإذا به يرتد عن أحلامه
لطفولةٍ نُحرت على أنصابه
ومن البداهة لا حياةَ لشاعر
إن مات وهو على فراش حسابه
ما كان ذنب الليل يخجل بدره
من مطلع لولا يدا أسبابه
هل صار دين الله يُعرف طولُهُ
بعمامة، أو من قصير ثيابه؟
والعابرون إلى التطرّف أسرجوا
نارا تثير الويلَ في أخشابه
ورأوا نبي الشعر غيرَ مؤهل
لرسالة هبطت على (سيَّابِهِ)
صبراً كويت فكل إرهاب له
ليل يغطي وجهه بذئابه
فدم الكويت يوحد الشعب الذي
وجد الأمان موثقا بشبابه
لا دينَ للمتفجراتِ تَصونُهُ
من نزعةٍ جَنَحتْ إلى إرهابِهِ
الْيَوْمَ يُعقد للكواكب محفلٌ
في موعد أغراه فتحُ رحابِهِ
ومجاله الضوئي عاصمة الضحى
بمدارها يسعى أولو ألبابه
من خيمة التهجير يحمل هدهدٌ
لحنا يرصِّعه بريش إيابه
لمحت بفنجان السياسة جيشها
بلقيس حين أثارها بخطابه
هذا (سليمان) استرد لشعره
ديوانه المكتوب في محرابه
بلقيسُ، ليت الجانَ موجودٌ هنا
(فالبابطينُ) مُوَكَّلٌ بعتابه
صرح الثقافة بالعلوم يمده
قلم تربى في ظلال كتابه
يسمو مع العلم المرصع بالرؤى
ونرى النجوم تذوب في إعجابه
أ يقيم حجَّته على المبنى، ومن
بالصَّرحِ قد سهروا على استجوابه ؟
للصرح حرمته وليس لجاهل
غيرُ الدخول إليه مع أصحابه
حسن النوايا بالسفير تكللت
وتقلد التاريخ عقد صوابه
متأبطا فكراً يجود برأيه
والعلم يرفل في حمى طلابه
والدفء تحت عباءة الدين الذي
نسج المحبة من حرير خطابه
ومضى إلى القرآن يقرأ سورة
كي يطرد الوسواسَ عن أحبابه
****
مَـدِينةُ الشِّـعْـرِ
للشاعر هزبر محمود
تُحَـاولُـنِـيْ المَـديْنَةُ مُـسْــَـقَـرَّا
إِذَا أَبْـدَتْ عَرُوْضُ العِـشْقِ كَسْـرَا
فَـأَدْخُـلُهَـا ، وَ أَيْـتَـامُ القَـوَافِـيْ
مِنَ المَعْـنـَىٰ ، يُقَـاسُـوْنَ الأَمَـرَّا !
أُقِيْـمُ لَـهُمْ جِـدَاراً مِنْ خَيَـالٍ
وَ لَوْ شِئتُ ٱتَّـخَذْتُ عَـلَيْـهِ أَجْـرَا !
فَتَـنْــتَـبِـهُ المَـدِيْنَةُ
أَنَّ صَـدْرِيْ سَمَـاءٌ ،
جَـاهَدَتْ لِتَـكُوْنَ صَـدْرَا !
فَتَجْـعَلُـنِيْ الأَمِيْـنَ عَـلَىٰ سَـحَـابٍ
تَلَـوَّثَ بِالحُـرُوْبِ فَـصَـارَ حِـبْرَا !
لأَكْتُبَ عَنْ مَخَـاوِفِ سَـاكِنِـيْـها
إِذَا قَلَميْ رَأَىٰ وَرَقَــاً بِأُخْـرَىٰ !
وَ أَضْوَاءُ المَـدِيْـنَـةِ فِيْ غُرُورٍ
تُقًـارِنُ نَفْـسَـهَـا
بِالـشَّمْسِ جَـهْـرَا !
وَ تَطْلُبُ أَنْ أُكَــبِّـرَ حَـجْـمَ حَرْفيْ
لِيُـغْـرِيَ سَـامِعِيْهِ
إِذَا تَـعـرَّىٰ
وَ هَلْ تَكْفِيْ الدَّفَـاتِـرُ حُـزْنَ أَهْـلِيْ
لأَكْتُـبَ أَدْمُـعِيْ سَـطْـرَاً وَ سَـطْــرَا ؟!
** ** ** **
وَ أَدْخُلُـهَـا
وَ أُبْقِـيْ الـبَـابَ رَهْوَاً
لِـيَـدْخُـلَ مَنْ أَرَادَ المَـوْتَ شِـعْـرَا
فَـيَـبْـلُـغُـنِيْ قَـلِـيْـلٌ مِنْ قَـلِـيْـلٍ
فَأَمْـضِـيْ سَـاحِـبَـاً سَـبْـعِـيْــنَ بَحْــرَا !
سَـيَـحْتَــاجُـوْنَ قَـوْلاً مِنْ جُـنُـوْنٍ
فَـمَـا مِنْ عَـاقِلٍ لَـحِـقَ الـهِـزَبْـرَا !
** ** ** ** **
وَ قَدْ عِـشْتُ الحَيَـاةَ بَرئَ شِـعْرٍ
الىٰ أَنْ نِلْــتُ مِنْ أَهْلـيْهِ غَـدْرَا
بَقِيْتُ بِطِـيْبَةِ الأَسْـمَـاءِ
حتَّىٰ لَعِـبْتُ مَعَ الحُرُوْفِ
فَمِتُّ جَـرَّا !
وَ مَالي وَ الحُرُوْبِ وَ مُوْقِدِيْـهَـا
إِذَا مَا نِلْتُ فِيْ الأَقْلامِ نَـصْرا ؟!
فَلا أَحْـتَاجُ أَرْضَـاً غَيْرَ حُـزْنِـيْ
وَ لا جُثَـثَــاً
وَ لا أَحْـتَـاجُ أَسْـرَىٰ !
أُخَـضِّبُ رَايَــتِـيْ بِـبَـيَـاضِ رُوْحِيْ
وَ غَيْـرِيْ ( يُوْرِدُ الرَّايَـاتِ حُـمْـرَا ) !
****
كُوَيْتُ الْجَمال
شعر / وليد القلاف ( الخراز )
جَمالُكِ مَوْهوبٌ وَرَبُّكِ واهِبُ ى
وَكَمْ تَيَّمَتْنا يا كُـوَيْتُ الْمَواهِبُ ى
نَسَجْتِ لَنا الْأَيّامَ مِنْ حُبِّكِ الَّذي ى
تُجـاذِبُنا مِنْهُ إلَيْهِ الْجَواذِبُ ى
وَتَمْلَأُنا فَخْرًا بِما أَنْتِ رَأْسُهُ ى
وَنَحْنُ أَيادٍ حَوْلَهُ وَمَناكِبُ ى
يُشاغِبُا في ظُلْمَةِ اللَّيْلِ شَوْقُنا ى
وَأَجْمَلُ شَوْقٍ يا كَـوَيْتُ الْمُشاغِبُ ى
وَأَجْمَلُ مِنْ أَثْـوابِنا نارُهُ الَّتي ى
تُلائِمُـنا أَضْواؤُها وَتُناسِبُ ى
عَلَيْنا أَضاءَتْ .. وَهْيَ قائِلَةٌ لَنا : ى
ضِياءٌ عَلى أَهْلِ الْكُـوَيْتِ مَناقِبُ ى
وَلَوْ كانَ في وِسْعِ النَّهارِ ارْتِداؤُها ى
لَما اجْتَرَأَتْ يَـوْمًا عَلَيْهِ الْغَياهِبُ ى
وَلَوْ لَمْ تَكوني في الْكِتابَةِ نَهْجَـنا ى
لَما قَبِلَتْ بِالْكاتِبينَ الْمَكاتِبُ ى
سَلِمْتِ لَنا أَرْضًا .. بِها الْعِشْقُ مَنْزِلٌ ى
وَهَلْ فيهِ إلّا عاشِقيكِ أَقارِبُ ى
وَلا شَيْءَ أَحْلى مِنْ تَـوافُقِـنا الَّذي ى
أَشارَتْ إلَيْهِ بِالْبَنانِ الْمَذاهِبُ ى
وَتَجْـمَعُنا فيكِ الْمُـواهَبَةُ الَّتي ى
تَوافَقَ مَوْهوبٌ عَلَيْها وَواهِبُ ى
وَتَكْتُبُنا الْأَشْعارُ مِنْ حُبِّها لَنا ى
فَيا رُبَّ مَكْتوبٍ مِنَ الْحُبِّ كاتِبُ ى
وَفي أَرْضِكِ الدُّنْيا تَفيضُ مَحَبَّةً ى
بِما أَنْتِ أَسْبابٌ لَهُ وَمَجالِبُ ى
وَمَنْ فاضَتِ الدُّنْيا عَلَيْهِمْ .. فَما لَهُمْ ى
عَلى فَيْضِها إلّا النُّجومَ مَراكِبُ ى
لِأَمْرِكِ سَمْـعًا يا كَـوَيْتُ وَطاعَةً ى
وَمَنْ يَرْفُضُ الْأَمْرَ الَّذي هُوَ واجِبُ ى
وَمَنْ لِمَعانينا بِمِثْلِكِ شاعِرًا ى
تَجــــــارِبُـهُ ــ وَاللّــهِ ــ نِـعْـــــمَ التَّجـارِبُ ى
كُــوَيْتِيَّـةٌ آراؤُهُ وَهُوَ الَّذي ى
بِآرائِهِ الْأَيّامُ دَوْمـًا تُطالِبُ ى
وَتَجْري الْمُنى في نَهْرِ أَشْعارِهِ الَّتي ى
تَقولُ لَنا : أَمّا الْمُنى فَقَوارِبُ ى
أَجَلْ .. سَوْفَ يَبْقى في الْقُلوبِ دِماءَنا ى
وَلَيْسَ لَهُ إلّا الْعُروقَ مَسارِبُ ى
وَما هُوَ إلّا أَنْتِ .. فَلْتَفْتَحي لَنا ى
سَماءً تَمَنَّتْها النُّجومُ الثَّـواقِبُ ى
وَلا تَحْـرِمينا مِنْ مَشارِقِكِ الَّتي ى
أَضاءَتْ لَنا ما لَمْ تُضِئْهُ مَغارِبُ ى
وَذابَ بِكِ الشَّعْبُ الْمُحِبُّ تَشَـوُّقًا ى
وَما ذُبْتِ إلّا بِالَّذي بِكِ ذائِبُ ى
إذا ما عَشِقْنا فَالسَّحائِبُ دَرْبُنا ى
أَلا نِعْمَ دَرْبُ الْعاشِقينَ السَّحائِبُ ى
وَإنْ أَتَتِ الْأَيّامُ أَوْ ذَهَـبَتْ بِنا ى
فَما غَيَّـرَتْنا الْآتِياتُ الذَّواهِبُ ى
وَإنْ طَغَتِ الظَّلْماءُ مِنْ حَـوْلِنا .. فَما ى
لَنا قَمَرٌ إلّا أَميرُكِ ثاقِبُ ى
سَما .. فَسَمَتْ أَنْوارُ حِكْمَتِهِ الَّتي ى
رَواها وَلِيُّ الْعَهْدِ .. وَالشَّعْبُ كاتِبُ ى
وَما زالَ بِالْأَنْوارِ يَرْسُمُ دَرْبَنا ى
إلى الْخَيْرِ حَتّى سَيَّرَتْنا الرَّغائِبُ ى
وَصاحَبَنا إيمـانُنا في مَسيرِنا ى
أَلا إنَّما الْإيمانُ نِعْمَ الْمُصاحِبُ ى
تُضيءُ بِمَعْناهُ الْجَـوانِبُ دائِـمًا ى
وَما كانَ أَحْلى أَنْ تُضـيءَ الْجَـوانِبُ ى
وَفي الْخَيْرِ لَوْ نَرْقى الْمَـراتِبَ كُلَّها ى
لَما بَلَّغَتْنا مُسْتَواكِ الْمَـراتِبُ ى
فَيا لَكِ مِنْ أَرْضٍ تَسامَتْ مَـلاحِمًا ت
وَسارَتْ بِمَعْناكِ الْجَميلِ الرَّكائِبُ ى
وَخـاطَبَكِ الْبَدْرُ الْمُنيرُ مَحَبَّةً ى
وَما كُـنْتِ إلّا حَـيْثُ كانَ الْمُخاطِبُ ى
وَمِنْ حَوْلِكِ الْآمالُ تَرْسُمُ هالَةً ى
بِها اتَّضَحَتْ لِلشّارِبينَ الْمَشارِبُ ى
فَدومي أَدامَ اللهُ مَنْصِبَكِ الَّذي ى
أَقَرَّتْ لَهُ بِالسّابِقاتِ الْمَناصِبُ ى
وَأَنْتِ لَنا مِرْآةُ تاريخِـنا الَّذي ى
تَباعَدَ إلّا أَنَّهُ مُتَقارِبُ ى
نَرى فيهِ صَحْراءَ الْجُدودِ وَبَحْرَهُمْ ى
وَمَنْ غَيْرُهُ لِلسّائِلينَ مُجاوِبُ ى
وَما كانَ أَحْلى أَنْ تَسامِرَهُ الْمُنى ى
وَمَنْ سامَرَتْهُ فَهْوَ ـ لا شَكَّ ـ صائِبُ ى
وَمِنْهُ إلى الْآتي مَـواكِبُنا سَعَتْ ى
وَأَكْرِمْ بِمَنْ تَسْعى إلَيْهِ الْمَـواكِبُ ى
إلى أَنْ نَراهُ حاضِرًا بِكِ مُغْـرَمًا ى
وَلَيْسَ لَهُ شَعْبٌ سِوانا مُناسِبُ ى
****
في حُبِّ الكويت
للشاعر محمد بن علي العمري
بعطرِ الرِّيفِ مِن (أبها) أتيتُ
أتيتُ أبتُّ حُبِّيَ يا (كوَيتُ)
جَنوبيِّ همى في جانبيهِ
سَحابٌ تحتَه ريفٌ وبَيتُ
بهِ أُمِّي وعَتني حَقلَ شِعرٍ
سقَتهُ دُعاءَها حتَّى استوَيتُ
فجئتُ وفي دَمي أمِّي وعُمري
وقَبرُ أبي الحبيبِ، وما اكتفَيتُ
فجئتُ بقُبلةٍ مِن ثَغرِ (أبها)
ومِن قَلبِ (الرياضِ) شذًا جنَيتُ
وطُفتُ وهم معي بالبيتِ سبعًا
وزُرتُ مَعينَ زمزمَ واستقَيتُ
ومنهم أجمعينَ كتبتُ شِعري
وجئتُكِ يا (كويتُ)، فهل وفيتُ؟
وهل يكفيكِ منِّي لحنُ عشقٍ
طربتُ لهُ كما طَرِبَ الكُميتُ
بهِ (بوحُ البواديَ) عَزفُ صَبٍّ
إذا حنَّت رَبابتُه بَكيتُ
وخلفَ خُطا الـ (مسافرِ في القفارِ) الـ
ـخَلاءِ ركبتُ عُمري فاهتدَيتُ
إليكِ، وفي يديكِ سكبتُ نفسي
صبابةَ عاشقٍ حتى انتهيتُ
وما لي في فنائي فيكِ عذرٌ
فكم من آيةٍ عجَبٍ رأيتُ
رأيتُ بنبكِ فيكِ وأنتِ فيهمِ
فما أدري لأيِّكما انتشيتُ
أللأرضِ التي والشَّعبُ فيها
تقولُ: لغير شعبي ما انثنيتُ
أم الشَّعبِ الذي والأرضُ فيه
يقول: لغير أرضي ما انحنيتَُ
يُنيخُ لعزِّها الآفاقَ حَيِّ
ويملأ باسمِها الأعماق مَيتُ
كأنكما وكلُّ في أخيهُ
وقودُ العزِّ: مِشكاةٌ وزيت
تُضيءُ هواكُما نِبراسَ حُبٍّ
بهِ الدنيا تقولُ: أنا اقتديتُ
فأنتِ وهم هوى لحمٍ ورَملٍ
أنا في كيميائهما ارتميتُ
فهالَتني جِنانٌ مِن وفاءٍ
بها رتَّلتُ حُبِّيَ وارتقيتُ
فلمَّا جِئتُ سِدرةَ مُنتهاها
هنا، وأنختُ شِعريَ، واحتبيتُ
وأمضى (البابطينُ) يمينَ قلبي
بأني في المحبَّةِ ما ادعيتُ:
مزَجتُ مع الكويِّتيينَ رُوحي
وجادوا وارتَضونيَ فازدهيتُ
وفي كأسِ الكويتِ رميتُ نفسي
وفي تقليبِ سُكَّرِها اختفيتُ
وحُلمي أن يكونَ لناي شِعري
بهذا العُرسِ صَوتٌ أو صُوَيتُ
أُناجي مجدَها جسدًا وروحًا
وأُنفِقُ في رِضاها ما اصطفيتُ
أيا رُوحَ الأصالةِ كلُّ قلبٍ
لماضيكِ انتمى، وأنا انتميتُ
ويا جسدَ الثقافةِ كلُّ عقلٍ
بحاضرِكِ احتفى، وأنا احتفيتُ
وِمن لقيا بنيكِ نسجتُ ثوبًا
خليجيَّ الهوى وبهِ اكتسيتُ
ومن أنوارِهم بِشفاهِ عيني
شِربتُ مِن العُلا حتى ارتويتُ
أبادلُهم سنى حُبٍّ بحُبٍّ
طهورٍ لا رَشيتُ ولا ارتشَيتُ
لأنَّ الحُبَّ مثل الدِّينِ وحيٌ
ملأتُ بهِ فؤاديَ فاتَّقيتُ
—–
(( وطن بحجم الحب ))
شعر: عبد الله علي العنزي
حيَّاك مبتسمًا .. متى حَـيَّـيْـتَهُ
وطنٌ هنا .. أنَّى اتجهتَ أتيتَـهُ
وطنٌ بحجمِ الحبِّ، يخترقُ المدى
ليريكَ ما أخفى .. وما أخفيتَهُ
وطنٌ يسافرُ في اللحاظِ فكلما
أغمضتَ جفنًا عن سناه رأيتَهُ
وطنٌ كقنديلِ الضياءِ، لـعُـتمةٍ
في آخرِ الطرقاتِ يحرقُ زيتَهُ
تتضرعُ الكلماتُ، قبلةُ شاعرٍ
في سدرةِ الأوطانِ يغزلُ بيتَهُ
وطني الكويت سلمتَ للمجدِ الذي
أعلى كويتيًّا .. أحبَّ كويتَـهُ
قلبي من المنفى أتاكَ مسافرًا
عن غربةِ الجسدِ الذي آويتَـهُ
بيتي الوحيدُ على الحيادِ مشيَّدٌ
وأنا سأقبلُ منكَ .. حيثُ بنيتَـهُ
هذا الذي أعطاكَ حبًّا سافرًا
هو وحدَه الراضي بما أعطيتَهُ
عمري كأعمار الشموعِ وأنت في
قلبي الذي آواك .. حين نفيتَـهُ
طوبى لميلادِ الشموعِ وضوئها
وعساكَ لا تبكي كما أبكيتَـهُ
ليت الذي أعطى الكويتَ قلوبَنا
يدري بما تُخفي الجوارحُ ليتَـهُ
أقيمت الأمسية الثانية ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشعر العربي في دورته التاسعة بمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، وأحياها أمس الإثنين عدد من الشعراء.
وفيما يلي نماذج من أشعارهم
*الأمسية الثانية في مهرجان ربيع الشعر العربي في دورته التاسعة:
صولةُ الروح
شعر: أحمد محمود مبارك
كان سعيي على الدُّروبِ هباءَ
حينما الخطْوُ عن ضياكَ.. تناءى
قصةُ الأمس في كتاب الليالي
قد تبدَّتْ حروفُها شوهاء
ها هو الصّرحُ في المفازاتِ رملٌ
كم أضعْتَ السّنيـنَ فيه بناءَ
والغراسُ التي بحقلِ الأماني
سنبلاتٌ لم تُعطِ إلا الشَّقاء
IIII
نازعتْني نوازعُ النفس حتى
ألبَسَتْني من الظلام غشاء
قادني الإثْمُ غافيًا في طريقٍ
رافقَ الغيمَ.. والهوى والبلاء
رحتُ أمشي وكلُّ دربٍ أمامي
لا يُزيل الصباحُ عنه المساء
أبتغي الرِّيَّ من زلالٍ تراءى
أشربُ الوهْمَ.. لا أُحِسَّ ارتواء
IIII
غير أنّي وفي عروقيَ نبضٌ
لم يزلْ يعزفُ الهُدى والنَّقاءَ
وبعيني.. رغم الخطايا حنينٌ
لشعاعٍ يُبدِّدُ الظَّلماء
قمتُ من غفوتي بكهف الليالي
أنشدُ الصّحوَ والضِّيا والنَّجاء
أشرقَ الصبحُ في عيوني وراحتْ
صولةُ الرّوحِ.. تقهرُ الأهواء
IIII
إنّني الآن في رحابكَ أسعى
فاقبلِ السَّعْيَ سيدي والرّجاء
قصةُ الأسى لم تزلْ في كتابي
تُثقِلُ العمرَ شِقوةً وعناء
ليس غيرُ الغفرانِ منكَ ضياءَ
يجعلُ الأمس صفحةً بيضاء
ويُحيل العناءَ يا ربِّ في النفـ
ـس حبورًا وهَدْأةً وصفاء
IIII
إنّني الآن في رحابكَ أسعى
فاقبلِ السَّعْيَ سيدي والدُّعاء
XXXX
مدن على خطاك
الشاعر رجا القحطاني
بوح إذا رفرفت أصداؤه اتّسقا
فمن يؤلق لي صمتي إذا نطقا
تسلقت قصتي معراج ذاكرتي
فطوحت بي الى أعماقها قلقا
يعاقر الألم الكوني نبض دمي
فيرجف النبض في شبابتي نزفا
مسافر العمر كم خلفت لي مدنا
على خطاك، وكم شعبتني طرقا
تلك المسافات صلصال، تشكلها
يد اغترابك ما يغري بي الأفقا
أشبعت روحك من ناي الحنين مدى
فجرح الناي في مرآتك الألقا
ان طوقتك قلاع اليأس ضيقة
فاحفر بحلمك في سردابها نفقا
فوضى المدينة ما أغوتك ضجتها
اذ لم تزل لهدوء الريف معتنقا
هناك واريت جثمان الأنا.. وهنا
قدمت أحلام من ودعتهم.. طبقا
تخضب الوقت من موال وحشتهم
رسائلا تترآى… وشوشات لقا
****
أتيت
الشاعر علي الحبشان المطيري
أتيتُ أمني القلبَ والنفسَ والعمرَ
وخالفتُ عقلاً لم أخالف له أمرا
أتيتُ وبعض الشوق للسر فاضحٌ
على أي شيء كنتِ يا رغبتي سرا
أتيتُ على ظني على غير عادتي
أيممُ ما ألقاه في وحدتي شطرا
أُحَدِثُ هذا الليل عن طول غربتي
وأرقُبُ نجم الصبح إن غابت الشِّعرى
أداعبُ شمس الصبح إن بان ضوؤها
على أن عين الصب لم تحمد المسرى
وأسكبُ دمعاً عزَّ أن ينزلَ الثرى
وأُنهدُ ما بالنفسِ تنهيدةً حرّى
على من لها عندي من الوجد ما بها
ولي عندها في كل سالفةٍ ذكرى
على من لها بالقلب قصرٌ مشيدٌ
فصدتْ بعيداً عنه لم تسكن القصرا
تناءت عن الحي القديم وسورِهِ
تناءت ولم تبدِ إلى حيّها عذرا
فلما افترقنا واستوى البينُ بيننا
هتكتُ فؤاداً كان من قبلها ستراً
وقلبتُ طرفي في الفضاء فلم أجدْ
سوى وجهها يستقبلُ الشمسَ والبدرا
هتفتُ بها نجوىً وقد كنتُ خالياً
فعادَ صدى صوتي على مسمعي جهرا
وهمتُ بها طولَ البلاد وعرضَها
وتُهتُ بها برا وغُصتُ بها بحراً
دع اللومَ يا من قلتَ ما قلتَ جاهلاً
فإني بحالي منك يا لائمي أدرى
وإني إذا ما زاد همي مؤملٌ
بفتحٍ يعيد الحالَ من عسره يسرا
لعل قضاءً أن يكونَ فنلتقي
كما تلتقي الأضواء في الليلة القمرا
****
نــــَــــــــــصْ
بـِقـَلــَم: قَـيـْس طـَه قَوقـَـزَة
يا حامِـلاً هـَمَّ الحَيـاةِ على يديــــــــــــــــــــــــــــــــــهِ
مَنْ قالَ أنَّ الشِّعرَ يغمضُ مُقلَتَيهِ؟!
تتعدَّدُ الأسمـــــــــــــاءُ فــــي أوجاعِـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهِ
مـَنْ عَلَّـمَ الأسمـــــــــــــــــــــــــــاءَ أن تبكي عليـهِ
أنَّى تـَعَطـَّـــــشَ للحيــاةِ شــِــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــراعــُــهُ
كَسَرَتْ يـَـــــــــــدُ الأمواجُ وَرْدَةَ شاطِئيهِ
ما كــانَ يمكنهُ ارتداءَ قميصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــهِ
إلا وكـَـــــــــــــــــــــــــان الحُزنُ لـَوْنَ قصيدتيهِ
ورغيفــــــــــــــــــــــــــــــهُ ما كـانَ يومًا مُلكـــــــــــــــــــــــــهُ
الخبزُ لا يهوى البقاء بساعديـــــــــــــــــــــــــــهِ
هذا الخليجي الذي عرف الهــــــــــــوى
حتى اكتوت بالحبّ جمرةُ ناظريهِ
يا ربُّ، مَنْ رَمــــــــَـــــــــــــقَ الخليجَ بنظرةٍ
بالسوءِ، رُدَّ السوءَ في ثِقَلٍ عليـــــهِ
****
أمطار خائنة
الشاعر محمد عبدالله البريكي
بيــــتٌ من الخوص أم كوخٌ من الحَطَبِ
منفـــايَ ظلاهُمــــا والريحُ تعصفُ بي
كأيِّ غيـــــمٍ أرى الأمطـــــارَ خائـِـنـــةً
والمــــاءُ يستغفـِــرُ الأوجاعَ من سُحُبي
فللرحــــى سكـــــرةُ الخبــاز حيـن رأى
شيئــــاً من القمــحِ محمولاً على الرِّيَبِ
لأننـــي أعـــــزفُ الأشعــــارَ أغنيـــــةً
تـَعـَلـَّـــقَ الوتـــــرُ المشدودُ في صَخَبي
فالشعــــرُ دعــــوةُ مــاءِ الحلم تغسِلـُـني
إذا تنهـّـدَ جمـــــرُ اليــــــأسِ بالغضــبِ
لا شـــــيءَ يا أبتــي .. فالروح عاكفـــةٌ
كأنّهـــــا أيقَظَــــت مــأواي في الحُجُبِ
تقـــولُ لــــي شمعةٌ في الريح لم ترنــي
ضـــوءُ القصيــــدةِ للعشــــاقِ قلبُ نبي
فقلــــتُ للريــــــحِ خلـّـي الشمعَ منطفئـاً
سيورقُ العمرُ بعــــد الحلـــمِ من هُدُبي
وقلــــتُ: يا حلــــمُ لم تصدقْ معي زمناً
فهل ستفعلُ ؟ قالَ: الصدقُ في الكـــذبِ
هل المدينـــةُ ملـّـت قلـــبَ شاعــــرِها؟
فهاجــــرَ القلـــبُ سهواً عن حِمى أدبي
أُلملمُ الدمعَ منهـــا .. ليس لي سكــــــنٌ
أنـا الغريـبُ الذي أغفـــــو على لـَهـَـبي
في رحلــــةِ الصيــــدِ لا أبـــدو مُنادمَهم
وكلما تهتُ في الغاباتِ صحتُ : أبــــي
هم يجلســـــون أمامـــي فـــوقَ أجنحــةٍ
أنيقـــــةٍ .. وأنـــا أحبــــو على عَصَبي
سيحمـِلُ الصقرَ غيري / لستُ أحسدُهُم
فهل ستعرفُنــي الصحراءُ من خُطَبي ؟
ما خاننــــي ألـَـــــقُ المغنـــــى لأعلمَهُمْ
أنَّ المعانـــي طيـــورُ الشاعــرِ العربي
مُذْ أولِ البــــوح كانــــت عنـــد بسملتي
شمسٌ تـُخـَـبـِّئ صبحَ الشعرِ في لُعَبـــي
وها كبــــرتُ وهــذا الشعـــــرُ شيـّـدَ لي
بيتَ النجومِ الذي ما مـــــلَّ من شـَغـَبي
أتيــــتُ مــــن أولِ المعنــــى وآخــــــرِهِ
حتى أفــــرِّغَ بحــرَ الشعـــرِ بالقـِـــرَبِ
فالآنَ نجلُـــكَ يجثـــــو فـــــوقَ قافيــــةٍ
يا ســـــادنَ الليل .. أبلغتُ المدى عتبي
عـــذري إلى الوقـــت أنَّ النخلَ يعرفُني
فهــل سآكـُــلُ بعد الصبـر من رُطَبي ؟
****
مشاركة الشاعرة ندى الأحمد
خلف الرموشِ ترى العيون قواتلا
كالحرب ما بين السهام نواهلا
حور بها أودى القتيل بلحده
أسرى لهيبتها السبّي مبجلا
الحور نجمٌ والنواظر مركبٌ
والدمع يذرف ياسمين وسنبلا
نجمٌ إذا كشف السحاب ضياءه
كالكنز بات من العقود محملا
الرسم بحرٌ في نفوذِ زبرجدٍ
والبدر يضوي حائرا متسائلا
أيكون لي بين الهجوع مكانةٌ؟
والحور امست للضياء مشاعلا
في لحظةٍ سرق الفؤاد غرامه
قضّيت في وصل المتيّم راملا
قطعت حديث العاشقين عيونه
سحر طغى وسط السكون مجادلا
****
ناي بامتداد وطن
الشاعر نذير الأصمعي
قد جاء محشواً بأرض مقفرة
وسماؤه قصب، عليه مدورة
لم يمتلك إلا الأنين معبراً
عن صوت من هجروا زمان الحنجرة
ناي تقاسمت الثقوب بلاطه
والريح تضرب جوفه كي تشهره
مكثت مساءات العزاء بثغره
وأتى يشد من المراثي مئزره
قد أبنوه وقيل: حانت غيمة
تئد الجفاف ضحىً فنثت مجزرة
يحيى على الصبر الجميل وجرحه
غمد لطول النزف بايع خنجره
كم كان ينتظم الأنين بطوله
حتى و إن بدت الثقوب مبعثرة
قد شابه الأقلام ، لكن أمه
مدن الهواء وأمهن المحبرة
هو ذلك الحر الذي ترك الثرى
وعفا عن الأفراح عند المقدرة
وهو الأسير ، وكان أقسى قيده
أن جاء يقصد نفخة لتحرره
لذ بالحنين وصغ نزوحك
واسكب على العتبات روحك
واسرج لذاكرة الرياح رمال عشقك
كي تنوحك ، فإذا خجلت أن تبوح
فلا تبح واجرح وضوحك
واغفر لوجهك حين يغرف من أساك
بأن يبوحك
أدري:
بأن الغربة اقترحت لأسهمهم جروحك
ومدينة ربتك أهدت كل ذي هدم صروحك
لا تأس هذي خيمة
بحنينها اختصرت شروحك
أرخت إليك أمانها
ويد التوجس لن تلوحك
هي كالعراق بغيثها
فانشر لغيمتها سفوحك
—