نبيل السليماني :
وِجْهَتِي وَزَّانُ يَا أَهْلَ الْهَوَى
مَنْ بِهَا هَبَّ نَسِيمُ الْجَنَّةِ
وَسَنَتْ شَمْسُ صَبَاحٍ حَالِمٍ
وَشَدَا الْبُلْبُلُ أَحْلَى نَغْمَةِ
وَرَبَا زَهْرُ رُبَاهَا وَانْتَشَى
بِتَرَانِيمِ الهَوَى فِي الْأَيْكَةِ
وَتَمَشَّى الطَّلُّ فِيهَا حَامِلاً
بَذْرَةَ النّورِ لِعَيْنٍ لَبَّتِ
فَتَرَاءَى الْكَوْنُ بَاسِمَ الْمَدَى
وَهَفَا نَجْمٌ سَرِيعَ الْخُطْوَةِ
وَارْتَقَى الطَّوْدَ عَبِيرٌ مُسْكِرٌ
لَا يُضَاهِيهِ الَّذِي فِي الرَّوْضَةِ
فَالْعَبِيرُ نَفْحَةٌ مِنْ كَوْثَرٍ
وَلَهَا يَرْجِعُ لَمْعُ النَّجْمَةِ
مَا لَهُ الْبَدْرُ يَبِينُ حَاسِداٌ؟
حِينَ يَبْدُو وَمْضُ تِلْكَ الْوَجْنَةِ
وَلِمَاذَا يَتَبَدَّى ضَوْءُهُ؟
سَاهِماً فِي لَمَعَانِ الْبَسْمَةِ
مِنْ حَبِيبَتِي الْجَمَالُ قَدْ نَشَا
وَتَجَلَّى فِي أَجَلِّ صُورَةِ
فَاللِّحَاظُ لَا الظِّبَاءُ عِنْدَهَا
وَالرُّضَابُ مِثْلُ ذَوْبِ النَّحْلَةِ
فَلِهَذَا سَاقَنِي لُبِّي لَهَا
وَهْوَ مَخْمُورٌ بِسِحْرِ النَّظْرَةِ
هَمُّهُ الْأَوْحَدُ فِي ظِلِّ الْهَوَى
لَمَسَاتٌ مِنْ شِفَاهٍ عَذْبَةِ
تُثْمِلُ الرُّوحَ الَّتِي تَحْتَرِقُ
فِي سُكُونٍ بِشُوَاظِ الْوَحْشَةِ
فَإِلَى وَزَّانَ إِنِّي ذَاهِبٌ
عُقِدَ الْعَزْمُ فَهْلْ مِنْ رَجْعَةِ؟
—