نظرت إلى عينيك
عندما كنت طفلا طيبا.
داعبتني بيديك
و منحتني قبلة.
***
(لا زالت عقارب الساعات تدور بنفس الإيقاع،
و الليالي مرصعة بنفس النجوم.)
***
و انفتح قلبي
كالزهرة تحت السماء،
كالتويجات العطشى،
كالسداة.
***
(لا زالت عقارب الساعات تدور بنفس الإيقاع،
و الليالي مرصعة بنفس النجوم.)
***
في غرفتي كنت أنحب
كالأمير في الحكاية
على النجيمة الذهبية
التي ضاعت في المبارزات.
***
(لا زالت عقارب الساعات تدور بنفس الإيقاع،
و الليالي مرصعة بنفس النجوم.)
***
لقد ابتعدت عنك
و أنا محب لك دون أن أعرف.
لا أدري كيف هما عيناك،
يداك و لا فرعك.
لا زالت فقط منطبعة على الجبين
فراشة تلك القبلة.
***
(لا زالت عقارب الساعات تدور بنفس الإيقاع،
و الليالي مرصعة بنفس النجوم.)
*القصيدة في الأصل الإسباني:
Yo te miré a los ojos
Yo te miré a los ojos
cuando era niño y bueno.
Tus manos me rozaron
Y me diste un beso.
(Los relojes llevan la misma cadencia,
Y las noches tienen las mismas estrellas.)
Y se abrió mi corazón
Como una flor bajo el cielo,
Los pétalos de lujuria
Y los estambres de sueño.
(Los relojes llevan la misma cadencia,
Y las noches tienen las mismas estrellas.)
En mi cuarto sollozaba
Como el príncipe del cuento
Por Estrellita de oro
Que se fue de los torneos.
(Los relojes llevan la misma cadencia,
Y las noches tienen las mismas estrellas.)
Yo me alejé de tu lado
Queriéndote sin saberlo.
No sé cómo son tus ojos,
Tus manos ni tus cabellos.
Sólo me queda en la frente
La mariposa del beso.
(Los relojes llevan la misma cadencia,
Y las noches tienen las mismas estrellas.)
*شاعر إسباني و كاتب مسرحي ورسام وعازف بيانو، كما كان مؤلفاً موسيقيًا، ولد في فوينتي باكيروس بغرناطة في 5 يونيو .1898 واحد من أبرز كتاب المسرح الإسباني في القرن 20، وتعد مسرحيتيه “عرس الدم” و”بيت برناردا ألبا” من أشهر أعماله المسرحية. فيما كانت قصيدة “شاعر في نيويورك” من أشهر أعماله الشعرية. اغتيل لوركا بين قرى بيثنار و ألفاكار في 19 أغسطس 1936 عند بداية الحرب الأهلية. طبع أول كتاب نثري له (انطباعات ومناظر) عام 1918 وهو حصيلة عديد من الرحلات في إسبانيا. ثم بدأ التجوال بين غرناطة ومدريد. وخلال عشر سنوات تعرف على أصدقاء أصبحوا من المشاهير وملأ ذكرهم الآفاق، منهم “سلفادور دالي”، “ألكسندر دانييل ألبرت”، و”لويس جونيك”، و”بابلو نيرودا”.
طبع أول ديوان شعر له (كتاب الأشعار) عام 1921 دون أن يثير كثيراً من الانتباه في غير وسطه، ولكن لوركا على كل حال كان كثير الإعراض عن النشر وكان على أصدقائه الأدباء أن يقوموا بالعديد من المحاولات ليحتالوا للفوز بإحدى قصائده لنشرها في دورياتهم. ومع أنه لم ينقطع عن نظم الشعر فإن ديوانه (أغان) لم يظهر حتى عام 1927 غير أنه استطاع بما له من قوة الشخصية أن يؤثر في الشعراء الآخرين من قبل أن تظهر أعماله الهامة؛ إذ كان يفضل أن ينشد أشعاره، لأنه يعتقد، ويذكر ذلك في مقالته عن الروح المبدعة: (أن الشعر بحاجة إلى ناقل.. إلى كائن حي). وفي تلاوته لهذه الأشعار امتحن قدرة شعره على التأثير أكثر من مطبوعاته.
كتب رافائيل ألبرتي: “كان لوركا يتدفق بشحنة من الرقة الكهربائية والفتنة، ويلف مستمعيه بجو أخاذ من السحر، فيأسرهم حين يتحدث أو ينشد الشعر أو يرتجل مشهداً مسرحياً أو يغني أو يعزف على البيانو”.
*العمق الإنساني في المسار الأدبي عند لوركا
مع مرور الزمن أخذ لوركا بالتغير وتفهُّم الحياة أكثر، وأصبح ينظر إليها من منظار الحقيقة الحية: (في هذا الزمن المأساوي في العالم، يجب على الفنان أن يُضحك ويُبكي جمهوره، ويجب أن يترك الزنبق الأبيض مغموراً حتى وسطه بالوحل وذلك لمساندة الذين يبحثون عنه).
هذه التعرية الكاملة للزمن النابعة من شاعريته، المتوقدة، المنتفضة جعلته يسافر من مدريد إلى غرناطة التي تغلي سياسياً بحدوث انتفاضة. ومع وصوله إليها اندلعت النيران العنيفة واعتقل صهر لوركا، محافظ مدينة غرناطة وعدد من أقربائه الاشتراكيين، لأنهم أيدوا الانتفاضة.
*الإعدام
وصل فدريكو إلى غرناطة في 14 يوليو 1936، أي قبل أيام قليلة من البداية الرسمية لانقلاب الجنرال فرانكو. ذهب عند أهله في ضيعة سان بيثنتي، لكن النبأ سرعان ما انتشر بين الناس بواسطة الصحافة المحلية ليحيط الجميع علما بأنه عاد إلى مسقط رأسه.
قام لوركا يوم 18 يوليو رغم الخوف الذي كان يشعر به بزيارة صهره في السجن. وبعد ورود بلاغ مجهول ضده، تم في 16 أغسطس القبض عليه في منزل أحد أصدقائه، وهو الشاعر لويس روساليس، الذي حصل على وعد من السلطات الوطنية توعدت فيها بإطلاق صراح لوركا “إذا لم تكن هناك أي شكوى ضده “. تم إعطاء أمر تنفيذ الإعدام من قبل الحاكم المدني لغرناطة، خوسيه بالديث غوثمان، الذي كان قد أمر سابقا النائب رامون رويث ألونسو باعتقال الشاعر. وأُعدم لوركا رمياً بالرصاص بتهم مفبركة، في الأيام الأولى من الحرب الأهلية الإسبانية، ويتفق المدققون والمتأخرون أن لوركا كان من أول ضحايا الديكتاتورية والحرب الأهلية الإسبانية من جهة، ومن جهة أخرى ضحية أعداء والده التاجر الكبير، كما يؤكد هؤلاء المدققون المتأخرون أن لوركا كان ضحية عداوات بين عشيرته وعشائر أخرى اختلط فيها السياسي بالعشائري والمادي وتصفية حسابات كان هو كبشها.
وقد جرى إعدامه كما يعتقد في الطريق بين بيثنار و ألفاكار، على التلال القريبة من غرناطة. ولكن جسده كما تنبأ في إحدى قصائده، لم يعثر عليه:
“وعرفت أنني قتلت
وبحثوا عن جثتي في المقاهي و المدافن والكنائس
فتحوا البراميل والخزائن
سرقوا ثلاث جثثٍ
ونزعوا أسنانها الذهبية
ولكنهم لم يجدوني قط”.
وقد اشتهرت صورة إعدام لوركا وهو يرتل أشعاره التحررية تحت عناوين من قبيل: “الشاعر الذي ظل يلقي أشعاره وهو يواجه الإعدام بالرصاص “. يقول لوركا:
“ما الإنسان دون حرية يا ماريانا؟ قولي كيف أستطيع أن أحبك إذا لم أكن حرا؟ كيف أهبك قلبي إذا لم يكن ملكي؟”.
——–
*لمحة عن إنتاجاته المسرحية
في عام 1920 عُرض فصل من مسرحية له “رقية الفراشة المشؤومة” في مدريد، وأما أولى مغامراته المسرحية الناجحة فكانت المسرحية النثرية التاريخية “ماريانا بنيدا” التي قدمت في مدريد عام 1927، وشهد العام التالي ظهور أكثر دواوين لوركا شعبية “حكايا غجرية” الذي لاقى نجاحاً مباشراً في إسبانيا وفي جميع البلاد الناطقة بالإسبانية.
وبالرغم من أنه كان مقلاً بكتابته للمسرح. لكن ما كتبه من مسرحيات، مكنته من بلوغ سلم الشهرة وجعلته من أفضل كتاب المسرح بإسبانيا. ومن مسرحياته أيضاً، مسرحية “بيت برناردا ألبا” التي نشرت وعرضت بعد وفاته، وهي مسرحية واقعية، عنيفة، كان قد كتب معظمها نثراً. (نقلا عن موسوعة ويكيبيديا بتصرف).
**كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية – الدار البيضاء -المغرب.
—