رسالة رثاء الى عروسة الخليج وثغر العراق الباسم الحبيبه مدينة البصرة الفيحاء
اولا :انا لا اريد ان اطيل السرد واجعل النص مملا ولا اريد ان اقول بان البصرة مدينة الفراهيدي والسياب وووو
ولا هي حلة الدنيا ولا فخرا يتباها بها ابناءها ومحبيها ومريديها من ابناء الوطن العربي ممن يعرفون قدرها ومكانتها
كذلك لا اريد ان امس احدا بعينه لكن ما اريد ان اتطرق به فهو ما قد حصل لهذه المدينه العزيزة بالفعل والسبب المباشرلهذاالحاصل ليس الا.
من طبيعة مدينة البصرة وطبيعة ابنائها كانت عنوان ثقافتها وحضارتها التي كانت تصدّر هذه الثقافة الى كافة انحاء العراق والعالم العربي ودول الجوار وكانت علما خفاقا لدى بلدان الخليج وبعض الدول العربية بصوره عامه والعراق بصورة خاصة كذلك دول الجوار القريب والبعيد ..مدينة البصرة ليست ادب وشعر وقصة وروايةفحسب بل تتعدا ذلك بكثير. تعد البصرة كبرياء وعظمة طبيعة وطابع خلاب شط وانهار واهوار ونخيل وجزر وبساتين تغفو على ضفتي شط العرب كانت البصرة والبصريون معاملة وكرم اذواق رفيعة واخلاق عالية من طبيعة ابناء البصرة يجيدون معاملة الاخرين بالحب والود اهل(حبوبي) اهل كلمة هلا ومرحبا لايعرفون النفاق ولا الكذب ولاالسرقات متأصلين بالامانة والمحبة يكرهون البغضاء فيما بينهم ومع الاخرين لا يوجد في صفوفهم السراق والمتلاعبين واكلين السحت الحرام كانوا بسطاء بتعاملهم صادقين بكلامهم اوفياء بوعودهم لا يعرفون معنى (قفاص) ولا معنى الربا ولا الشجار التافه والاقتتال البغيض . عشائر البصره مسالمه بما فيه الكفايه بحيث ابناء البصره كانوا لايرجعون الى عشائرهم بكل مشاكلهم بل كانوا يحترمون القانون ولذا تنها مشاكلهم بالتراضي امام القانون ولاتصل حد التهديد و(الكوامه )هذا من ناحيه المعامله اما من ناحية الكرم فهم الكرماء رغم بساطتهم اصحاب (التمر واللبن ).اما اخلاقهم فتعلم الكثير من ابناء الامم المجاورة لهم ليس حصرا ابناء الوطن اما من رفعة الذوق فكانوا من الذواقين كانوا اروع من يمتلك الذوق الرفيع في مأكلهم وملبسهم ومشربهم ليس من بينهم رجال من يلبس هذه الترهات التي اصبحت اليوم سائدة بين صفوف ابناء المدينة من الالوان المخجلة للشباب ولا حتى التصرفات الانوثيه ولا يعرفون صبغ الدور بالالوان المزكرشه من ثلاثة او اربع الوان كل هذه الثقافات التافهه اتت الى البصره من خارج حدود المدينة الحبيبة من داخل العراق وخارجه كي اكون منصفا وها هم ابنائها الاصليون اليوم بعد ان رحل اكثرهم وتشتت الباقين بين الاخرين يمارسون ما اتاهم الاخرون من تلك الثقافات أن البصريون متحضرون تلقائيا متحضرون لكثرة احتكاكهم للعالم المتحضرمن عشرات السنين واتصالهم المباشر بالعالم دون غيرهم وطبيعتهم التي تفرض عليهم التحضر لكل جزيئات الحياة والدليل على ذلك ان الهمج الرعاع ينعتونهم بالحضر وهم حقيقة حضرلانهم متحضرون في كل مجالات الحياة واهمها التعامل الذي يعتبر اليوم هوالواجهه الرئيسه للمدن اينما وجدت. لا مكان للهمجية بينهم حتى ابناء البصره القرويين الذين لا يجيدون القراءه والكتابة والذين يعيشون في المناطق الريفيه الزراعيه البعيدة عن المدينه هم على وعي بالثقافة والمعاملة والاخلاق الحسنة والذوق الرفيع مقارنتا بغيرهم من باقي مدن المعمورة ولكن كثرة توارد الاخرين عليهم اطمس كل حضارتهم وعنفوانها وتمايزها بين الامم ولذا انتشرت بينهم الجريمة والرذيلة والموبقات والربا واكل السحت الحرام وازدادت السرقات وقلت الضيافة وتباعدت العلاقات بين الاحبة والاصدقاء واصبحت علاقات مصالح يشوبها الحذر والشك والريبة وظن السوء .مدينة البصرة كانت امة تختلف عن امم الجوار من شقيقاتها وقريباتها من الامم الاخرى ولكن لعن الله من كان هو السبب بذلك الدمار الرهيب الذي ادى بها الى قاع الحضيض واصبحت مرتعا لكل ما هو يندى له الجبين من المعاملات اللانسانيه واللاخلاقيه والذوق الزفر الذي نال من ابناءها اليافعين ………………..وحسبي الله ونعم الوكيل .
(والي بعبه صخل يمعمع )
—
مقالات ذات الصلة
14/10/2024