عبد الرزاق الصغير :
1
لم اترك صفحة غارا ،ووجرا ، واد ، وسماء مكتضة بالبط والغيم ،وحوض فارغ ، وحديقة على مد البصر خاوية من بني البشر. عن كلمة ناتئة كالصخر وسط درب اسود مزفت حديثا لم يستطيعوا إجتثاثها مهما استعملوا من مخدر و آلات حديثة الصنع كأنها ضرس العقل …
2
لم اكن اتعشى
ولا كان على مائدتي ما اشتهي
من سمك مشوي
ومطويات شعرية
وحلمات وردية…
حين كسر الباب
تجشات قبل ان يتكسر عنقي
ويتشضى كلامي ويتقافز كالسمسم الاحمر الدقيق
متفرقا تحت ارجل طاولة الحديد
على بلاطة الرخام المديد ………………………
3
الساعة الان تقريبا منتصف الليل
ادم شبع نوم
حواء لازالت تشاكش امها
طاسة القهوة الباردة كحرب بعض الدول على طاولة السرير شبع منها الذباب
الحوانيت اغلقت
المقاهي
الصيدليات المناوبة
نشرات الاخبار
البعوض شبع ونام
الاطباء المناوبون في المستشفيات
الجرحى
المومسات
المرشدات
اسس س الحرب نائمة …
4
نمشي تحت الاشجار
العارية
لا ادري لماذا
كان الذي معي
لم يغمس يده
ابدا في الدم
وكان الدم ليس شفق
او الشفق ليس دم
الغيمة بقرة
في الافيش الشاغل كل جدران العمارة
الساحة بللها اصطناعي
لي صديق لا يشرب الا بمقدار
هو الان يبحث عن كلوة
لا يستسيغ القهوة
ولا يكثر من شرب الماء …
6
خف ألم ظهري
الآن أستطيع النوم قليلا
نفس الجو المضطرب الخافت الضوء
تفاصيل جذع الزيتونة الرمادي
الملتف على جعبة صدئة في حجم الجرح العربي
الدالية المتشبثة مابين … .. وعمود كرباء من الحطب
مآزر الأطفال السماوية
نفس جلسة المربية على حافة الطاولة
يحاول التلاميذ عدم تلطيخ بياض فخذها
بما ران على نظراتهم
نفس الألف المقصورة على السبورة السوداء
اليوم لا يختلف عن باقي الأروقة المظلمة
غير أن شيئا ما يترضرض أسفل عمودي الفقري
كأن ذاك الذي يحاول تمرير رفشا أسفل حجر في ظهري
ماذا سيغرس مكانه ..؟
نور النيون مزعج حد الألم، الساعة تقريبا منتصف النهار
الطبيب لم يحظر بعد
شابة في الثلا ثين
تنغص حلاوتها خربشة أسفل الظهر
هناك في آخر الرواق تدفع برجلها دلوا بأعمدة المكنسة والمشطف
إمرأة أنا شخصيا جذبتني مفاتنها تبدي تألما وهي تمسك بطريقتها ظهرها
إبتلعت قرصا مهدئا لما أعلن إعتذار الطبيب
ونزلت السلم كطائرا مجروح أو آخر يطير لأول مرة …
—
تصويب مفردات بين حرفي (ض) و (ظ) :
مكتضة = مكتَظَّة .
يتشضى = يتَشَظَّى .
يحظر = يحضر .