الحجم الادبي لاسم المرشح فنحن معشر الادباء نعرف بعضنا بعضا فالاديب مثقف منتج أي صاحب نص مقروء ومشروع ادبي اطلع عليه الادباء او كثير منهم لذا سيكون هذا الاعتبار مهما في التفضيل والاختيار ولكن ليس كل اديب كبير في ادبه ونصه كبيرا في الاداراة والتنظيم لذا فان هذه الميزة ليس هي الميزة الاساس او الحاسمة في الامر.. اذن هناك عوامل اخرى منها تاريخ الاديب : نحن كادباء مجتمع صغير قياسا الى المجتمع العراقي لذا فتواريخنا الادبية والاجتماعية معروفة تقريبا ولكن هناك تاريخ يتعلق بسيرة الاديب التي يمكن ان نقيس عليها قدرته الادارية و لا سيما اذا كان عضوا سابقا في المجلس المركزي للاتحاد او في الهيئة الادارية لاحد فروعه ..ما الذي قدمه هذا الاديب في مسيرته الاتحادية فنحن غير مستعدين ان ننتخب من آثر خدمة نفسه على حساب الادباء سواء في طبع الكتب الادبية او الايفادات او المشاركات في المهرجانات الادبية او النشر في مطبوعات الاتحاد والفروع طبعا او من جاء باسماء غير ادبية او مبتدئين واعطاهم الفرصة لكي يتقدموا على الادباء الحقيقيين في استغفال واضح للهيئة العامة او من استفاد ماديا من وجوده في الاتحاد او فروعه او من فعـّل ثقافة التباغض بعيدا عن ثقافة التسامح والاحترام المتبادل وتجاوز عثرات الماضي وهنا اذكر بيتا للمقنع الكندي يقول :
ولا احمل الحقد القديم عليهم
فليس رئيس القوم من يحمل الحقدا
ان كان هناك حقد اصلا
كما اذكر بيتا لابي تمام يقول :
ليس الغبي بسيد في قومه
لكن سيد قومه المتغابي
والتغابي هنا هو التجاوز وغض النظر كما هو واضح من سياق البيت
في حين اننا سناخذ بنظر الاعتبار تلك الاسماء النبيلة التي خدمت الاتحاد باخلاص وكانت اسماؤهم الادبية علامات مضيئة في مسيرة الاتحاد ولا اريد ان اذكر اسماء فيغدو الامر دعاية انتخابية كما اني لم اذكر في الجانب السلبي اسماءه المعروفة لدينا ايضا فتغدو دعاية انتخابية ضدهم ..
ومن خبرتي في الاتحاد كوني رئيسا لاتحاد ادباء البصرة لسنوات وعضوا في المجلس المركزي في ألاتحاد العام لسنوات ايضا فقد اكلت المسؤولية من جرفي الابداعي في تلك السنين لانها شاغلة ومقلقة احيانا كما انها تتطلب طيلة بال والتحلي بالصبر والحكمة وتقبل الاخر وتحمله ولا سيما ان الادباء ذوو مزاجات متنوعة وذوات خاصة كما ان هذا المجال ولا سيما الشعر منه هو اقرب المجالات للوهم لانه قريب من الخيال ..
نعود الان الى العوامل الاخرى ومنها الجراة في طرح القضايا التي تهم الادباء وحقوقهم ولا سيما امام الجهات المسؤولة وصاحبة القرار فالجواهري مثلا لم ينتخب رئيسا لاتحاد ادباء العراق ورئيسا لنقابة الصحفيين العراقيين عام 1959 لمكانته الادبية والصحفية فحسب وانما لجراته في المطالبة بحقوق الادباء والصحفيين كما حصل في مواجهته للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم رغم ان الزعيم لم يزر أي بيت في بغداد سوى بيت الجواهري مرتين ..!
وكذلك نريد من الاديب المرشح عدم الانجرار وراء القرار السياسي واخضاع الثقافة لتبعية السياسة نريد عقلية ثقافية مبدعة وجريئة تكفل حقوق الادباء وتوضح مكانتهم المميزة في المجتمع ..
من العوامل الاخرى الصفات الاجتماعية التي يتحلى بها الاديب وعلاقاته الاجتماعية بالادباء بعيدا عن التعالي قريبا من التواضع والتفهم والقدرة على الاصغاء والتفاعل مع الاخر
و القدرة على خلق علاقات جيدة ومتوازنة مع المجتمع الادبي العربي ومع الاتحادات العربية او الاتحاد العام للادباء العرب
وهناك عوامل كثيرة اخرى سنضعها في الحسبان حين ننتخب ونختار الاشخاص الذين يمثلوننا في الاتحاد العام او الفروع وياعيني على الفروع فستكون لنا وقفة معها حين يحين وقتها ..
ان الانتخابات هي لحظة المواجهة للمرشح مع ذاته لانها تدخله في غمار صراع انتخابي وحين يقدم المرشح نفسه فلا بد ان يكون قد جس نبض الشارع الادبي قبل الاقدام على هذه الخطوة وربما لان لنا اسوة من الانتخابات العراقية العامة حيث هناك اكثر من مائة مرشح في الانتخابات النيابية الاخيرة 2010لم يحصل سوى على صوت واحد من هنا نقرا حجم الوهم الذي ينخر في ذوات هؤلاء المرشحين أي ان الاديب عليه ان يحاسب ذاته او يقيمها قبل تقديمها الى ساحة الانتخابات والمفاضلة .. اما مواجهة الاخر فهي مواجهة اقناعية وقدرة على التاثير بالاخر ودفعه باتجاه قبول المرشح في العملية الديمقراطية .