تقول الأساطير الصينية أن نوفمبر هو شهر الوقوع في الحب وقبل أن يبدأ يتمنى الكثيرون أن يحظوا بفرصة لم يتمكنوا من الحصول عليها طوال العام ، ،في الصيف لا يحتمل أحد الدخول في علاقات جديدة وفي الشتاء يركن معظم الناس إلى الهدوء والدعة ويصبح أهم ما يفكرون به البقاء في مكان دافيء ،وحين يغادر الشتاء ويرتحل الصيف تبدأ مواسم المحبة حيث تتحسن الأجواء ويغادر كل منا بيته بحثاً عن هواء جديد وأنفاس متجددة بعدما أرهق الصيف والشتاء المتضادان أنفاس الجميع، في الحقيقة أنا أعتقد أن الحب لا يعتمد على تاريخ لكنه يعتمد على نوعية الوقت ووضعية الكواكب الداعمة للعلاقات مثل كوكب فينوس والذي يدور في الفلك مستوطنا كل من الأبراج السماوية الإثنى عشر ثلاثة أسابيع يحسن بها من فرص التفاهم وبدء العلاقات ..
في الحقيقة أنا أؤمن جدا بالحب والحب بالنسبة إلي يتمثل في كتاب أنام وهو بين ذراعي فمن لا يحب لا يعرف القراءة ولا الكتابة ولا الصلاة ولا الفرح ولا العطاء،الكتاب هو الصديق الأول الصديق الذي لا يغار والذي يصنع لك أصدقاء جدد كثيرون،ربما كنت محظوظة حين ورثن عن والدي حب القراءة والاهتمام بالكتب لكنني أقول دائما لمن لا يهتم بالقراءة إن لم تحب القراءة فأنت فقط لم تلتقي بالكتاب المناسب في القراءة وظيفة حيوية مثل التنفس لا يستطيع الإنسان الحياة بدونها ومهما حاول فستظل حياته تفتقد المعلومات والمشاعر والشغف الذي توفره القراءة لعشاقها ،العلاقات بين البشر والكتب أكثر جاذبية من العلاقات بين البشر فلم يخن من قبل كتاب قارئه ولم يهنه ولم يحزنه على العكس نعاني من الحزن فنسبح بين ضفتي كتاب حتى يتغير المزاج الحزين وتتبدل الكآبة إلى هدوء وسعادة وقد تتحول قراءة بعد الكتب إلى حرب القوي هو من يصمد حتى يقرأ السطر الأخير ليعلن انتصاره أو يستسلم في منتصف المعركة ويبحث عن كتاب آخر ينسيه مرارة الهزيمة فليس البشر جميعاً لديهم القدرة على تحدي الكتب..
في نوفمبر شهر الحب اندلعت محبة من نوع آخر محبة الكتب وتحدي أبجد للقراءة الذي يقيس قدرات الآلاف من القراء على القراءة والصمود في وجه الكتب في الحقيقة تبهجني هذه النوعية من التحديات فأتابعها بشغف،ربما ليس لدي القدرة ولا الوقت الكافي لمجاراة مدمني القراءة لكنني أتابع لحظة بلحظة كل ما يدور حول التحدي،في البداية كان الأمر شديدة الصعوبة والمنافسة بالنسبة إلي تكاد تكون مستحيلة لكنني حاولت التخطيط جيداً لقائمة قراءاتي وأحاول توفير الوقت الكافي للتحدي وساعدتني فكرة وضعها التطبيق الجاد لكي يساعد القراء على الاختيار وهي ” قائمة مختارات أبجد” وهي توفر حوالي 222 رواية وكتاب من 22 دار نشر مختلفة كما اوعزت لإحدي صديقاتي أن نقرأ معاً في أوقات مختلفة حتى تحسب لنا معاً أكبر عدد من النقاط.
المثير في هذا الأمر هو أن التحدي هذا العام ليس مقتصراً على إتمام الكتب، بل كل كلمة تقرأ وكل دقيقة تقضى في التطبيق تزيد من رصيد القراء مما يحفز الجميع لتكملة ما يقرأ والمضي قدماً فهي فرصة ذهبية لاكتشاف أكثر من 25 ألف كتاب ربما الأمر محير جدا لغزارة المعروض وصعوبة الاختيار لكنه مثير وشيق .خاصة أن أبجد ستتيح فرصاً مهمة للقراء بأن يلتقوا بكتابهم المفضلين ليتحاوروا معهم وطرح جميع الأسئلة التي تلح عليهم دون تردد لذا تحول الأمر من مسابقة لاختيار القاريء العربي الأول إلى عرس ثقافي يحتضنه شهر الحب نوفمبر .
يتجاوز تحدي أبجد كونه مسابقة تقليدية، فهو احتفاء حقيقي بجمال القراءة وقوة الكلمة، ويعد التحدي مسابقة فريدة من نوعها عربياً وعالمياً، حيث يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة لتحويل كل دقيقة يقضيها المستخدم في القراءة على التطبيق إلى نقاط، مما يحمس القراء بمختلف اهتماماتهم على قضاء وقت أطول في القراءة لتحصيل النقاط وحصد الجوائز القيمة. بالإضافة إلى ذلك، تم إضافة العديد من التحديات اليومية التي تضيف نقاطًا إضافية للمشاركين، مما يفتح المجال أمام الجميع لاكتشاف قراءات مختلفة وزيادة فرصهم بالفوز.
“تحدي أبجد للقراءة” هو فرصة استثنائية لتعزيز ثقافة القراءة اليومية، وتشجيع القراء على استكشاف مجموعة متنوعة من الأدب العربي المتاح عبر مكتبة أبجد الإلكترونية التي تضم أكثر من 25 ألف كتاب عربي من مؤلفات ومترجمات بالتعاون مع أكثر من 180 دار نشر