يُطفئ المصباح، يغطّي نفسه، حتى رأسه، يغرق في الخيال وأفكاره، يطلب النوم، فلا يأتيه..
خطرت بباله فكرة؛ النوم والنساء وجهان لعملة واحدة، تطلبهما فلا يأتيان، تقفل مبتعدا عنهما فيقبلان..
خسارة!
رفع الغطاء، أشعل المصباح، حمل الكتاب قرأ عشرين صفحة، أطفأ المصباح ثم حاول النوم مجددا، لعن نفسه والمصباح والكتاب والليل.. تذكر قبل عامين كان يغط في النوم دون معاناة، كطفل صرف يومه جلّه في الركض مع أترابه في زقاق الحي، يسقط دودة فوق الفراش.
الآن ماذا حصل! قام للنافذة حاملاً علبة السجائر، ولّع واحدة وهو يتأمل شارعًا بمصابيحه الباهتة أكثر من حياته، سيارة مرسيديس تمر مسرعة وصوت الموسيقى يصدحُ منها، وضحكة غانية يسمع منها وهي تصفق.
فاجرة!
تنهد، جعل السجارة بين شفتيه، يدخن بشراهة هذه الأيام.. عاد لسريره، جعل الكتاب بين يديه، وانكبّ عليه يقرأ بنهَمٍ.. النوم سيأتي سواء الآن او بعد ساعة أو بعد عام.. من يبالي!
سأقرأ وأدخن، وبعدها أحضر فنجان قهوة وأكتب قرب النافذة، الأفكار تزدحم في رأسي هذه الأيام، جمهرة تصرخ بداخلي.. القلم سبيلي الوحيد..
وسأرتاح بعدها وأنام..