31/ كانون الأول 2016..يوم هادىء..أمضيت ُ ساعات من نهاري في اتحاد أدباء البصرة ، في جلسة نقدية ذكورية ، حول كتاب (أحلام باصورا)..للمبدع الكبير محمد خضير..كان الاحتفاء بالشخص والنص .جميلا َ جدا…وأبهجني أن ورقتي النقدية (هل نقول المدينة..؟ أم نتخيلُها)..هي مسك ختام الجلسة الحافلة بالأوراق المشاركة ..بعد قيلولتي ..أمضيت العصر والمساء مع عائلتي في بصرة تايم سكوير …بعد العشاء ..تنزهت في مكتبتي أرتشف القهوة ..تصفحت كعادتي (الجاسوس على القاموس ) لأحمد فارس الشدياق ..وأنا أستمع لعزف منفرد على البزق … وبتوقيت (أمي رويحة الجنة) : مسلسلة كويتية للنجمة سعاد عبدالله ومجموعة باهرة من الممثلين والممثلاث ، جاءني ولدي مهيار لأشاهد معهم المسلسلة…..خفتُ على سعاد عبدالله من التنميط الإدائي للدور الذي أجادته في
(سا ق البامبو) أعني شخصية الأم المركزية ..أثناء المسلسلة ، أتصل بي أبن أختي الكبرى وهو في الصحن الحيدري …ليخبرني انه عند الفجر سيزور موتانا ..وسيرمم قبر جدته التي هي أمي …فأطمئن قلبي وتساءل أيضا : لماذا الأحياء يبتزون الموتى ويثلمون قبورهم ؟!ويسترزقون منهم بهذه الطريقة الجارحة ؟! ..في هذه الأ ثناء وضعت أبنتي أمامي : كوبا أزرق من الكجرات الساخنة ..بعد رشفتين وصلتني رسالة على الواتساب من العزيز الروائي إسماعيل فهد إسماعيل (كل سنة وإبداعات مقدادية جديدة ..لك المحبة) ..بعد الكجرات ..وانتهاء المسلسلة ، عدت ُ لمكتبتي ..قرأت فصلا من ..(رينوار..أبي ) من تأليف جان رينوار وهو الإبن الثاني للرسام أوغست رينوار ..وأنا أقرأ انزلقت ذاكرتي إلى تلك اللقطة من فيلم عن الرسام مودلياني وهو يزور رينوار في آواخر أيامه …..فجأة إنقطع التيار الكهربائي وتعطلت المولدة كالعادة ، استعنت بالمصباح المشحون فتذكرت نصيحة طبيب العيون الذي زرته قبل أسبوع ونصحني عدم القراءة بهذه الطريقة ، تركت الكتاب وجعلت المصباح بعيدا عني ………………
رأيتني في مكان بعيد ، لم أجد سواي في المكان ..وهذه رؤية أحاسيسي أما عيناي فرأت المكان مزدحما بروائح شتى لكائنات شمعية الوجوه ..فجأة إلتقطت شيئا من الأرض فإذا به كشتبان والدي الذي ضاع منه ..في تلك السنة الواخزة ..أستقر الكشتبان في راحتي وتكورت عليه أصابعي ..أستدرت مناديا ..شقيقي الرياضي الجميل …
—