ليس حظ العراق السيء هو الذي جاء بمحمد علي الحكيم وزيراً للخارجية، بل صفقة (سياسية – شخصية) جعلته يتبوأ أهم وأخطر منصب في الدولة العراقية، المنصب الذي يجعله ناطقاً باسم العراق في المحافل الدولية، وهذه بحد ذاتها (نكبة دبلوماسية) أصيب بها البلد .
كل شخص عرف محمد علي الحكيم قال عنه أنه شخصية مكروهة من الجميع، عبوس الوجه، عندما كان سفيراً للعراق في سويسرا وممثلاً للعراق في الأمم المتحدة كان يزعج الموظفين ويؤذيهم، نساءً ورجالاً، يتدخل حتى في اختيارهم لألبستهم، يتدخل بأمور نسائية، يصدر توجيهات تخص استعمال المرحاض، يقضي اوقاته في مناقشة قضايا لاعلاقة لها بالسياسة الخارجية للبلد التي يبدو أنها لاتعنيه في شيء !
يقول الدكتور جابر محمد الجابري أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد :” شاءت الصُدَف أن أسافر إلى جنيف مع وفد من مكتب اﻻمم المتحدة في بغداد و التقيت اكثر من مرة بعدد من موظفيّ السفارة هناك باستثناء السفير الحكيم، وﻻحظت تذمر اكثر الموظفين من الحكيم الذي يريد منهم كافة ان يكونوا (مُبدعين و مبتكرين) ، وهو نفسه ﻻ من المُبدعين و ﻻ من المُبتكرين، و اﻷدهى من ذلك انه يتدخل حتى في اختيار بدﻻت الموظفين ومثلاً هو ﻻيقبل من اي موظف ان يشتري بدلة في موسم التنزيلات “.
ويضيف الدكتور الجابري :” وتشاء الأقدار مرة اخرى ان أسافر إلى نيويورك والى مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، و هذه المرّة بـقينا نحو اسبوعين نحضر ﻻجتماعات تخص المجلس اﻻقتصادي للأمم المتحدة، وبسبب حُب الفضول، وبمساعدة احد اعضاء المكتب كنت ادخل قاعة اﻻجتماعات الكبرى للجمعية العامة للأمم المتحدة لأحظى برؤية الدكتور الحكيم والذي هو عبوس الوجه دائما، وهذا بحد ذاته اول فشل في مجال السياسة والدبلوماسية التي تتطلّب حُسن المظهر، كان وقتها مُمثل العراق الدائم في اﻻمم المتحدة، ويبدو ان شعاره آنذاك هو ﻻ اسمع ﻻ ارى ﻻ اتكلم، ففي الوقت الذي كان الارهابيون يتدفقون على العراق كالطوفان من ايران وسورية والسعودية، لم يُسمع للسيد الحكيم اية فعالية او اي استنكار او صوت يُذكر (صاموت ﻻموت) ، ﻻأنكر انني قد سمعته مرة يعطس ومرة يسعَل (يكُح)، و ﻻ ادري اذا صدر منه اي اصوات او اشارات اُخرى من جسمه، إﻻ انه شخص (مشلول تماماً) في مجال السياسة و الدبلوماسية، خاصةً اذا ما تمت مقارنته مع مندوب سورية بشار الجعفري الذي يُقاتل كالأسود دفاعا عن سورية او محمد جواد ظريف حينما يدافع عن ايران “.
ان رأي الدكتور جابر محمد الجابري بالحكيم يفصح عن حقيقة النكبة التي اصيب بها العراق في مجال سياسته الخارجية، فالحكيم لايؤخذ منه لا حق ولا باطل، لايراعي الا مصلحته الشخصية التي جعلته يصدر توصيات باستثناء بعثيين يعملون في الوزارة من قانون المساءلة والعدالة، بالطبع لأن الرجل على صلة وطيدة وقديمة بالبعثيين والتقى بقياداتهم عدة مرات في القاهرة وعمّان وعدد من دول الخليج، ويمكن القول ان الحكيم (من اصدقاء الحزب) !
كنّا غير راضين عن سلفه الدكتور ابراهيم الجعفري، وكان الكثير من الناشطين ينتقدوه بسخرية لاذعة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لم يكن يعجبنا الجعفري فجاءنا اليوم محمد علي الحكيم ليبدأ الانهيار الفعلي لوزارة الخارجية بسبب جهل هذا الرجل بكل أوليات العمل الدبلوماسي والسياسات الخارجية، نحن اليوم امام حقبة جديدة قد نغدو فيها وللأسف اضحوكة للأمم، وجواز السفر العراقي سيتصدر – بلا منافس – قائمة أسوأ جوازات السفر في العالم .
مقالات ذات الصلة
14/10/2024