بصرياثا- خاص:
تعتبر الفنانة التشكيلية العراقية هدى اسعد من الفنانات القلائل اللاتي استلهمن الرمز الرافديني ليكون كتلة تحمل دلالاتها في لوحاتها، فمن الكتابة المسمارية الى العجلة الأولى مرورا بالهلال والمربعات المرسومة بعناية لتؤكد ميزتها في هذا المجال وقد نقلت تلك التجربة في معارضها داخل وخارج العراق حيث بدات رحلتها مع المعارض منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي حيث شاركت في معرض الواسطي الذي اقامته وزارة الثقافة عام 1990 ومن ثم معرض في مهرجان بابل الدولي لأربعة أعوام من عام 1992 الى عام 1995
فيما شاركت في معرض الابداع عام 1993 ومعرض الحضر عام 1994 ومعرض المرأة بدورتيه 2017و 2018 ومعرض التراث العالمي في بابل ولها عدد كبير من المشاركات مع جمعية الفنانين التشكيليين. اما عن مشاركاتها خارج العراق فقد شاركت في ملتقى بصمات الفنانين التشكيليين العرب في جمهورية مصر العربية ومعرض تكوين في لبنان ومعرض المنستير في تونس ومعرض علامات تكوينية في قاعة زين مجلس الاعمال العراقي في الاردن /عمان ومعرض فنانات معاصرات في عمان رابطه الفنانين التشكيليين الاردنيين ومعرض مشترك في فرنسا/ باريس عنوانه من برج بابل الى برج ايفل فضلا عن معارضها الشخصية المختلفة ومنها معرض تشكيليون معاصرون في العراق.
الفنانة هدي اسعد هي خريجه كليه الفنون الجميله وعضو نقابة الفنانين العراقيين وعضو جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين. كانت ضيفة مجلة بصرياثا الثقافية الأدبية بالحوار التالي:
س١: الفن التشكيلي يعد واحدا من أهم الفنون الجمالية كيف تنظرين الى واقع هذا الفن في العراق؟
- برأيي أن الفن التشكيلي في العراق يمتاز اليوم بحركة قوية وبالرغم من الظروف المحيطة بالفنان فاننا مستمرون بالعطاء ذلك لأن الفن التشكيلي هو الحياة وهو كل شي .. بالنسبة لي استثمر الواقع بطريقة وصياغة جديدة معاصرة وآخذ من مفردات محيطه لأوظفها في رؤيتي وفلسفتي الخاصة بي بحيث اضافت تلك الفلسفة التشكيلية لي القوة والسعادة والامل والاستمرارية بالعمل الفني، ويمثل الفن الحياة المتفائلة وهو انتاج ابداعي من ثقافة وهو واقع حال بالعراق .
س٢: مشاركات الفنانات التشكيليات العراقيات محدودة ترى ما هو السبب؟
- ان مشاركات الفنانات التشكيليات في الوقت الحاضر ليس محدودا وانما بنظري واطلاعي على الفنانات بأنهن يعملن بجهد كبير وقوة وها هي تحديات المراة العراقية بالتواصل بعملها رغم ظروفها، وبرايي ان أي منجز تقدمه الفنانة التشكيلية هو تعبير عن ارادتها وقوتها وحرصها على نقل الحضارة للاجيال القادمة.
س٣: من أين تستوحين أفكارك؟
- استوحي افكاري من حضارتنا العراقية والبحث عن الحياه في رموزي وشفراتي حيث رسمت فى لوحاتي مفرده الهلال والكتابات المسمارية واي مفردة من مفردات وادي الرافدين (الالهة) ترمز الى الامل بداخلي من حلاوة ومرارة وهذه المفردة من موروثنا الذي يدمج بين المعرفه والجمال والرمز حيث لعبت بسن الكتلة والفضاء والرموز تسبح بينهم.
أن اعمالي هي خلق عالمي جمالي بقيمه حيث ظهرت اللوحة وكأنها محتفظة بصورة الماضى وجمال التراث والحاضر.
س٤: أين تضعين المرأة في لوحاتك؟
- اضع المرأة في لوحاتي بداخل كل لوحة لانها جزء بهذه الحياة وهي تؤكد دورها بالقدرة على التعبير الفني والجمالي باساليب واتجاهات مختلفة بالرسم أو النحت او الخزف وهي صيغ ابداعية، وانا احاول أن ابعث رسالة بأعمالي من تفاعل وتحدٍ للواقع ونجاح مستمر.
س٥: هل تغيرت رؤية الفنانة ما بين تجارب ما قبل ٢٠٠٣ وما بعدها؟
- برايي ان رؤية الفنان تغيرت نحو الافضل والاحسن مع تطور الفن الحديث وما بعد الحداثة بصورة الماضى وجمال الحاضر، والفن المتجدد هو الحداثة بالرسم وما بعد الحداثة من الواقعية والتجريدية والتعبيرية وصياغة في الشكل من الخط واللون والتكوين والكتلة والخامة موجودة في رسوماتي وكل فنان يمر بمرحلة البحث عن اسلوبه الخاص والمتجدد. اذن منجزنا بحد ذاته هو نجاح وتحدٍ.
س٦: مشاركاتك الخارجية ماذا أعطت لك؟
- اهم مشاركاتي الخارجية في فرنسا وعمان وتونس ومصر اعطت لي الكثير من الخبرات والبحث والتجدد والرؤيا الحسية والملمسية والتي تلعب دورا كبيرا بالفن ويكون الفنان صورة ذهنية لما يريد من عمل يحوله الى الواقع ولتحول حركة الفن التشكيلي وتطوره وهو الشغف بداخلي والخروج بمعادلة اسمى في دراسة ابعاد النتاج الفني وخطوات فنية مستقبلية والسفر مهم للفنان لانه يعطي الكثير حقه عندما رأيت متحف اللوفر والاعمال الموجودة من لوحات ومنحوتات رائعة لمستها وشاهدتها بعيني حيث تأثرت واستمدت تجاربهم وما بلغت من الانتباه في اعمالهم من جوهره ودقة العمل.
س٧: بعض لوحات وربما أغلبها تحمل بصمات أثرية وتراثية مثل الكتابة المسمارية..هل هو حنين للماضي بارثه وحضارته؟
- نعم لوحاتي واعمالي الفنية تحمل بصمات اثرية وتراثية وكتابات مسمارية لان نعرف ان الكتابة هي وسيلة التدوين حيث ابدع العراقيون القدماء بهذه الوسيلة التى تعتبر من الانجازات الحضارية الضخمة والتى كانت علامة بارزة في تاريخ البشرية بشكل عام وبشكل خاص بالنسبة للعراقيين وهناك كتابة صورية ايضا لنقل الافكار حيث استهويت الكتابة المسمارية والصورية في اعمالي واستخدمت تقنية المواد الاولية بفن الحديث وبلغت الانتباه في هذه الكتابة على لوحاتي وعلامات يطلق عليها اسم العلامة الدالة لما تحمله من ابعاد جمالية تساهم في اثراء الخطاب والفن التشكيلي المعاصر حيث حاولت ان ازاوج بين السومريين والفن المعاصر العراقي الحديث بشحنات تعبيرية مؤثرة ومهمة للاجيال القادمة ويقينا سيتابع المتلقي اعمالي الفنية لان الفن شكل من اشكال الوعي اي وعى حركة المجتمع من تشكيل افكار وتطورها.
س8: ما هي الرسالة الخاصة التى تودين ايصالها الى كل من يطمح ان يكون فنانا حقيقيا غير مزيف ؟
- هو ان يعمل بصدق وان يعطي كل ماهو صحيح لخطوات الفن من ادب وثقافة لان الفن هو الارث الحضاري وان مسؤولية الفنان ان يبدع في مجال عمله اكثر واكثر وان يترك اثرا في الثقافه للاجيال القادمة.