عبد اللطيف رعري:
لا تبتعدي مراكش
فسلامك على الثريا قد يزعج الرّيح
ابق فراشةً بكل ألوانك
ابق كما رسمناك
ونحن أطفال….
خريفكِ لن يقترب أبداً
فضاءكِ يّتسع للحلم,..
لبناء أبراجا من قبس الأنبياء..
.وسطك تتوقف تماثل الحرية…
لسحب رعب العائدين من عراك البقاء
وكلها العيّون تتأهب للرّحيل
لصدِّ المسافات بينكِ وبين أعراس
طيور الشمس
وكلُّها الأيادي تنثركِ زهرًا من فوهة البندقيات..
من عقم الشائعات..
من جدل الهاربات ,,,
من احتيال العاهرات
لا تبتعدي…
فكل الكائنات لا تشبهكِ
وكل المدن تغار منك
وهذا الجسر الذي بيننا
لا يصمت
وأنت تخلعي معطفكِ الأسود
عن ظهر شلال اللعنات…
وهذا الازدحام سينهي ثورة الفزع في عيوننا
وهذا الظل المشجب الصّلب سيحن لنهركِ
حينها الانحدارُ ثملٌ مسافة العمر
وأنت تمررين بيمانكِ
سنوات الغفلةِ
لا تبتعدي…
فصور الماضي حولت أعصابي
إلى أسلاك
إلى أشباح ,,
فانتهيتُ كركوزا بمقاس العانسات
مرة على صدر فيطيب المقام..
وأخرى بين الأحذية ورائحة الحانات
وما يستحي ذكره تتعففه القلوب ..
لا تبتعديي
فالعشق الأبد ي لما زارك, تطيَّش جريحا
وما أصابك أصابني
انتظري قليلا فأنفاسي تتداخل
تتقاطع ,….
لنموت معا برصاصة واحدة….
لا تبتعدي مراكش
اتركي لك مسافة الميلاد
حتى يصافحك الجسر بضياء الخلود
اجعلي أساورك الخشبية هدنة مستباحة للنسيان
فالقادمون عراة يشحدون…
مراكش
لا تبتعدي …
فأنت الإكليل المضفور بالعشق
أنت وردة في اتساع المدى
أنت فراشة الحلم
عبد اللطيف رعري/مونتبوليي/فرنسا