عبد اللطيف رعري:
ما تُسرّه
الخانات
غُموضٌ ’ يلوِي عُنقَ الزُجاجة
بالَّلونِ…
بِرائحةِ حَاشيةِ الطريقِ
بِمغَصِ الأمْعاءِ’ لمّا تحدّثُنا عنْ سنَواتِ الجُوعِ …
بغَرغَرةِ حَنظلِ الصَّمتِ ’
والبيَات بعُيونٍ مُفرَغة في الخواءِ..
بتجَاعيد صَلّبتها عُيونٌ لا تدمَعْ,.
لَكنْ ’
حِين تُفقأُ كلّ العُيونِ ’ بأزميلٍ مِن بلاتِين أبيضٍ ’
يَسيرُ الّلونُ سيّدًا فِي حَضرةِ الغِيابِ
وتسيرُ الّلعبةُ مجرّدَ فِكرةٍ للبيعِ
والشاعرُ دلّالٌ خشَبي
يتقنُ موضَة الانتكاسَةِ ..
سيِّدي القاضِي
وتَسيرُ القصِيدة عاهِرَةً بلا حدُود’
يتبوّلُ عليها الغُزاةُ
كَما يفْعلونَ بالأعلامِ وصوَّر ِالحُكامِ
نحنُ بأتمِّ الكلامِ
أجسادٌ لا تركعُ ولا سبيلَ للمزايدةِ
سيِّدي القاضِي
قد يهزّها كيانًا من حجرٍ ..
من شبهِ الحجرِ..
كيانًا من نارٍ..
من شبه النّارِ
كيانًا من ماءٍ..
من شبه الماءِ
لكنْ
لاتركَع….
قُلْ عنَّا غُزاة…
قلْ عنّا عُراة…
أبناءُ عنيدٍ تورّمتْ قدمَاه في الوَحلِ
وَما شَكا …
قلْ عَنّا ما شِئتَ وما لا تشَاء
فأنا لا أنْوِي الانتماءَ إلى البيادقِ المتعبةِ
للتّلويحِ بيدٍ نصفُ مشْلولة
إلى فَخامةِ الرئيسِ .
فهُو يعرفُ أنّي عودٌ صلبٌ
قابلٌ للكَسرٍ
لكِن لا ينحني ..
يعرف انطوائي على حلمي فرِيضة
لربّ القَضايا
يعرفُ أنّي وحشٌ لا يهدأ حتّى الموت
وسَبابتهُ ملوِّحةً للنجمِ الباردِ
على خلفيةِ الرفضِ وليسَ الامتنانِ
لنْ **
أصافحَ يد شمطاءٍ
تحملُ سرَّ يقضتي
بين عهدينِ…
عهدٌ فيه هي الأقوَى
وعهدٌ هي فيه الأعمَى..
فبيدي عَصاي من كرمةِ الأسلافِ
يأتينِي ظلُّها وارفًا
كلمّا نسَجت أمّي حلماً
يُمزقُ دهشتي إلى حلمٍ أعرجٍ
لنْ**
أصالحَ امرَأة
ترَى ظلها في المرآة
فتطفُو دخاناً
في محَافلِ العشقِ
فَسمائي تضيقُ حجماً
في احتِفالاتِ الميلادِ بالسيِّدةِ الطَّاهرَة
حينَ تغضبُ الطيورُ …..
من بهوِ مُستودعِ الموتَى
لا أحدَ
يمدُّك بيقينِ الرّحلة
غير تابوت خشبي بخثمٍ مبهمٍ
من قِسمِ التَّشريحِ الطبِّي ..
هُم يا سيِّدي القاضِي
نائِمُون
بلْ مُتوجِّسونَ…
هُم
.أسْرابٌ من الحمقَى …
قَوافلُ النَّملِ المُرعبِ …
تحجُّ إلى صخرةٍ تعصِمُ الجبلَ من الوادِي ..
أطيافٌ **
بحجمِ الوقتِ الهاربِ جهة الفناءِ
تطوفُ عربات الموتَى
في خرسٍ رهيبٍ
نساءٌ عاريات
إلاّ من سوادٍ مدهشٍ يتغلغلُ في عيونِ
شِبه باكِية
مُتهيئة لِخرم الوجْه
بالأحجام الفخار ِيةِ المُلقاةِ ..
وصبيةٌ برؤوسٍ حامية
تنهلُ من دمٍ
مَشتْ على نُدوبهِ مُفتريات
تُطلُّ من شَرخِ مرَايا التّشفِي
لنْ **
أفارقَ ظلِّي
مادامَت نساءُ النّهر
مُستعجلة في صناعة الوهمِ
أجَل ..
يُقاسمنِي للمرًّة الأبدِ حُزنِي
لكن,
يختفي دون استئذانٍ
حينَ تشتَعلُ المدينةُ بحاناتِها
بعرَاها
ببائعاتِ هوى فاسدٍ فيها…
يختفَي وفي حسرتهِ يدسُّ قليلا
من
ماءِ
الوجه..
ليرقدَ على حِبالٍ فتلها لسَرابٍ مُطلقٍ
لا أظنُ أنه سيحلُم بعُزلتي
بانفرَادي
إلاّ حينَ يَطرقُ بابًا غيرَ بابِي ..
فجزمًا منِّي
لا أعتقدُ أنّهُ سيلبسُ
نفسَ المعطفِ الذّي على كتفِي
لخللٍ في سُوءِ التَّقدِيرِ والاستِقامةِ
بينهُ وبينَ خيوطِ الشَّمسِ
أظنُّ
أنّه يسير ُوفقَ شُموس اللّاجدوى
لا وِفقَ مصابيحِي …
عادةً….
الظِّلالُ لا تتساقطُ منَ القَمر ِ
كما تساقطتِ الحكاياتُ على رؤوسِ الجدّاتِ,,
الظّلالُ تنام في كُفّة الروحِ
تنامُ حِين تحرمُ من الميّالِ
في حَلقِ البرارِي
فلا تُعيرُ اهتِمامًا لبلّورِية الهاويةِ
حتَّى تستَحمّ في بلاءهَا الأحمرِ
حتمًا
لن أريحَ ظلِّي
بتاجِ ذكائِي
حتّى يعتَصر في أدْغالِ العَتمةِ …
ضربٌ من الجنون
أن أحفرَ قلعتِي في جِدعِ شَجرةٍ في أخِر ِالصحْراء.ِ..
ضربٌ كذالكَ من الجُنون
أنْ اعرِّي سَوءةَ رُوحِي لطَائرٍ صَامَ ألفَ عامٍ
لن *
أجازفَ مع طائرِ الغاقِ
يحرقُ أهدابَ القمرِ
لمُجرد أنّه ينتمي إلى خليّة البؤساء…
فلولا خلودِي في دائرة المعنى
لزرعتُ في الفضاءِ فِتنة
وعدتُ لظلِّي
بهلوانًا
لا يتوقفُ عن الرقصِ
أحمقاُ..
أكثر انسجاماً مع ميُولات الرَّب..
طائشًا
لا يلتقي بزمانه إلاَّ حين تتوقف النيازك
عن زحزحةِ الأرضِ نحو البحرِ.
.لنْ**
أقرع طبولَ السّماء بنفَسٍ باردٍ
فثمَّة أوهامٍ تنشَر الآن في ساحة اللامعنى…
لِسحلِ شاعر ٍعربِي
أقامَ عرسًا ماجنًا
بين وردة وفراشة …