يُقال انّ (القعقاع) القائد العربي كان يأكل خروفاً على العشاء مثل ريتشارد قلب الأسد ، هذا التباهي في الكرش الممتليء ليس إعتباطاً وإنما على حساب مجاعة الآخرين . اليوم تغيّر الأمر بحيث أنّ الدنماركي حين يدعوك على وجبة عشاء يسألك : كم رأس بطاطةٍ تأكل ، لكي لايكون في الأمر تبذيرُّ لامعنى له ، مثلما في ولائمنا الرسمية أو ولائم العرائس التي تقام في الشوارع حيث الطناجرالكبيرة التي تسفرعند توزيع طعامها العشوائي ، العراك بالقدور واللكم والركل والشتائم وكأن العراق في مجاعةٍ حقيقية ، بينما الطعام يُرمى ليخلّف أكواما من المزابل والتلوّث البيئي .
لكننا لو نظرنا الى (ميتا فريدريكسن) رئيسة وزراء الدنمارك بربيعها الأربعيني ، تأخذ معها وجبة غدائها الى مكتب الرئاسة ، حالها حال أي موظفٍ بسيطٍ في مكتبها ، وسعر الوجبة كلها أقلّ من دولارٍ واحدٍ ، موزة وكمثرى وجزر وشرائحِ لفتٍ أحمر . فأين هذه الشفيعة التي لم تركع لربّها ولو للحظةٍ ، من حكامنا العاكفين في صومعاتهم للتحمدلِ والتبسمل والتحوقل ، ووجوهم تدورُ بلا إرادةٍ لبوصلة المآذن .
هاتف بشبوش /شاعر وناقدعراقي