كيف يمكن لإمرئ أن يختصر الزمان والمكان، ويرسم عبر سيرته المليئة بالصبر والتحدي والتفاني ونكران الذات، خطّاً متصاعداً، حيث فضاءات الابداع والتألق. ذاك لعمري قمّة التميّز.
هذا ما وجدته في الراحلة الكبيرة الأديبة الإستاذة نعيمة المشايخ، تلك المدرسة التي أينع فيها الأدب بكل ما فيه، والقلب الرحب الذي هو نتاج تلك الأبنية ذات النوافذ المقوّسة المشرعة للشمس، المظللة بأشجار الزيتون، في قرية ببيت نَتّيف الواقعة شَماليّ غَرب مَدينة الخليل الفلسطينيّة. هي مثال للأم قبل أن تكون أديبة يشار اليها بالبنان، ولم يأتِ اختيارها “أم مثالية” الا لأنها أثبتت بأن الأم يمكنها “أن تحصل على أكثر من فرصة للحياة، وأن الأمومة معركة وتحدٍ وعمل موصول”، كما تقول هي، في معرض كلمة التكريم، ففرصتها اتسعت، وبانت، وأضحت رمزاً للمرأة العربية المكافحة.
رحيل “نعيمة” خسارة كبيرة لنا جميعا، لكن عزاءنا أنها تركت لنا إرثاً أدبياً جميلا وكبيراً، وزرعت في حديقة الأمة شجرة أينعت ثمارها، متمثلة بالأديبة المتميزة الدكتورة سناء بنت نعيمة المشايخ، وهذا ما كافحت من أجله الراحلة، وأشارت اليه بكلمتها، في أن الأمومة هي “القدرة على أن تلد أزماناً أخرى،وأحداثاً أخرى،وأقداراً أخرى”، وها هي ذي قد ولدت زمناً من التميّز، وحدثاً من الإبداع، وقدراً من التألق.
رحم الله الأديبة الكبيرة الإستاذة نعيمة المشايخ.
تحيّة
ما وجدته في الراحلة الكبيرة الأديبة الإستاذة نعيمة المشايخ، تلك المدرسة التي أينع فيها الأدب بكل ما فيه، ذكرت اسمها في زمن يحجب اسم الراحلة، لأنها ليست نكرة. تعزيتكَ الأغرب بعدم ذكر اسم المُتوفى أخ إحسان وفيق السّامرائي!.