أفاجئكم بأنه اذا كان لي توأم في الفكر الوطني اﻵن ..
و إذا كان لي (شقيق) في الرأي بالأشياء وباﻵخرين .. سرا
وعلنا. ثم أذا كان هناك من يشبه شعري شعره
فهو كريم .. نحن توأم على مابيننا من عشرين عاما تقريبا
صديقي كريم هامة وطنية وإنسانية مرفوعة الرأس عاليا لكن ببساطة عالية
ومن هنا أتت شعريته تعبيرا عن تلك الرفعة والكرامة الشخصية .. والعناد الصلب تجاه الأفكار والأشخاص وتجاه المبدأ لا أعني المبدأ السياسي أو الفكري بل المبدئية في كل شي
و أفاجئكم ثانية بانه يسد عني احيانا ما أريد أن أقول وما أريد أن أكتب من شعر
أعني يسد عني بشعره الذي أقراه فيحرمني من أن أكتبه أنا
قلت إن كريما عنيد في داخل مبدئه الأخلاقي .
قبل حوالي ثلاثين عاما اقترحت عليه أن يختار له اسم شهرة يسهل معه حفظ قصائده وقلت له ان اسم الشاعر
(ديك الجن )
مثلا له موقع مهيمن على قارئ شعره
وكذلك (بدوي الجن ) و أمعن منه اسم
(ادونيس) ..
غير انه كان عنيدا نبيلا فتمسك بأسم أبيه
في الشعر وكان يكفيه نبلا أن يحمله بدفتر النفوس مثلنا ..
في الشعر يبدو كريم هكذا
إنه يقدم في الشعر ساعة ذهبية ثمينة
هدية لصديق أو لحبيبة ..
غير أنه ينزع عن الساعة المهدأة غطاءها الذهبي الباذخ ..
ويقدمها ملفوفة بقطعة قماش عتيقة او ربما بورقة منديل ورقي بينما هي هدية مباهاة..!
في قصيدته الرفيعة جدا (مدونة السلالة )
يتحدث فيها مباشرة عن مقتل الملك فيصل الثاني
و إلى أن خر التاج الهاشمي
صريعا في باحة الورد ..
(باحة الورد ) إخفاء لبهرجة إسم (قصر الزهور) وهو أجمل في الشعر غير ان كريما
نزع الغلاف المذهب لساعته الذهبية
المهدأة وقدمها بقطعة قماش .. ألم اقل لكم إنه عنيد حتى في تخفيض نسبة جمال الأشياء ؟…
ويفعل الشيئ نفسه تقريبا في قصيدة (أولاد الحيانية )
((في الحيانية / او حي الحسين بعد احتراق المشير ..)
أنها مواربة كبيرة جدا.(بعد احتراق المشير)
واختزال كبير ((المشير عبد سلام عارف الذي احترق في حادثة الطائرة ..
كان معه محافظ البصرة الحياني -الذي هو مؤسس الحيانية التي تسمت بأسمه اولا ثم تغيرت الى حي الحسين بعد موت مؤسسها مع المشير في الطائرة نفسها
كل هذا الغلاف المذهب المعلوماتي الكبير.. أخفاه كريم وقدم الساعة الذهبية
الثمينة هكذا بورقة عادية..
لكن ساعة ثمينة ملفوفة بداخلها ..
أقول أخيرا .. إن الشبه الذي بيني وبين كريم هو أمعن من الشبه بيني وبين أخوتي وبيني وبين أولادي ..
كاظم الحجاج في 2017/5/16