إن الصراعات الاقليمية التي يشهدها العالم الاسلامي ( العربي و الأمازيغي) منذ سنوات عدة, فهي التي تسمى في القاموس المغربي ” خدم آ صغري لكبري” أو في رواية أخرى ” فلوس اللبان يديهم زعطوط”
العالم الاسلامي بكافة أطيافه الايديولوجية تحكمه رؤوس أموال ليس هناك أحد من دولة تستطيع أن تبوح بكل ما يعارضها من هجمات مرتدة, فبغض النظر لحيثيات هذا الموضوع الذي يثير جدلا في الواقع السياسي المتقوقع في دوامة القروض و القيود الخارجية, لجمعية الأمم المتحدة التي تعتبر المقرر في حق الشعوب و الدول تعتبر أكبر منتهكة للحقوق, لكي تستمر هذه المؤسسة في حملاتها المضادة ضد الشعوب تقوم بخلق صراعات محلية من أجل الإلهاء أولا للشعوب باسم الوطنية و استرجاع ما بقي من الاستعمار بكل أشكاله سواء أ كان استيطان أو انتداب او احتلال, ثم من جهة أخرى من أجل استنزاف الثروات بحجة الوعود التي لم ترى منها الشعوب أية تدخلات سوى تدمير الشعوب, و من بين الثروات التي تعد على رأس القائمة ” البترول, الفوسفاط, الغاز, الذهب, الفضة, الحديد, الألماس, السمك, الأحجار الكريمة”
ليس من الصدفة أن تجد في جل الأراضي العربية منطقة متنازع عليها و دائما ما نجد تأجيل لدى الجمعية العامة للنظر في الموضوع فمثلا, اقليم كوردستان الذي يريد الاستقلال عن الجمهورية العراقية البرلمانية الاتحادية, و الأمازيغ القبايل الذين يريدون الاستقلال على جمهورية الجمهوريين الجزائرية الديموقراطية الشعبية, جنوب اليمن الذي يريد الاستقلال على جمهورية اليمن و تأسيس جمهورية الجنوب العربي و أخيرا و ليس أخيرا النزاع الذي يعتبر إحدى الملفات الساخنة سياسيا في الآونة الأخيرة ألا و هي الصحراء الغربية التي تريد الانفصال عن المملكة المغربية و تأسيس كيان الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية.
ألم تعتبر منظمة الأمم المتحدة حق تقرير المصير خيار لا مفر منه؟ إذن لماذا هذا التأجيل أو بالأحرى, لماذا خلق صراعات في الوطن الاسلامي ( العربي, الكردي, الأمازيغي…)
الدساتير في الدول الناطقة بالعربية و ذات النهج الاسلامي أو العلماني ( المنفتح) فهي بفعل قيود يقوم الغرب الفاحش بفرضها سواء في نمط التعليم أو على مستوى القوانين, فالدول الحرة التي لم تخضع لهم يقومون بتدنيس صور الزعماء و الرؤساء, ( القدافي و صدام) على سبيل المثال لا الحصر.
الأمم المتحدة تأسست سنة 1945 في حين (الكيان الصهيوني) المعروف إعلاميا بـ ( إسرائيل) تم تأسيسه بتاريخ 14 ماي 1948, ألم يلاحظ الساسة العرب المسلمين أن منظمة الأمم المتحدة جاءت من أجل اسرائيل و ليس من أجل الحكم بالعدل بين الدول, فالعدل مات منذ بضعة قرون.
فسؤالنا الأبرز الآن هو متى سيتم تنظيم الاستفتاء من أجل استقلال أو التحاق الكيانات إلى أوطانها؟ الجواب هو أنه لن ولم ينظم أي استفتاء على الأقل لصالح العرب, لأن المكسيك و اسبانيا قامت بالخضوع للكيانات بالرغم من عدة ضغوط إلا أنهم فعلوا ما أريد لهم, أين الفرق إذن؟ فهذا ما سيجعلنا نقر على أن العرب لعبة الأمم المتحدة, فالصحراء المغربية ليس من مصلحة المنظمة أن تصير بهذا الاسم أو ذاك الاسم و إلا إذا ما وقع الأمر ستتوقف الشيكات و الأموال الفلكية التي تخصص ضمن ميزانية السنة في إطار ما يسمى استكمال الوحدة الترابية أو مفاوضات.
لكي لا نكون متناقضين و متنافرين مع ذواتنا فالأمم المتحدة وصلت إلى مبتغاها لما تم التطبيع بين الكيان و بعض الدول؟
فسكيزوفرينيا الأمم المتحدة هي التي جعلتها تقر لنسل اليهود أن يتجمع في أرض كانت في غابر الازمان له و لم تقدر أن تعطي الحق لأراضي الاخرى للتحكم كما شاءت.
الأطماع في الثروات هي الجواب, و نحن كما نعلم أن الأمم المتحدة هي أيضا كركوزة من كراكيز النظام العالمي.
لكي يكون العالم على علم لما يقع فالمغرب اختطفت منه عدة أراضي و على رأسها تندوف و 21 جزيرة, لماذا هذا الصمت؟ و الحديث فقط على الصحراء فكل شيء يتحرك بأجهزة التحكم عن بعد.
مقالات ذات الصلة
14/10/2024