هذا السرير بارد ،نحن في منتصف الصيف ،الشمس ساطعة ولكن شعور البرد يتملكني.حسنا، لا يهمني،انا من أردته أن يرحل، و رحل.ولم يمضي علي رحيله سوي ساعات قليلة ،و كأن هذا منذ أيام.
دعيه يذهب لها،لا يهمني ،سيعرف يوماً أنني احسن منها.فهي سيئة السمعة ،الجميع يعرفها ،تحب أن تسرق الأزواج من زوجاتهم.
رأيته وهو يسرق النظر إليها في الحفل منذ أيام ،غبي،مثل كل الرجال ،يلهث وراء كل من تبتسم له كالجرو الصغير.
كيف بدأ الشجار بيننا؟ انا لم أبدأ ،فلم أكون غيورة يوماً.هو الذي بدأ الشجار ، جاء متأخراً بالأمس ،فهممت نحوه ، أسأله أين كنت.
_كنت عند صديقي بيل نشرب سويا.
شممت رائحة عطرها في ملابسه.
_ حقا ،أليس بيل صديقك مسافر ؟
_انه عاد بالأمس.
يا لك من كاذب ،ترشف الكذب كالماء ،هل تظن اني غبية، لا اعرف اين كنت و مع من ؟
_اين ذهبتوا للشراب ،انت و بيل؟
_حبيبتي ،لماذا تسالين ، ما المشكلة ؟
يا له من وقح ،كيف يستطيع أن ينطق حبيبتي وهو كان بين أحضانها ،و مازال عطرها بملابسه يسري إلي أنفي.
_لا يا حبيبي ،ليست لدي مشكلة ،انا اهتم بك ليس إلا.
لماذا جسدي بارد، وكيف اشعر بالبرد في يوم حار كهذا،تبعني للمطبخ ،حضني من الخلف ،يداه علي خصري ،طبع قبلة على رقبتي.آه،كنت أحب هذه القبلات من قبل،لكن الآن لا،كان مع امرأة اخري،فالنساء يعرفن ما أشعر به.
يعتقد أنه ذكي ،فالرجال يعتقدون أن في مقدورهم اخفاء الحقيقة ،لكنهم لا يستطيعون.
قبلني قبلة أخري على رقبتي بطريقته الودودة التي اعتادت عليها ،لكن هذا لم يحرك لي ساكناً ،اصبحت فاترة من ناحيته.
_ سألني ماذا بك حبيبتي ،ألديك مشكلة ؟
لم ارد ، دفعته بعيداً ، و قولت له اتركني وحدي.
عند سماعه ” اتركني وحدي” ظهرت عليه صدمة كبيرة ،و شعوراً بالذنب تملكه ،كولد صغير ارتكب خطأ و علمت أمه بالأمر.
هذا أفضل ،جعلني أعاني ،فتركته يعاني مثلي،ذهبت للفراش بعدها دون أن أكلمه ،لا اريد ان أنظر لوجهه.جاء جنبي علي السرير ،وضع يده علي كتفي ،لكني لا أريد أن أشعر بيده تلمسني.هذان اليدان لمستا امرأة أخرى منذ ساعات.
حسنا ، إذا كان يريدها فليذهب إليها ،ماذا يري فيها ،انها تكبرني ،جسدها ملئ بالتجاعيد ،تضع مساحيق كثيرة، سمينة ذات ارداف ،قبيحة، كيف يفضلها علئ.
_ارجوك ، لا تلمسني.
_ حبيبتي ،ما المشكلة ، أخبريني.
تجاهلته ، تركته يعاني ، لم ارد عليه .
_ انظري إلى ، انا اسف اني قضيت وقتاً طويلاً مع بيل، فأنا لم أراه منذ وقت طويل.
واجهته بالحقيقة.
_ لا تكذب علي ، أرجع إليها.
_ارجع لمن ، ماذا تقولين حبيبتي ،قولت لك مراراً ، لا تكونين غيورة ،انا أعشقك ، و نساء العالم لا تهمني.
كرهت اكاذيبه ، كرهت صوته حينما يكذب ،قررت أن لا اتفوه بكلمة اخري. أخبرني لثاني مرة أنه يحبني ، و إني كل النساء لديه،كل هذا كذب ، كذب.
صمت برهة ، قام من الفراش ، نزل الدرج، عاد غاضباً ،لكني كنت قوية ، غضبه لم يهزني ، تركته يعاني.
نزل الدرج مرة أخرى مسرعاً ،سمعت الباب يغلق.
الرجال كلهم سواء ، ربما ذهب لأمه ،ككل الرجال عندما تزيد عليهم المشاكل ،جري لأمه كالولد الصغير.
كان يقبل رقبتي أملا أن تحل المشكلة ،لكن هذا لم يفلح ، فجري لأمه.
ما هذا ، الباب يفتح ، أنه هو ، لماذا عاد، كنت اعرف أنه سيعود، فالرجال دائماً يعودون.
انا الآن هادئة ، لا أريده يشعر بالفوز ، كنت اصفف شعري ، صعد الدرج مرة أخرى ، أخذ حقيبة ملابسه دون أن ينطق ببنت شفة ، دون أن ينظر إلى.
سيعود، فهو دائما يعود، أنا أحبه وهو يعرف هذا.
السرير بارد ، نحن في الصيف ، الشمس تملأ الدنيا دفء، لكن شعور البرد يتملكني،سوف يعود.
فالرجال دائماً يعودون.