بعد انتهاء جلسات “مؤتمر القمة الثقافي العربي الثاني” لمكافحة التصحر في ميسان برعاية كريمة من البنك المركزي العراقي وبحضور واعي ومسؤول من قبل د. قاسم رهيف مدير عام البنك المركزي العراقي في البصرة وصلت إلى قناعة تامة إلى أن الاسباب الحقيقة التي تقف وراء موت الاهوار وجفاف الانهار والبحيرات ونزوح الفلاحين إلى المصير المجهول عديدة منها ( غلق بوابات السدود علينا من خارج الحدود / عدم وجود سد في البصرة للحفاظ على المياه الحلوة التي تهدر كل ثانية / السياسة المائية غير ناضجة / قصور واضح في هدر الماء من اغلب طبقات المجتمع العراقي عند الرجال من خلال( هدر الماء في غسل السيارات والرش أمام المنازل وترك مضخات المياه في البيوت تعمل ليل نهار لهدر المياه العذبة بدون واعز وطني و اخلاقي) ومن النساء من خلال ( هدر الماء بطريقة غير واعية في غسل الصحون والملابس والاستحمام) كذلك الأطفال من خلال ( هدر الماء بطريقة غسل الايادي واللعب والرش بطريقة غير مسؤولة ) كما ان هنالك قصور واضح ومؤشر في ثقافة الفلاح لإستثماره السقي بالرش و التنقيط بالطرق الحديثة واعتماده السقي بالطرق القديمة التي لا تنسجم مع التطور الذي حصل في استثمار التكنولوجيا في الزراعة والري .
وان الذي يحدث الان من موت الزرع والضرع وهجرة الفلاحين وأهل الاهوار إلى مناطق مجهولة بشكل قسري هي ليست رسالة وإنما(برقية للعالم) تنبأ ان منطقة الاهوار في ميسان ليس فقط (منطقة منكوبة) فقط بل هي عبارة عن (قنبلة موقوتة) ستنفجر في لحظة ما لتدمر وتهشم وتقتل وتفتك كل شيء كان سببا وراء هذه المجازر التي اغضبت الله والانسان والطبيعة.
لذا أجد علينا نحن كمثقفين ومن خلال فعاليات مؤتمر القمة الثقافي العربي التي ستستمر أجد ان الحلول تكمن في اتجاهين…
الأول هو مسؤولية حكومية بحتة من خلال تنسيق دبلوماسي عبر وزارة الخارجية بإجراء حوارات سريعة لفتح بوابات السدود وعلى الحكومة إعادة النظر في السياسة المائية الداخلية والمضي السريع في إنشاء سد في البصرة كذلك تفعيل فرض غرامات مالية قاسية بحق كل مواطن او مواطنة او أسرة تسهم في هدر المياه ….
والحل الثاني هو اعادة انتاج سلوك ثقافي مجتمعي يتلخص في بث الوعي عند المجتمع من خلال المنظمات الثقافية كذلك استثمار دور الاعلام المكثف في ( عرض افلام قصيرة وافلام وثائقية هادفة / طباعة كتب/ فواصل اعلانية /معارض فنية ) تسهم في كيفية استخدام الماء في البيوت وكيفية استثمار المياه العذبة في السقي الحديث والمبرمج لدى الفلاحين والقطاعات الزراعية لكي نسترد ثروتنا المائية قبل أن نصبح في خبر كان وندخل ( منطقة الظمأ ) .