(1)
رقصة الزرازير
اجمعوا من البديع في أشعاركم
فلعل فصله علی مشارف الانتهاء
كما للرمان و التين و الشمام
خريف و انقضاء.
.
متدنية سحب تمر
فوق هضاب العناوين
کأنها تود تقبيل الوداع
وقد جابت البيوت الخاوية
والبساتين المهجورة
دون ان تشق السماء برعدها
أو تأتي بأنباء غدها
كأم تجزم آخر لقاء فلذة كبدها
وتكتم انفاسها مع نبوءة موتها.
.
يا امرأة سومرية ظللت الطريق الينا
مازال تنورك دافئا
و رائحة الرغيف تنبعث من روحك
أين تستدير والاتجاهات كلها دائرية
هل تلتفت الى جواميسك النافقة؟
أم أسوار بيوتك الملغمة؟
أم لوحة سمائك الرمادية؟
أم تستكملين آخر كلمة كتبها لأحفاده
جندي مجهول في ساتره
قبل ان يخر صريعا على تلال خربتك
.
هو ذا قدر الأرامل
يستردن حب العذارى
دون الوقوع في آبار ضحلة
بدايتها ابتسامة و ارتواءة
ونهايتها الانزلاق في طينة الأنسال
انهضي بمشيئة الغفران
لا يخدعنكِ رقصة الزرازير
و جوفك أنقی و أطيب
من ورد الزعفران
هكذا ألمح الفجر
في اشراقات أفقه
و صفاء الدجى
يتشعشع في سمائها بدران
(2)
ظلال الأيام
أيتها الروح المذبوحة خلف أبواب الأهازيج
ضمّدي جراحاتك
و اجمعي قطعاتك المتناثرة هنا و هناك
ربما لا يتوقف نزف هذا الدم الداكن بمجرد الصياح
سهام و سكاكين و طلقات و صمت
تشلع و تمزق كسوتك و ترميك عارية، تحوم و تجول دون المنايا
تنوي خروج دوائر فارغة دون معرفة الوجهة
تطرق أبواب الأماني غير مستيقن بالردود
تنتظر نهاية الأحلام لتخوض في التأويل
لكن حلقات الكوابيس بلا حدود و معان..
.
أيتها الروح المرهقة!
حليتك ليست هذه الاتربة المتعفنة
هي لقتلة القوافي مبتغى و ملاذ
کم من طيور مصابة طارت عالية
ودماٶها على اليباب رسمت خارطة الأوجاع
سافلة، يتقاسمون المطر والنسائم والضياء مفرحا
وأنتِ ترين كل هذه الأكاذيب المزخرفة
تغطي الشرور و الزور و الهراء…
دون أن تتلفظ بکلمة أو تلوح بإيماءة و تخبرنا….
يا له من بون شاسع بين تلك العوالم
لغتك صمت ويداك تقيدهما سلاسل الزمكان