أحدهم لم يمت
حين كان يسير بمحاذاة الآخرة
ضحى الأربعاء الدامي
فصلى ركعتي النجاة
ومضى الى حال الأيام
* * *
كانت الجثث معلقة فوق الدخان
بينما الساسة يقلمون أظافر الواجهات
وظل هاتفه يستقبل
باقات التهاني على
دمه الذي لم يلتصق بالحائط
وأجزائه التي لم يبعثرها
ضحى الأربعاء الذي كان داميا
أكثر من أي أربعاء
مر ّعلى أرض السواد
* * *
واصل سيره
حتى اصطدم بالأحد الدامي
ولم تسقط قطرة واحدة
من أحلامه المقطرة
فصلى لله ركعتي النجاة
وشكر خطواته التي لم تبلغ الآخرة بعد
* * *
ثم واصل
حتى بلغ خيمة الثلاثاء
كانت القهوة شديدة المرارة
والرياح تلوذ بكل منعطف
والدماء تمطر
فتتسخ الأحذية
والأصابع المتناثرة
والرؤوس المتحررة
من القمصان الصدئة
لكنه
قام مثلما كان يفعل
نفض الرماد
ومسد شعره
وواصل ….
حتى بلغ اليوم السابع
عن ّ له أن يستريح
في راحة الرب
فلم يجد متسعا لصلاة أخيرة
عندها
تذكر أن الأربعاء الدامي
الذي لم يدمه
جعل روحه خارج نطاق التغطية
ليواصل سيره
على الجانب الآخر
من الآخرة