كان الشعر في الماضي، وأنما في الجو العام الذي تصوغه لنا قصائده الجيدة..نستطيع
ان نلحظ هذا ألأدراك في التعبير الحي على شكل أيماءات)
نجيب المانع-1-
يقف الشاعر بدر شاكر السياب هنا ،ليرى بأذنيه ، مايحدث هناك ، ومن خلال هذه ألأذن الشعرية الرائية، نحصل نحن القراء، على شاشة تعرض لنا ، ما لم يحن وقته
بعد ف ألأذن البصرية – نسبة ألى البصرة – حين تستبق مع العين ، :تنال من الجميل، أجمله (ألأذن تعشق قبل العين أحيانا )، بحسب ماجاء في قصيدة لشاعرنا المبصر بشار بن
برد، نحاول في قراءتنا هذه ان نلتقط عينات من شعر السياب،وتحديدا من العينات التي تعتمد على الرؤية ب ألأذن اذا جاز القول ، ومن خلال هذه العينات ، كقارىء أنجر سلالما ، أحاول من خلالها لا الصعود بل ان تكون أستجابتي قاب قوسين أو أدنى من هذه النصوص السيابية الباسقة .. هاهو بدرنا السياب ، يعلن لنا رؤية ألأذن :(بويب
أجراس برج ضاع في قرارة النهرأجراس موتى في عروقي
أكاد أسمع السحاب يشرب المطر
صليل ألآف العصافير على الشجر)
في هذا المجتزء الشعري، نلاحظ ان المهيمنة هنا حاسة السمع ، حين أقول شمعة ،فأن القول بها : يشعلها، وتلك هي وظيفة الشمعة ، وما أن ألفظ، مفردة جرس : فأنت لاتسيطر على أيقاف صوته، وفي قصيدة السياب هذه، نحن نسمع كثرة عالية الصوت ، وتلك هي وظيفة الجرس، فهو يعلن أمرا ويوصل أعلانه الى مديات واسعة ، فرسائله
لأبلاغ النائي، وليس القريب ،والواحد هنا (الجرس) بصيغة الجميع (أجراس) ،وموضع بث رسائل الصوت لاتنطلق من مكان خفيض ، بل من مكان عال (برج)،وعلو المكان ، يشحن صوت ألأجراس بقوة مضاعفة ،فتصل ألى فضاءات أبعد. وفي النسق الثاني (أجراس موتى في عروقي )،نلمس وظيفة ثانية للصوت ، أعني ألوظيفة الجوانية
اللأمرئية من قبل ألأخرين ، والمحسوسة من قبل المتكلم :( أجراس ——— في عروقي) ،ولهذه ألأجراس وظيفة ذات متغير مسموع :( أجراس ______:ترعش الرنين ) ويكون هذا المتغير سببا الى نتيجة مرئية مضافة (فيدلهم في دمي حنين ) ،
نلاحظ هنا ان بدرنا السياب، أشتغل مع الكلمة ألأولى على المرئي ، حاضنة المتحرك
المسموع النهر، والمعرف هنا بأجراسه (بويب :أجراس برج ضاع في قرارة النهر)، وقرع
ألأجراس ، يزيد المرهف الشاعر ، رهافة في الحس (أحس بالدماء والدموع ) …. وفي
نسق شعري آخر نلاحظ كيف يوظف حاسة السمع ، مرتكزا على رهافة اللامرئي فيه
المحسوس شعريا :( أكاد أسمع السحاب يشرب المطر) ، أن هذه الصورة السمعية ،
مكثت وتمكث في أفق أستجابتي طويلا، كلما قرأتها ، وحتى لآافسد ذائقة القراءة لدى
سواي ، فأنني أتعفف عن فض بكارة هذه الصورة السمعية ،وأتمنى ان نطيل التأمل فيها ، يلي هذا السطر الشعري، سطر أخف حمولة شعرية، لكنه ينضح بماء البهجة :
(أكاد أسمع الحصى يصل منك في القرار) (صليل آلاف العصافير على الشجر) ،ان
السياب هنا ، يفعل أتصالية بين المسموع والمرئي،,موظفا المرئي في صالح المسموع
بشعرية لذيذة آسرة .فالشاعر يسمع : السحاب ،الحصى العصافير ومن خلال هذه
ألأندراج الثلاثي، يبشرنا الشاعر بصوت المطر ، ويكرر المفردة عموديا :
مطر
مطر
مطر .
بويب ….
أجرس برج ضاع في قرارة النهر
…أحس بالدماء والدموع
أجراس موتى في عروقي
ترعش الرنين،
فيدلهم في دمي حنين
أكاد أسمع السحاب يشرب المطر
أكاد أسمع الحصى يصل منك في القرار
صليل آلاف العصافير على الشجر
مطر
مطر
مطر.
من قصيدة :النهر والموت
-2 –
في قصيدة (المسيح بعد الصلب )، تستوقفني المفردات السمعية التالية :(سمعت نواحتسف أنصت العويل ) ، نلاحظ أن هذه المفردات، رؤيتها بألأذن أشد وقعا
وأقوى بلاغة ، ومن خلال (المشهد المسموع)، يفعل المشهد المرئي عبر العين ،
بعد ما أنزلوني ، سمعت الرياح
في نواح طويل تسف النخيل
والخطى وهي تنأى، أذن فالجراح
والصليب الذي سمروني عليه طوال ألأصيل
لم تمتني، وأنصت كان العويل
يعبر السهل بيني وبين المدينة
مثل حبل يشد السفينة
وهي تهوى ألى القاع، كان العويل
مثل الخيط من النور بين الدجى والصباح
ألآن في قراءتي الجديدة لهذه القصيدة ، فأني أتقمص شخصية ذلك الطفل ، يقعي خلف تله وينظر المصلوبين ، الشخص الذي أبدعه الروائي (أوبير برولونجو) في
روايته (قبلة يهوذا ) ، أنا ألان هو…. وبعد أن افلت من هيمنة النص الروائي ، أتوغل
في الكائن الشعري الذي أبدع في أنتاجه السياب، أقصد قصيدته (المسيح بعد الصلب
)، نلاحظ حضوره حكاية مختزلة، يحكيها لنا بطلها ذاته، ويبدأ الحكي من نقطة بالغة ألأهمية ، تضيىء أهميتها ثريا القصيدة(المسيح بعد الصلب)، وسارد الحكاية بطلها، الذي لم يعد في أعداد ألأحياء ، لكنه لم يفقد حاسة السمع ، ، ونلاحظ كيف يتداخل المحسوس مع المسموع :
محسوس مسموع
بعد ما أنزلوني سمعت الرياح في نواح طويل تسف النخيل
والخطى وهي تنأى .
ويتضمن المسموع : فاعلية نواح الرياح، في الثابت والمتحرك ،فمن جراء طول النواح، فأن الرياح: تسف النخيل والخطى .،وهنا تكون حاسة السمع ، لها، الدليل المادي
على نفي موت المصلوب،تشفعها القصيدة، بتوظيف (اذن) الي تجيب على سؤال الموت بدليل الحياة ،* ومن (اذن) ، يتم نفي علامتي الموت في القصيدة:
-1- الجراح . -2 – الصليب .
(فالجراح والصليب الذي سمروني عليه طوال ألأصيل لم تمنتني .)
وبعد الدليل السمعي ألأول ، مفتتح القصيدة ، نصل الى الدليل السمعي الثاني
:(وأنصت كان العويل
يعيبر السهل بيني وبين المدينة
مثل حبل يشد السفينة
وهي تهوي الى القاع ) ، ..المصلوب ، هنا يطل على الحياة من نافذة ألأنصات ، لامن
نافذة الرؤية،المصلوب هنا، عيناه لاتريان ، لكن أذنيه تجيدان ألأنصات .
: (انصت كان العويل )، ومن خلال ألأنصات ، سيكون للعويل عبر مخيلة المصلوب
أكثر من دلالة ، وستعمد قراءتنا الى تجزئة المشهد الذي تأثل ، على المسمع : حيث
تغزل المخيلة، العويل :حبلا…يمتد بين مكان (الجلجلة)،مكان الصلب، وبين المدينة
الغرقى كالسفينة في بحرالأستبداد.( العويل——–(السهل)——–(المدينة السفينة). للعويل هنا وظيفة بوق ألأيقاظ ،انه النذيرمن الغرق النهائي، يتضح ذلك في:
(حبل يشد السفينة ،
وهي تهوي الى القاع ) . يلي ذلك يتخلص الحبل من غلاظته ، ويتحول خيطا نورانيا ،
مبشرا بفجر انساني جديد: (كان العويل
مثل خيط من النور بين الدجى والصباح ) ،
ان حاسة السمع لها ألأولوية، ومن الرؤية با لأذن يؤثل السياب ، االرؤية
عبر المخيلة ، هل نحن هنا مع طراز خاص من (سرد ألأعمى )؟
ضمن مفهوم مخططات الصورة ، الحركة ألأولى في القصيدة ، تبدأ من ألأعلى الى ألأسفل ، يجسد ها فعل (أنزلوني) ، والموضع ،الذي أنزل منه المتكلم محذوف من السياق،ومعلق في ثريا القصيدة، أعني (الصليب) ، واذا كان هذا ألأنزال
بفعل بشري، فأن الفاعل، محذوف أيضا، لكنه معلوم ، من خلال مدونات ومرويات
شفاهية،ويزامن هذا ألأنزال ، غضب طبيعي ،، وينتقي السياب، فعلا ،يشحنه السياق
بطاقة دلالية عالية ، :(تسف) في قوله (سمعت الرياح
في نواح طويل تسف النخيل)
جاء في المعجم الوسيط :(سف الطائر سفيفا: مر على وجه ألأرضص436) ،
ولنتأمل الصورة المرعبة: حيث النخيل بفعل قوة الرياح ،تنحني كل هذا ألأنحناء
وتلامس وجه ألأرض.ترى قراءتنا ، في نواح الرياح وسف النخيل، :دلالتين بليغتين .
على القيمة العليا للمصلوب .وهكذا ضمن محططات الصورة ، تكون لدينا حركتين
من ألأعلى الى ألأسفل ألأولى بشرية والثانية :طبيعية . ،تلي ذلك ، حركة أفقية مزدوجة
الدلالة، يبثها العويل،تبدأ من السهل وتنتهي بالمدينة (كان العويل يعبر السهل بيني
وبين المدينة ) ، ويمكن توضيحها كالتالي :
السهل:—–ع—و—–ي——ل:*المدينة :
العويل: حبل يشد المدينة
خيط من النور
-3-
تستوقفني (غريب على الخليج ) طويلا، كلما تصفحت ديوان السياب، وشخصيا
أرى ان السياب ، من خلال هذه القصيدة هو بكل جدارة سعرية ، مؤسس قصيدة
المنفى ، وليس شاعرنا الكبير سعدي يوسف ،كما ذهبت الناقدة فاطمة المحسن*لقد غادر سعدي يوسف العراق، بطريقة رسمية ، وليعمل مدرسا في الجزائر بعد ان ذاق مرارة الأعتقال ، ثم عاد معززا، في فترة مايسمى بالجبهة الوطنية في أوائل سبعينات ،ليغادر العراق بجواز
رسمي في أواخر السبعينات، وتحديدا، مع بداية حملة النظام الصدامي ، ضد قوى
الخير في العراق ،في حين تسلل السياب للكويت في الخمسينات ، وهو المطارد من
النظام الملكي في العراق وعانى ألأمرين في الكويت،لذا لايقاس المنفي بمقياس الزمن
التقليدي ، بل بوضعية المنفي أقتصاديا وأجتماعيا، وهنا ترجح كفة السياب وحده.وبعد
قصيدة (غريب على الخليج )سيكتب شعراءنا الكبار قصائدهم في هذا المجال:سعدي
يوسف ، عبد الوهاب البياتي، والجواهري،، كتبوا قصائدهم بعيدا عن العوز والحرمان
،وفي هذا الصدد ، أحيل القارىء الكريم، الى مرجعيات ثقة*
-4-
أعلى من العباب يهدر رغوه ومن الضجيج
صوت تفجر في قرارة نفسي الثكلى عراق
كالمد يصعد كالسحابة كالدموع الى العيون
الريح تصرخ بي عراق
والموج يعول بي عراق عراق ليس سوى عراق
البحر أوسع مايكون وأنت أبعد ماتكون
والبحر دونك ياعراق.
من قصيدة (غريب على الخليج )
في هذا المفصل الشعري ، نلاحظ كيف تتجاور الصورتان ، المرئية والصوتية ،,وتعمق المرئية، في دلالة الصورة المسموعة،يتوسط الفعل (يهدر ) الجملة ألأولى،
ليضع (العباب ) في كفة ، و (الضجيج ) في الكفة ألثانية ، ويمكن توضيح ذلك كالتالي
يهدر
العباب الضجيج
وبعد أن وظف الشاعر فعلا صاخبا ، بصيغة مضارع ، للدلالة على أستمرارية
الحركة ،يوظف فعلا مضارع ، آخر لنقل الحركة ذاتها الى راتوب أعلى : (يصعد )،
وبالطريقة هذه يتحول الهدير، من حركته ألأفقية ، الى حركة عمودية مشحونة
بأندراج ثلاثي : كالمد …..
كالسحابة….
كالدموع….
ومن خلال فعل (يصعد) ، يتحول وجع النفي من مكابداته الجوانية ( صوت تتفجر
في قرارة نفسي الثكلى عراق) ،الى فعل براني صاخب ، بثلاثة أنساق تسخن الدلالة
لدى المتلقي :
*الريح تصرخ بي عراق.
*الموج يعول بي عراق
*البحر أوسع مايكون ، وأنت أبعد مايكون
ان للريح هنا نفس دلالة الرياح في قصيدة (المسيح بعد الصلب )،والتي تناولناها في
قراءتنا هذه ،وكأن الصريخ لايفي بالغرض الدلالي ،فيوظف الشاعر (يعول) الذي
يشتق منه (العويل) ، ثم ينتقل الشاعر من الصورتين الصوتيتين ، الى الصورة
المرئية ،التي تعلل المصدالحائل بين وصول الصوت الى الوطن،..في هذه الصورة
المرئية ،ثمة معادلة متساوية في المسافة ، تخبرنا القصيدة به وهي توصفه وزن (أفعل)،
*أوسع ——————————–*أبعد
السعة ، لاالطول للبحر، والسعة هنا توحي ان المكان ألمعني يتموضع بموازاة
المكان ألأوسعالبحر،،والضمير المنفصل للمخاطب(أنت)، يعود على العراق ، ثم يجىء السطر ألأخير في هذا المفصل ، ليختزل المفصل كله ،في الصورة المرئية
التالية:( البحر دونك ياعراق) .
وهكذا يكون البحر مصدا مائيا ينفي الشاعر عن الوطن،وحين نغوص في مسيرة
آلآم بدرنا السياب،ستستوقفنا الكثير الكثير من المصدات ،التي سعت بكل صلافتها
لتضيق مديات رؤى السياب، لكنها، فشلت ، لأن السياب طراز بصري عراقي
من هاملت، الذي قد يكون في قعر جوزة لكنه ملك الرحاب .
-5-
(أصيح بالخليج
ياخليج
ياواهب اللؤلؤ والمحار والردى
فيرجع الصدى
كأنه النشيج
ياخليج
ياواهب المحار والردى )
(غريب على الخليج )
في هذه الصورة السمعية ، يتفعل التضاد ،ليعمق دلالة ألأفق المغلق ، الذي
لاضوء في نهايته، ، فالصدى لايكرر حمولة الصوت، بل يحذف منه القيمة
العليا، المشخصنة ب (اللؤلوء ) .والسبب، أن الصدى فقد فاعليته، وتحول الى
محض نشيج . لايهب سوى المحار والردى . ..نلاحظ هنا كيف يوظف السياب ،
التناغم الصوتي بين مفردتي: خليج نشيج , ثم يفارق بينهما في المحمول الصوتي،
الصوت الصدى
*أصيح بالخليج ياخليج
ياواهب المحار اللؤلؤ فيرجع الصدى
كأنه النشيج ياخليج
والمحار والردى . ياواهب المحار والندى
ومن منظور آخر، يمكن أعتبار النشيج بمثابة نتيجة لسبب هو الصياح ، شحنة حمولة نداء غريب على الخليج .
نحاول الان نفترض فهرسا شعريا ، لتنويعات الصوت في قراءتنا السمعية لهذه
المجتزءات من قصائد بدرنا السياب.
الصوت السطر الشعري القصيدة
نواح سمعت الرياح في نواح طويل . المسيح بعد الصلب
العويل العويل ..مثل حبل بيني وبين المدينة القصيدة نفسها
العويل العويل خيط من النور القصيدة نفسها
العباب أعلى من العباب غريب على الخليج
الضجيج يهدر ومن الضجيج القصيدة نفسها
الريح الريح تصرخ …نفسها
الموج الموج يعول ….نفسها
الصدى فيرجع الصدى نفسها
النشيج كأنه النشيج نفسها
ألأفعال الدال على الصوت .
*سمعت
*أنصت
*يهدر
*تفجر
*تصرخ
*يعول
* أصيح
حتى السمع وألأنصات، لم تكن لهما السيادة في (المسيح بعد الصلب) بل هما بمثابة
جناحي طائر الرعد، حيث يتحولان :الى عويل مزدوج القيمة، هو حبل ألأنقاذ وخيط
النور(كان العويل يعبر السهل
بيني وبين المدينة
مثل حبل يشد السفينة
وهي تهوي الى القاع )
(كان العويل
مثل خيط من النور بين
الدجى والصباح )
في غريب على الخليج ، تجىء ألأفعال مثقلة بشحنا ت الغضب العادل ، في ذات
مرهفة، مضطهدة مطاردة سياسيا وأجتماعيا وأقتصاديا ،هي ذات المثقف العراقي
الذي تتماهى ذاته الخلاقة المبدعة، في ذات حلم ثوري ، يقبل قسمة الخبز والمعرفة
والعلم والرفاهية ،على كافة الجديرين به والجديرات. فالشاعر في غريب على الخليج
يهدر كالعباب والضجيج ، والعراق يتفجر صوتا في آتون نفسه ،ويصرخ كالريح
وكالموج يعول ، ويصيح بخليج الرفاهية ، خليج اللؤلؤ، فيجيء الصدى بقشور اللؤلؤ
وبرودة الموت… ربما كان السياب، المثقل بفواجع اللحظة العراقية ، الصاخبة يحمل
روحا أستثنائية تدفعه لأختراق كل المصدات بتنويعاتها القاحلة .
112010
– ——————–
*مرجعيات
———-
*نجيب المانعالشعر العربي الحديث، يتحرر من ألأكذوبةمجلة المثقف العربيع2آذار1969 .
*فاطمة المحسن سعدي يوسف،النبرة الخافتة في الشعر العربي الحديثجاء في ص85(فسعدي يوسف يكاد يكون الشاعر العراقي ألأطول تجربة في العيش مرغما
خارج بلده، ويمكننا ان نعده مؤسس قصيدة
المنفى التي تأثر الكثير من الشعراء بمفرداتها ومناخاتها،عد بدر شاكر السياب، نفسه
منفيا في مجموعة من القصائد،لعل أشهرها(غريب على الخليج))ثم تذكر الناقدة تجربة البياتي والجواهري في هذا المجال،…وهنا أتساءل هل تقاس التجربة طوليا
فقط؟أي عبر الزمن التقليدي؟ام من خلال المعاناة الصحية والنفسية والعوز المادي
وهل هناك تجربة أشد قساوة من تجربة السياب ، المخذول من قبل الكل؟وبخصوص
منافي البياتي، أكتفي بألأحالة الى ص25 من كتاب الروائي الكبير حنا مينا والمعنون
(ناظم حكمت.السجن .المرأة.الحياة )ط أولىدار ألآداب1978. وكذلك الى ص21
من كتاب الناقد الراحل مدني صالحهذا هو البياتيط.وزارة الثقافة والأعلامبغداد1986. وبخصوص (منفى براغ) فأحيل الى ما كتبه الناقد الراحل غالي
شكري،بكل الحب عن شاعرنا ألأكبر الجواهري ، حين كان في براغ، وانا سوف
أعتمد على الذاكرة لأعيد القارىء الى كتابين للناقد غالي شكري،(مذكرات ثقافة
تحتضر) (ذكريات الجيل الضائع) والثاني مطبوع في بغداد ، منتصف السبعينات ،
وبخصوص شاعرنا الكبير سعدي يوسف ، فقد سرد أوجاع منافيه في كتابه الرائع
(خطوات الكنغر) ، ولكن تبقى تجربة السياب، في غربته عن المكان ألأم، وفي تمزقات
الفكرية والصحية وألأجتماعية هي التجربة ألأشد وجعا ، لذا هو بحق صاحب الريادتين:ريادته في الشعر العربي الحديث، الذي أنبثق في أربعينات القرن الماضي،
وريادته، في الكتابة الشعرية الحديثة عن مكابدات الشاعر العراقي في المنفى
********* ******** ********
& وجيز سيرة ذاتية لكاتب النص .
مقداد مسعود
تولد 1954 شاعر ناقد صحفي
في منتصف سبعينات القرن الماضي، عمل في المكتب الصحفي، لجريدة طريق الشعب في البصرة. وهو آلآن يعمل مندوبا لصفحة ثقافة ،للجريدة نفسها في البصرة
*فاز في عام 1975 بالمرتبة الأولى ، في المسابقة السنوية لمديرية تربية البصرة
وكانت مشاركته في النقد ، بمقالته (ألأشارات والرموز ) عن (الجريمة) المجموعة القصصية للروائي نجيب محفوظ.
* عام 1976 ، بدأالنشر في مجلة الطليعة ألأدبية، وكانت(الموت والمغني) عدد شباط ،
مقالته ألأولى عن (موت المغني الذي ذكرنا برائحة البنفسج)
*لأسباب خاصة توقف عن النشر، في عام 1978، حتى عام 1993
*بين 1993 -2003 :نشر قصائده ومقالاته في: القدس العربي مجلة ألأقلام ألأديب
المعاصر آفاق عربية العرب اللندية الزمان ألواح أصوات
*في 2005، سكرتير تحرير مجلة فنارات، الصادرة عن اتحاد الأدباء في البصرة .
*مسؤول اللجنة الثقافية في أتحاد أدباء البصرة
*مسؤول صفحة ثقافة ،جريدة الحقيقة الصادرة عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي
في البصرة.
*مسؤول قسم البرامج الثقافية في أذاعة الملتقى.
صدر له الكتب التالية :
*في الشعر:
*المغيب المضيىء2008عن دار الرواد المزدهرةبغداد
*زهرة الرمان2009 دار الينابيع دمشق
*الزجاج ومايدور في فلكه2009الشؤون الثقافية بغداد
*في النقد :
*ألأذن العصية واللسان المقطوع مقالة عن ألف ليلة وليلة عن آسيا سيل 2008
*ألأذن العصية واللسان المقطوعالكتاب ألأول قراءة أتصالية في السرد والشعر
دمشق الينابيع 2008
قيد الطبع في دمشق ،الكتاب الثاني والثالث،
*4 مخطوطات شعرية،
*3كتب في النقد
*4 روايات
*مخطوطة في التفسير القرآني(المشكاة والنور)