أراني أغزل الدمع من طرفي
مصاب جلل والقلب في رجف
في جسمي رعشة وإن تخفى
تبينه دموعي فيضا بلا وقف
حصون ٱنصدعت وبيوت خربت
القلوب حيارى تنوس في وجف
زلزال أحاط الأهل من كل صوب
ما لهم سواك يبعد البأس ويشفي
كل حي وزقاق جراحات تدمي
أم ثكلى وكلوم زادت في النزف
عراة حفاة والخطب ٱصطفاهم
الناس من الأهوال فوق الوصف
رجت الأرض فأتى الهباء منبثا
وزاغت الأبصار لمن تحت السقف
إليك ربي نرفع أكفنا بالدعا والرجا
إخواننا هناك فٱبعد كل صرف
هم الأهلون وإن شطت بيننا الديار
الخطب مؤلم يزحف بندف
أملت منك الرجا فالنفوس مخنوقة
أن تشمل الشام بجميل العطف
اللهم ربي أبعد عن أهلنا الكروب
زلزال ألم فلم يبق سوى الشظف
هل صاحت الأرض تمردا فهدمت
ثم أبادت أم أمرك قضاء فكف ؟!
رجوتك والنفس في ضيق تألما
منا الرجا لسبيل اللطف والعطف
كل من أتاك بسؤاله متوسلا كنت
المجيب تزيل كل هم في دنف
أنبياؤك أصفياؤك والبلاء أصابهم
شملتهم بالعطف بلا وصب وكلف
فهذا نوح حمله الفلك حين دعاك
ولجي اليم ٱنشق نصفا ونصف
وخليلك إبراهيم جعلت النار له
بردا والنسيم ناعم بلا حجف
ويوسف أخرجته من ظلمة الجب
والسجن قصرا جعلت لا كهف
وأيوب مسه الضر فبات يدعو
أن ربي عجل بكشف الداء وٱشف
أما يونس من بطن الحوت ناداك
فنفته في الشط طوعا بلا عنف
وكليمك موسى فر من الظلم كما
أمرت ،البحر ٱستحال برا بلا خوف
والمصطفى خاتم النبيئين وإمامهم
نصرته والقوم عليه صفا بصف
حفته ملائكة من السماء حافظة
أشرقت الأرض إيمانا بلا خسف
وأنا الضعيف أتيت بابك متوسلا
أشكو حال إخوتي هناك وضعفي
لست مثل محمد قدرا و منزلا
هو شفيعي به يستقوي ضعفي
ها أنا بأعتاب رحمتك متضرعا
تدثرنا بعطفك فأجمل باللحف!
رجوتك لبأس أدمى له الفؤاد
الأرض ٱهتزت والجسوم كالشظف
فيا من يرجى في الكروب عجل
بالفرج ،يا واسع الرحمة والعطف..