الشاعرات فدوى الزياني ونعيمة فنو وفاطمة الزهراء بنيس تتوحدن تحت ظلال القصيدة
لحظة شعرية أخرى.. في أمسية احتفائية بالمنجز الشعري المغربي النسائي.. التقى عشاق الحرف والقصيدة، من جمهور دار الشعر بمراكش والقادمين من مدن مختلفة (أسفي والدارالبيضاء والصويرة)، في فقرة ديوان “أصوات نسائية” والتي انتظمت ليلة الأربعاء الثامن من مارس، وشهدت مشاركة الشاعرات: فدوى الزياني وفاطمة الزهراء بنيس ونعيمة فنو، و”فرقة الورشان لفن الملحون والتراث المغربي” بمراكش..
شاعرات توحدن تحت ظلال القصيدة، بوشائج تجسر بينهن اللغة والرؤية وقصيدة مسكونة بالكينونة.. في تحيين حاجة الإنصات لهذا الأفق الإبداعي، والذي طالما فتح دروبا ومسارات خصبة على الإبداع والتخييل والفرادة.. في انفتاح بليغ على القصيدة وهي تستقصي كينونتها.. “ن” أفردت للقصيدة كينونتها في فضاء دار الشعر والشعراء المغاربة، هنا في مراكش..
فقرة “أصوات نسائية”، والتي ليست إلا تمثلا صغيرا لهذا المشهد الغني بمنجزه الشعري والنقدي، رسخت من خلاله الشاعرة والناقدة المغربية مسارات القصيدة المغربية الحديثة، إبداعا ونقدا.. هي لحظة متجددة، تجد صداها في جميع فقرات دار الشعر بمراكش، دون استثناء، للاقتراب من عوالم تجارب شعرية نسائية، وانفتاح متجدد على أفق قصيدة تسبر أغوار بلاغتها ولغتها المتفردة..
قرأت الشاعرة فاطمة الزهراء بنيس من “عزلتها”، “في شرفة ورقية/ أطل على زوابعي/ أرى ولا أفهم/ حياة تروح وأخرى تجيء/ وأنا بينهما أستعذب سفري/ ولا يشدني أيما مقام”. بينما تساءلت الشاعرة فدوى الزياني، “أمي وبالحرص ذاته/قامت بملء جروحي بقطن أصابعها/ كبرت ولا أثر لدمعة واحدة على جسدي/ ولم ألم يوما الأيادي/ التي تسببت في كل هذه الثقوب”. واختتمت الشاعرة نعيمة فنو، “ديوان أصوات نسائية”، من “دولاب الحظ” في اختيار من شذرياتها المسكونة بالحكمة، “لن أفتح النافذة للشمس/ سأعلق/ قميصي/ الأصفر/ على الجدار”.
واصلت دار الشعر بمراكش الاحتفاء بشجرة الشعر المغربي الوارفة، في موسمها الشعري الجديد، فتحت نوافذها وفقراتها الشعرية أمام زخم التجارب والرؤى، فيما استقصت ندواتها وتظاهراتها أسئلة وقضايا الشعر المغربي.. ضمن إبداع متجدد لفقراتها وانفتاح على مختلف التجارب والأصوات والحساسيات الشعرية المغربية.. ملتقيات وتظاهرات وبرمجة غنية ترسخ الأفق الثقافي المغربي المتعدد، وانحياز لشجرة الشعر المغربي وهي تخضر بماء القصائد..