![](https://i0.wp.com/basrayatha.com/wp-content/uploads/2023/03/wafaa1.jpg?fit=450%2C253&ssl=1)
بول استر وليلة التنبؤ.. من الأسبق بالتوالد الحكائي ؟
حين نتكلم او نكتب عن التوالد الحكائي يتبادر إلى أذهاننا مباشرة (بول أستر) والتوالد ، توالد قصة داخلَ قصة ، أو انبثاق رواية مصغرة داخل رواية كبرى ، ونقفل الكتابة بأنه الأسبق ، لكن بالعودة الى التراث الأدبي القصصيّ أوِ الروائي نجد من ابدع في هذا التوالد بحيث تكون بيئة مترابطة متواشجة لكن لذة البيئة ألف تختلف عن لذة البيئة باء ، (فإنّ ما يمكن أن يشعر به المتلقي لهذا النصّ في لذّة وشدّة انجذابه وما يحمله من دهشةٍ ومقبولةِ في بيئة ألف قد لا تكون هي ذات اللذة في بيئة باء)1 .
وبهذا تتوالد نصوص موازية تجذب التلقّي والمتلقي إليها وأكثر من
أبدع في التوالد الحكائي الروائي والقاص _ كاظم الأحمدي _ ، فلا تخلو قصصه أو رواياته من هذا التوالد الحكائي ، فتلدُ حكاية داخل حكاية شريطة أن تبقى الحكاية المتداخلة عبر الحكاية الكبرى نصّا مبدعاً وقادرا على التواشج في الإتيان بما يحتاجه المتلقّي ، فتكونُ علاقة تفاعلية ذات قوّة .
فالبناء المتتابع عندما يسيطر على أبنية البناء المتضمن يولّد بالتالي توالداً حكائيا روائيا ، إذ تنبثق رواية معينة من رواية أخرى ، أو قصة معينة من قصة أخرى _ على سبيل المثال لا الحصر _ إنبثاق رواية (حلم عين) التي تدور أحداثها حول إضراب عمال النفط ، واستشهاد (أنس طه) من رواية (تجاه القلب) ، وهذا ليس بالجديد في روايات كاظم الأحمدي وقصصه ، مما يؤدي الى (توالد حكائيّ) ، ليس بمقدور كل أديب الولوج في هذا الشكل الفني .
إذ تتوالد رواية داخل رواية ، فهو محكيّ داخل محكي ، وهذا يأتي
بسبب مقدرته على تحريك الحدث وتنظيم الوقائع وتأسيس أكبر شبكة علائقية مع الشخصيات الأخر في الروايات جميعها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1_ فهم النص من الإنتاج الى التلقي ، علي لفتة سعيد ، مطبعة إتحاد وأدباء العراق ، ط1 ، سنة 2020ص206 .