حالة البؤس والكآبة التي تنتاب الجميع عند النظر والتفكير في واقع حال مجتمعنا الاسلامي اليوم، وما يعانيه من تقهقهر وتفكك ومصاعب متعددة تتأزم يوما بعد يوم، وبالمقابل، نحن لا نفعل شيئا حيال ذلك سوى التحسّر على أمجاد مضت أو انتظار المخلّص الخارق، أو تحميل الغرب سبب تدهور أحوالنا.
يقولون إن نصف العلاج هو اكتشاف الداء، فالأمة الضعيفة من الداخل لايمكنها مواجهة القوى من الخارج، فعليها أولا أن تعالج ضعفها قبل أن تفكر في الوقوف أمام القوى الخارجية، وهذا هو حال أمتنا اليوم.. طغى عليها الضعف وجعلها عرضة للقوى الخارجية تتكالب عليها من كل حدب وصوب.
عندما نتحدث عن التغيير وتصويب البوصلة فهذا يعني بالضرورة أن يشمل جميع المجالات، ويبدأ التغيير بمحتويات الأنفس ويشمل الأفكار، القيم، الاتجاهات، الثقافة، والعادات والتقاليد، وحين يكتمل تغيير الأنفس بدرجة كافية ينتقل إلى الميادين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية والقضائية والإدارية.
وبالطبع إن التغيير لا يحدث إلا إذا قام القوم بأجمعهم وليس الأفراد بتغيير أنفسهم، لأن الشخصنة تجعل الأمة تلقي بالمسؤولية على شخص وتخلد إلى راحتها وسباتها وتتخلى عن دورها الجماعي الذي يجب أن يشارك فيه كل أفرادها،
ومن قادوا عملية التغييرعبرالتاريخ هم أناس عاشوا قسوة الأحداث ومرارة التجارب والأخطاء والانحراف في الفكر والممارسة ثم ذاقوا حلاوة الصواب..
ربما ليس رأي صائبا ..ولكني اقوله على اية حال ..امرا يسهم في ..الطرح والمناقشه ..لاثراءقضايانا وتسليط الضوء وزحزحة الافكارنحومساحة اكثراتساعا ووفرة ..