مسرحية للأطفال (للفئة العمرية 8 – 14)
( المشهد الأول )
المكان: محطة قطار، نرى مصاطب للانتظار موزعة بشكل منظم في المحطة.
-الطفل حسن (12 عاما) يجلس على أحد المصاطب.
حسن: هيا أيها القطار أسرع بالقدوم، احمل أبي معك، لا أطيق الانتظار .. فقد اقترب موعد عيد ميلادي، أحب أن يكون أبي معي وأنا أحتفل به.
(أصوات وصول القطار ونزول المسافرين، يتحرك حسن متجولا بينهم يبحث عن أبيه بلا جدوى فيجلس حزينا على مقعد الانتظار .. فجأة تظهر مجموعة من الأولاد في المكان ويقومون برمي القطار بالحجارة وهم يتصايحون ويتضاحكون )
حسن: لا ..لا .. لا تقذفوا القطار بالحجارة…
رائد : (بعمر حسن تقريبا) وما شأنك أنت ؟
حسن: القطار سوف يتضرر.
رائد: وهل هو ملك أبيك ؟ (يتضامن معه اصدقاؤه في مواجهة حسن بالصياح والضحك)
حسن: لا ليس ملك أبي ولكني انتظر قدوم أبي المسافر في هذا القطار.
رائد: ها..ها..ها.. فليأتِ بالطائرة إذن.
حسن: لا يمكنه ذلك ولا حتى بالسيارة.
رائد: لماذا ؟ هل هو مسافر الى الصحراء؟ ها ها ها…
حسن: نعم هو يعمل هناك في أحد الحقول النفطية.
رائد: هاااا أبوك يعمل بالنفط .. اذن فهو يستطيع أن يدبر أمره.
( يستمر الأولاد برمي الحجارة وحسن يصرخ محاولا منعهم حتى يسمع صوت تحطم زجاج القطار فيهرب الأولاد )
(المشهد الثاني )
المكان: شارع في منطقة سكنية.
– حسن يجلس عند عتبة باب بيتهم وهو يفكر.
حسن: علي أن أقوم بعمل ما يمنع هؤلاء الأولاد من قذف القطار بالحجارة مرة أخرى فربما يتعطل ولن يستطيع أبي القدوم .. ماذا أفعل يا رب .. ماذا أفعل؟
( يظهر معلم حسن في الشارع، يمر بالقرب منه )
المعلم: السلام عليكم…
حسن: (مرتبكا) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أهلا أهلا استاذ.
المعلم : ما بك يا حسن ؟ أراك مرتبكا هل أنت قلق لامتحان الغد؟
حسن: هاا.. نعم نعم قلق بعض الشيء استاذ.
المعلم : لا عليك يا حسن فأنت تلميذ شاطر وذكي وأنا متأكد أنك ستؤدي الامتحان بتفوق.
حسن: سأحاول بالتأكيد استاذ .. شكرا لتشجيعك لي وهو يحفّزني على الدراسة والتفوق دائما..
المعلم: تستحق يا حسن، أنت فتى ذكي ومؤدب ويحبك المعلمون وزملاؤك أيضا لأنك تحترم وتتعاون مع الجميع.
حسن : شكرا لك يا استاذ هذا ما علمني اياه أبي.
المعلم : أبلغ سلامي الى أبيك.
حسن : سأفعل يا أستاذ
المعلم : مع السلامة يا حسن.
( يذهب المعلم .. ويبقى حسن يفكر)
حسن : (مع نفسه) لماذا لم أحدّث استاذي بما حصل اليوم ربما قد ساعدني في حل هذه المشكلة … هاا وربما لن يهتم ويقول لي لا عليك يا حسن هناك من يمنعهم من الشرطة وحراس المحطة .. ولكن هؤلاء لم ينتبهوا لما فعله هؤلاء الأولاد بالقطار وقد هربوا بسرعة ولن يستطيعوا اللحاق بهم .. يا رب ماذا علي أن أفعل؟
(نسمع صوت أم حسن)
أم حسن: حسن أين أنت يا حسن ؟ هيا ادخل الى البيت، لقد تأخر الوقت.
حسن: حسنا يا أمي أنا قادم قادم .. (يفتح باب البيت ويدخل)
( المشهد الثالث )
المكان: محطة القطار كما في المشهد الأول.
– حسن يجلس منتظرا قلقا، يصل القطار وينزل المسافرون ولا يأتي والده.
حسن : الى متى سأظل بهذا القلق بانتظارك يا أبي … الاتصالات مقطوعة وجهاز الهاتف عندك مغلق كما يبدو، ولا يمكنني التحدث إليك لأعرف وقت وصولك.
(يظهر الأولاد المشاكسون ليرموا القطار بالحجارة مرة أخرى وحسن يحاول منعهم ولكنهم يسخرون منه ويضحكون ويدفعونه ليسقطوه أرضا وعند سماع صفارة حارس المحطة يهربون )
حسن : لا.. لا لا يمكن السكوت عن هذا، عليَّ أن أفعل شيئا، لا أحد من الشرطة أو الحراس يردع هؤلاء المشاغبين .. حسنا جاءتني فكرة…
( المشهد الرابع)
المكان: شارع في منطقة سكنية…
-يظهر حسن بهدوء وحذر يحمل بيده حجرا ملفوفا بورقة وبسرعة خاطفة يرميه على احد البيوت فيسمع صوت زجاج يتكسر فيهرب سريعا .. يخرج رائد ووالده محدثين ضجة يبحثون عمن رمى الحجارة على النافذة…
والد رائد: من هناك ؟
رائد: لا أرى أحدا يا أبي.. لقد هرب.
( والد رائد ينتبه للحجر الذي بيده وقد لف بورقة .. فتح الورقة وبدأ يقرأ )
والد رائد: ذلك ما فعله رائد بزجاج القطار هل يرضيكم هذا؟
رائد : ( خائفا ) لا يا أبي كذب لم أفعل شيئا . لم اكسر زجاج القطار.
( في الجهة الأخرى من الشارع يركض حسن لاهثا خائفا فيصطدم بأبيه متفاجئاً فيحضنه بشدَّ ويبكي)
حسن : أبي ..متى عدت يا أبي ؟
والد حسن : لقد عدت بالقطار ولم أجدك في البيت يا حسن، أين كنت في هذا الوقت المتأخر؟ ماذا حدث ؟ لم أنت خائف ومرتبك ؟
حسن : اشتقت لك كثيرا يا أبي.
والد حسن : وأنا أيضا .. ولكن لم تقل لي أين كنت ؟
حسن : سأحكي لك يا أبي ما حدث
(يظهر في جهتي الشارع حسن ووالده ورائد ووالده يتحدثون…)
والد حسن : ان نواياك الطيبة يا حسن في المحافظة على القطار لا تشفع لك تصرفك في كسر زجاج منزل رائد وان كان مخطئا.
حسن : ولكني حاولت معه ولم يرتد عن فعلته.
والد حسن : كان عليك استشارة والدتك أو معلمك قبل القيام بهذا الفعل.
حسن: نعم يا أبي صحيح ما تقول ولكني كنت متحمسا لعودتك وخفت ان حصل وتعطل القطار ستتأخر، وهاتفك كان مغلقاً.
والد حسن : صحيح فشحنه قد انتهى، وقد حرصت على حضوري لعيد ميلادك وجئت بهديتك أيضا.
حسن: حقا يا أبي شكرا لك كم أحبك .
والد حسن : ولكن علينا الآن الذهاب لبيت رائد والاعتذار منهم.
حسن : حسنا يا أبي هيا بنا…
( المشهد الخامس )
المكان: عند باب منزل رائد
– ينتهي الحوار بين رائد ووالده بصفعة على وجهه.
والد حسن : السلام عليكم.
والد رائد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
والد حسن: لماذا صفعت ابنك؟
والد رائد : أتعبني هذا الولد بسلوكه المشاغب، كل يوم له مشكلة آخرها كسر زجاج القطار، والله إنني لأخجل من تصرفاته ، انه يثير غضبي .. ولكن عذرا من حضرتك؟
والد حسن: أنا والد حسن الذي كسر زجاج داركم.
والد رائد : هااا…
والد حسن : جئت معتذرا منكم وأرجو قبول اعتذاري وأنا مستعد لكل ما تأمرون به
والد رائد: إذن أنت يا حسن من فعل ذلك؟
حسن : نعم يا عم وأنا أعتذر جدا ولكني كلمت رائد وحاولت معه أن يمتنع عن رمي الحجارة على القطار ولكنه لم يسمع مني وأصر على ذلك .
والد رائد: نعم يا بني أعرف ابني ومشاكساته وعناده لاعليك اعذرك بل واشكر حرصك على القطار فهو ملك لنا جميعا .. هيا يا رائد اعتذر من حسن وعدني أنك لن تفعلها مرة أخرى ..
يعاند رائد ويرفض الاعتذار
والد حسن: مارأيك يارائد أن تحضر عيد ميلاد حسن يوم غد ؟
رائد(مستغربا): حقا ياعم ؟ يسعدني طبعا واعتذرعن فعلتي ولن أكررها مرة أخرى
( يتصافح الجميع وتنتهي المسرحية بلوحة مناسبة من حركات للأطفال مع الموسيقى)