نشأ مارادونا في إحدى الضواحي الفقيرة( فيا فيوريتو) في بوينس آيرس ومنذ صغره كان محباً لليسار يكره الولايات المتحدة . لم يخفي ميوله اليسارية عندما تواجد الرئيس (جورج بوش) في الأرجنتين في عام 2005 لحضور قمة الآمريكتين ، إرتدى قميصا كتب عليه ( توقف بوش) STOP BUSh وأمام الحشود صعد الى المنصة وقال إطردوا هذه (القمامة البشرية) وبحضور العديد من الرؤساء ومنهم الرئيس الفنزويلي ( هوغو تشافيز) والرئيس البوليفي اليساري السابق والرياضي (إيفو موراليس ) صديق مارادونا والذي لعب معه ذات مرة مباراة ودية في العاصمة ( لاباز) وعندما توفي مارادونا قال ( لقد خسرتُ أخا لي ) . في العام 2018 حين كان ماردونا مدربا في المكسيك وجه خطابا لاذعا لترامب وقال ( يعتقد شرطيو العالم الأمريكيون من أنهم قادرون على حكمنا ، لأن لديهم قنبلة نووية ، لكن لا ، ليس نحن ، أنت أيها الدمية ترامب ، لن تستطيع شرائنا) مما سبب إحراجا للمكسيك . مارادونا نقش على زنده الأيمن صورة جيفارا وعلى ساقه الأيسر صورة فيديل كاسترو وظلّ على حبه العظيم لهما ، فهو يختلف عن بيليه كليا الذي نال مناصبا عليا في البرازيل والفيفا ومن ثم الجدل من هو الأعظم في القرن العشرين . عند الفوز بكأس العالم 1987 زار مارادونا فيديل كاسترو وأطلق عليه من أنه والده الثاني ، كما وأن فيديل كاسترو أطلق على مارادونا عبارته التي أذهلت العالم من أنك يامارادونا ( تشي الرياضة ) إشارة للثائر الأرجنيني تشي جيفارا . لجأ الى كوبا للعلاج عندما أدمن الكوكايين في العام 2004 ثم شفي منه وأصبح مقدما للبرامج الأذاعية في التلفزيون وأجرى مقابلة في هافانا مع الرئيس الكوبي فيديل كاسترو في برنامجه الخاص لانوتشي ديل ديس ( أمسية الرقم عشرة) . وحين توفى فيديل قال مارادونا ( لقد فقدت أبي الثاني) وبكى قائلا ( أشعر بأنني كوبي ) وأضاف أيضا : ستستمر يافيديل على توجيهنا من السماء مثلما فعل تشي جيفارا وتشافيز . ومن الغرائبيات مات مارادونا في ذات اليوم الذي مات به فيديل كاسترو ( 25 نوفمبر ) وقال وزير الخارجية الكوبي عند وفاة مارادونا ( شاء التأريخ أن يرحلا في اليوم ذاته) . تعرّف مارادونا أيضا على الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز 2005 قائلا عند لقاءه به ( أنه العملاق بعد أبي الثاني ، وان مشاعري وحبي له ربما أقوى من تلك التي راودتني عند الفوز بكأس العالم ) وكان يقول : كل ما يقوله فيديل ومايقوله تشافيز هو الأفضل بالنسبة لي . وعند ممات تشافيز قال مارادونا : (ماتركه لي تشافيز كان صداقة عظيمة وحكمة سياسية لاتصدق ، لقد غيّر تشافيز الطريقة التي تفكر بها أمريكا اللاتينية ، كنا خاضعين لآمريكا لكنه أظهر لنا ، أنه يمكننا السير بمفردنا ) . وفي العام 2018 قدم مارادونا نفسه جنديا لخليفة تشافيز( نيكولاس مادورو) حيث حضر اجتماعات حملته الإنتخابية وكان يقول للحشود ( إنتخبوا الإشتراكية) حتى فاز مادورا برئاسة فنزويلا .
ايضا كان مع السلطة اليسارية لبلاده في الأرجنتين بين عامي 2003 و 2007 حيث كان الرئيس (نيستور كريشنور) وبعد وفاته استلمت زوجته (كريستينا كيرشنر) الشهيرة بخطبتها في الأمم المتحدة ضد الإمبريالية وأمريكا . وقابلها مارادونا بصداقة عظيمة وبقي على الوفاء معها حتى نهاية ولايتها في العام 2019 .
ماردونا له طريفة في غاية الأهمية وهو عند زيارته بابا الفاتيكان ، فيقول ماردونا ( كان يتحدث معي البابا ويحثني على مساعدة الفقراء وأنا عيني الى سقف الفاتيكان المرصع بالذهب فيقول : همست مع نفسي لم لاتبيعوا كل هذا الذهب وتعطوه لفقراء هذا العالم ) . التقى مارادونا محمود عباس الرئيس الفلسطيني في مونديال روسيا وقال له ( أنا فلسطيني ، قلبي فلسطيني ) مما أثار هذا حفيظة إسرائيل .
مات ماردونا فقال عنه الرئيس البوليفي اليساري الحالي ( العالم يبكي خسارة لاتعوض) . وكتب رئيس نيكاراغوا ( أن عملاقا آخرا يغادرنا ، أنه الأخ اللامتناهي لجميع الشعوب الحرة في العالم ) . فلترقد روحك بسلام ياماردونا ياتشيّ الرياضة .
هاتف بشبوش/ شاعر وناقد عراقي