1 – أغنية ليلية في أميلفي
سألت إله النجوم
ماذا أستطيع أن أهب
حبي ؟
فرد علي بهدوء :
الصمت المطبق …
سألت اليم المدلهم :
صيادو السمك
هؤلاء ,
إلى أين ييممون
وجوههم ؟
فأجابني بهدوء :
إلى حيث يسود
ما هو دون الصمت …
آه , بمستطاعي
أن أبكي
حبي …
آه , في مستطاعي
أن أترنم له بأغنية ,
و لكن , كيف ألوذ بالصمت
حياله .. ما حييت !!؟؟
2 – زنابق الماء
إن كنت قد نسيت زنابق الماء
العائمة في البحيرة
المظلمة ,
وسط الجبال
عند الأصيل ..
إن كنت قد نسيت نداها
و هي وسنانة ,
يفوح منها أطيب الاريج
فلك أن تعود
دون أن يمسك الوجل
بتلابيب قلبك
و إن كنت تتذكر ,
فحول عنها مبتعدا ,
و دوت إياب
شطر السهول
و المروج
حيث توزعت الغدران
القصية
واحدة … واحدة
هناك سوف لن تتملكك
رغبة المجىء
للفوز برؤية زنابق الماء
في الغسق …
كما إن شبح
الجبال ,
سوف لن ينقض على قلبك .
3 – سوف لن أكترث
عندما أقضي نحبي
و ينفض نيسان المشرق
فوقي
شعره الذي بللته الامطار ,
سوف لن أكترث
بالمرة :
إن انحنيت فوقي ,
محطم الفؤاد …
فسوف أرقد بسلام
أشبه بالسرحات
المورقة ,
و قد غابت في وداع ,
بينما أغصانها منحنية
بفعل زخات
المطر …
و لسوف ألزم
الصمت ..
أكثر منك ,
و سوف يغدو فؤادي
أكثر برودة
من فؤادك
هذا الآن …
4 – ليلة ربيعية
المنتزه يعج بالسديم ,
و تخيم عليه الظلمة
الدامسة .
و ستائر النوافذ
المطلة ,
مسحوبة على الدنيا .
المصابيح الوسنانة
التي تحف بالشوارع القريبة ,
كابية مرصعة باللآلىء
و الطرقات الخالية من السابلة :
ذهبية
براقة ..
و بركة الماء
الغارقة في السديم
صقيلة ..
المرايا تترقرق كالأسياف
الغائرة ,
عندما تسل ..
آه , أما يكفيني
كل هذا الجمال
ألذي يحيط بي ؟
ينبغي أن يتألم حلقي
من كثرة الثناء عليه ,
يجب أن أركع للسماء
من البهجة
ألتي أسبغت علي ها هنا ,
هذي الساعة .
آه , أيها الجمال
ألست كافيا ؟؟
فلماذا بكائي
اثر الحب ؟
لماذا خلعت كبريائي ؟
لماذا فقداني للقناعة ؟
لأجل من :
يجدل الليل الاليل
شعره الأسود هذا
بالضياء ؟
لمن يتقد
كل هذا الجمال
أشبه بالبخور المحترق
في مليون مبخرة ؟؟
آه , أيها الجمال
ألست كافيا ,
فلماذا ذرفي للأدمع
غداة الحب ..
هذي الساعة ؟؟
5 – لتكن منسية
لتكن منسية
كما الورود
كما النار ألتي تغنت بالنار
لتكن منسية أبدا .. أبدا
إن الزمن
لهو خل لطيف
المعشر
إنه يجعلنا نهرم
لو سألك أحدهم
قل :
قد صارت منسية
كما النار
كآثار أقدام
في جليد منسي
مذ زمن بعيد ….
—————————–
* ( سارة تيسدال ) ( 8 آب 1884 – 28 كانون الثاني 1933 ) : شاعرة أمريكية ماجدة , غزيرة الإنتاج . عاشت حياة زوجية غير موفقة , انتهت بالطلاق . عاشت بقية حياتها متوعكة الصحة , تعيسة حتى وجدت غارقة في حمام شقتها بنيويورك على نحو مأساوي , ودون أن يعرف أهي التي اختارت الانتحار , أو ان ذلك كانت نتيجة حادث . من أعمالها : سوناتات إلى دوز 1907 , هيلين طروادة و قصائد أخرى 1911 , أنهار للبحر 1915 , أغاني الحب 1917 , نار و ظل 1920 , قوس قزح ذهبي 1922 , ظلمة القمر 1926 , و نصر غريب 1933 . نشرت ترجمة القصيدة الأولى والقصيدة الخامسة في جريدة ( خه بات ) العراقية , العدد ( 686 ) في 28 / 7 / 1993 . عن ( في مرفأ الشعر للمترجم ) أربيل – العراق 2001 .
Modern American Poetry , Louis Untermeyer . Harcourt College Pub ; Enlarged edition ( June 1 , 1962 ) .