تنظم دار الشعر بمراكش، بتنسيق مع المديرية الجهوية لقطاع الثقافة مراكش آسفي، يوم الأربعاء 17 ماي على الساعة السابعة والنصف مساء، فقرة جديدة من برنامج “الشعر في المأثر التاريخية”. واختارت الدار، ضمن استراتيجيتها الخروج بالشعر إلى الفضاءات العمومية والتي وسمت برمجتها الشعرية والثقافية منذ التأسيس(2017)، أن يلتقي الشعراء في فضاء قصر الباهية التاريخي، في لحظة شعرية وفنية وتحت ظلال أشجار حدائق الشعر بمراكش واحتفاء بشجرة الشعر المغربي الوارفة.
الشعراء: مولاي عبدالعزيز الطاهري وكبور فرتاد ومليكة بوطالب وثريا إقبال والطالب بويا لعتيق وفرقة مسناوة، في عرض شعري وفني حي مفتوح مع الجمهور. شعراء فقرة “الشعر في المآثر التاريخية” يجمعهم أفق موحد، إذ اختاروا شجرة الشعر المغربي الوارفة، للإقامة في القصيدة بين مجازاتها واستعارتها ب”لغاتها” وألسنتها المتعددة المشكلة للهوية المغربية. وتنتظم هذه الفقرة الجديدة، من “الشعر في المآثر التاريخية”، ضمن حفل افتتاح البرنامج الثقافي العام للمعرض الجهوي للكتاب بمراكش في دورته الحالية، والتي تمتد فعالياته الى نهاية الشهر الجاري.
يلتقي الشعراء في حدائق مراكش الكونية، والتي سبرت أغوار التاريخ وظلت شاهدة على الحراك الثقافي والأدبي. وبين “رياضات” قصر الباهية، يقرأ الشعراء قصائدهم في ديوان مغربي مصغر، ممثلا للتنوع الثقافي المغربي ومشكلا لمجازات النص الشعري المغربي. تشارك في ديوان، فقرة “الشعر في المآثر التاريخية”، أجيال وحساسيات ممثلة للتجربة الشعرية المغربية في افتتاح فعاليات معرض مراكش الجهوي للكتاب، المدينة الزاخرة بأعلامها وشعرائها ومثقفيها والتي أمدت تاريخ الحركة الأدبية المغربية بالكثير من الإشراقات.
وتحي فرقة مسناوة الرائدة، الحفل الفني لفقرة “الشعر في المآثر التاريخية”. هذه المجموعة الموسيقية، والتي تنضاف لمجموعات موسيقية رائدة في المغرب والعالم (ناس الغيوان، لمشاهب، جيل جيلالة…)، تأسست سنة 1980، وضمت وجوها فنية استطاعت أن تؤسس مسارها الفني، كما تعاقبت العديد من التجارب والتي أسهمت في حضورها القوي ضمن المشهد الفني المغربي، وهم على الخصوص (عبد الواحد المادوني، مصطفى أطاسي، حسن الدك، رشيد باطما وحميد باطما، حسن بنحوسين، ميلود الوحداني، حسن الحكيم، عبد الفتاح الدرازي..). تعرف الجمهور على فرقة مسناوة بإطلاقها، سنة 1981، العديدَ من الأغاني الناجحة، من بينها “عودي الأزرق”، وبعدها جاءت أغاني “حمادي” وغيرها… وشكلت سنوات التسعينيات منعطفا في تاريخ الفرقة، إذ أصدرت العديد من الألبومات والأغاني (“النّسْر”، “الدارْ الخالية”،…) والتي في الغالب تمتح من مواضيع اجتماعية خاصة تلك المرتبطة بالبادية.
تواصل دار الشعر بمراكش، ضمن برنامجها للموسم السادس، ترسيخ هوية برامجها الثقافية والشعرية، بالسعي إلى جعل فقراتها الشعرية والثقافية جسرا مفتوحا بين الشعراء وعشاق الشعر.. ضمن فضاءات متعددة، وانفتاح على حساسيات وتجارب شعرية مشكلة لشجرة الشعر المغربي الوارفة، وداخل فضاءات وحدائق ومآثر مراكش الكونية. جسر دار الشعر بمراكش، وهو يحتفي ب”ذاكرة” الشعر المغربي، وراهنه اليوم من خلال تجاربه، روادا وأصواتا جديدة، ومن مشتل الورشات وملتقيات حروف يشكل نوافذه على المستقبل.
مقالات ذات الصلة
17/12/2024