أفتقدك كلما انتحبَت عيون القلب فتسممت دقاته غوصا في معين الحزن ..
وكلما اسودت صباحاتي فزحفَت أسطري على بياض صفحاتي ..
كلما افتقدتُ الحب وإذا هو بعدك شبح تستحضره طقوس الحنين ..
أصبح الوهم يغلب على حياتي .. خيالات تتمزق بين ماض وآتٍ ..
أبي الحبيب ..
أنت الحب الذي لا يتكرر ، بل ولا يشبهه شيء لأنه الحب بلا مقابل ولا حسابات .. لانه الحب الذي عرفَته الأنفاس الأولى في الرفقة ، وإذا بك اليوم تتركني في منتصف الرحلة ..
لماذا راهنتُ يوما على مستقبل انت لست فيه .. مستقبل بعيد عنك ..
على ماذا راهنت يا خيبة العمر ..
أعلى أحفاد ظلوا أطيافا تراودهم أشواقك ورؤاك ..
أعلى شيخ عاش يمٓنّي النفس بضمهم .. فضموه جثة هامدة .. نعم .. وإنه لكرم غامر أنهم حضروا جنازته ..
يا خسران السنين ، أٓيا أنا ، يا ربيبة الألم ويا حليفة الأحزان ..
على ماذا تنتحبين ؟
مازلتِ مدينة بالكثير ثمنا لكسر عصا الطاعة يوما ، لما راهنتِ على المستحيل ، لما بنيتِ قصر الآمال بأيد فتية .. لما أنجبتِ البراعم نجوما تضيء سماء الحيرة والتخبط . فكنت تستلهمين الصبر من خلالها ..
واليوم وغدا .. أٓيا ثمار العمر أنتم الحب الذي يستحق مني أن أكفكف الدمع ، أتحامل على نفسي ، أنهض .. وأستمر ..