
تعد جيروترود لبيب نسيم أول مصرية تتخصص في الكيمياء والجيولوجيا معًا وأول مكتشفة لمعدن النيكل في مصر وهى من مواليد شهر يوليو عام 1915 في القاهرة وتخرجت من كلية العلوم عام 1939م بجامعة فؤاد الأول وهى جامعة القاهرة الآن وكانت أول أمرة تحصل على الماجستير في هذا التخصص من ذات الجامعة ثم سافرت إلى لندن وحصلت على درجة الدكتوراه في الجيولوجيا وعملت مع والدها الجيولوجي لبيب نسيم والذي اكتشف أول خامات الحديد بأسوان وقد شاركته في البحث والكشف عن المعادن وأعمال المناجم في الصحارى المصرية .
اكتشفت جيروترود لبيب نسيم معدن النيكل بالصدفة فى أثناء تحضيرها لرسالة الماجستير عام 1940م عندما كانت تقوم بدراسة منجم قديم للنحاس سبق أن استغله القدماء المصريين كما استغلته شركة انجليزية عام 1904م وكان معروفا بأنه منجم نحاس فقط إلا أنها عندما قامت بتحليل جزء من خاماته اكشفت وجود النيكل فيه وكان ذلك هو الاكتشاف الأول للنيكل في مصر وكانت تنظم البعثات الخاصة للصحراء في وقت لم تكن فيه وسائل النقل سهلة أو آمنة ولم تكن معدات الاتصالات والملاحة الحديثة موجودة .
كما اكتشفت العديد من المناجم والمحاجر في الصحراء الشرقية خاصة جنوب أسوان مما ساعدها في اكتشاف خامات الحديد والنحاس وبودرة التلك ومادة الفيرميكيولايت التى تستخدم في عزل الحرارة المرتفعة للأفران بالإضافة إلى مادة الثوريوم المشعة وكانت تمضي معظم أيام الشتاء في التنقل بين الصحارى المصرية للبحث عن المعادن المختلفة وفي كل رحلة تعود محملة بالعينات الكثيرة حيث تقوم بتحليلها في معملها الكيميائي الخاص أما في الصيف فإنها تقضي أيامه في المعمل وفي الإشراف على إدارة مصانع والدها ومن اكتشافاتها الفريدة الجرانيت المصري رمادي اللون وليس به احمرار وقد سمي هذا النوع باسمها جرانيت جيرتي وقد تم تكريمها من الملك فاروق في قصر رأس التين وأهدته أول سبيكة نيكل مصرية وفي شهر فبراير عام 1963م توفيت جيروترود لبيب نسيم متأثرة بإصابتها بمرض السرطان نتيجة تعرضها لإشعاع ذري قوي في أحد المناجم ولقد استوحى الكُتاب والمخرجين من قصتها بعض روايتهم فكان فيلم للرجال فقط في بداية الستينيات تجسيد لقدرة المرأة علي الخوض في مجال الجيولوجيا بوصفها مشاركة للرجل في بناء المجتمع .