
الشاعر الصحفي محمد محسن إسماعيل الخياط الشهير بمحسن الخياط من مواليد أول مارس عام 1927 في المحمودية بمحافظة البحيرة ووالده كان يعمل بالتجارة وتمتع بشعبية كبيرة وحب الناس وكان يمثل المحمودية في عضوية المجلس المحلي وكانت الأسرة من أعرق الأسر وأكثرها ثراء ووجاهه ويعد والد محسن الخياط أول من عمل بتوكيلات البترول في البحيرة
تأثر محسن الخياط تأثرا بالغا بالموقع الجميل لمدينة المحمودية حيث تحيطها المياة وتعد شبة جزيرة يحوطها فرع رشيد وترعة المحمودية التى تمد مدينة الاسكندرية بالمياه وترعة بطول 40 كيلومتر حتى مدينىة رشيد وفرع رشيد بالمحمودية أكثر اتساعا من أى مكان أخر ويوجد فى وسط الفرع جزيرة جميلة وهى جزيرة الفوال .
نشأ محسن الخياط وسط هذا الجمال ومكتبة كبيرة ضخمة في المنزل تضم أمهات الكتب فى كافة الفروع فعشق القراءة ولفت الأنظار من بين أقرانه الأطفال بما يملك من مفردات وتعبيرات أكبر من عمره وكان يقضى الساعات الطوال تحت شجرة التوت العملاقة الرابضة على نهر النيل فى مواجهه جزيرة الفوال
محسن الخياط له 4 أشقاء هم : صفوت رحمه الله ودكتور إسماعيل ودكتور صلاح وأخت
تعلم محسن الخياط فى مدرسة قصر الأمير عمر طوسون ثم التحق بمدرسة دمنهور الثانوية وتعرف على عبد العزيز خاطر الذى شاركه النزعة والهواية وقد بدأ محسن الخياط مشواره الشعري وعمره ( 14 ) سنة
التحق محسن الخياط بكلية التربية قسم اللغة الإنجليزية جامعة الإسكندرية وتخرج عام 1948 وعمل مدرسًا للغة الإنجليزية بالمحمودية ثم انتقل إلى الإسكندرية وعمل في مدرسة معلمات الورديان عام 1959
وذات يوم أرسل إلى جريدة المساء قصيدة وكان رئيس التحرير في ذلك الوقت خالد محيى الدين وكانت القصيدة موقعة بالأحرف الأولى من اسمه واختارتها الإذاعة المصرية لتقدمها هدية إلى شعب الجزائر الشقيق ونذكر منها :
يا طير يا طاير ..
خد البشاير من مصر ..
وأجري على الجزاير
تزوج محسن الخياط من هانم طرمان وكانت المثال الطيب للزوجة الوفية
عام 1965 انتقل الشاعر محسن الخياط للعمل في الصحافة حيث عمل في صحيفة المساء ثم انتقل إلى صحيفة الجمهورية وتبنى الكثير من المواهب الأدبية والشعرية من خلال إشرافه على باب أدب وفن وكان يقيم ندوة أدبية في صحيفة الجمهورية وأثناء عمله الصحفي زار فرنسا واليونان والاتحاد السوفيتي وليبيا واليمن ولبنان وسوريا وكتب الشعر والقصة القصيرة والمسرحية والأوبريت
فكر المجلس الأعلى للثقافة فى تقديم ثلاث ميداليات ذهبية لأحسن ثلاث قصائد عن حرب السويس فكانت الأولى لبيرم التونسى والثانية لمحسن الخياط
يعد الشاعر والصحفي محسن الخياط واحدًا من مؤسسى مؤتمر أدباء الأقاليم الذى مازال تعقده الهيئة العامة لقصور الثقافة بصفة سنوية باسم مؤتمر أدباء مصر
تعامل محسن الخياط مع نخبة من الملحنين والمطربين والمطربات الذين امتعوننا بالفن الأصيل فمن الملحنين نذكر : بليغ حمدي ومحمد الموجي وعلي إسماعيل ومحمد سلطان وحلمي بكر وأحمد فؤاد حسن ومن المطربين والمطربات نذكر : شافية أحمد وإبراهيم حمودة وعبد الحليم حافظ وشادية وفايزة أحمد ومحمد قنديل ووردة الجزائرية ونجاح سلام وعليا التونسية والثلاثي المرح
الشاعر الصحفي القدير محسن الخياط ينتمى إلى جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية وشارك فى تأسيس الخطاب الشعرى الثائر الذى تزعمه عبد الرحمن الشرقاوى وكمال عبد الحليم وفؤاد حداد وكانت القصيدة لديه أداة كفاحية
من أشعار محسن الخياط نذكر قوله :
أنا عارف طريقى فين
وأروح له منين
أنا شايفه قصاد عينى
بدايته شروق
وأخره شروق
نذكر أيضا أن الشاعر الصحفي محسن الخياط سخر من الأغانى التجارية وتحسر على مجد الأغنية صاحبة الرسالة والمضمون والجمال وقد قال الشاعر محسن الخياط :
والله يا شيخ سيد
فيه اللى خان الأمانة
واللى لازال ع الطريق
وآدي إحنا عايشين نقاتل
صوت الأغانى الخيانة
أيضا من أشعاره نذكر قوله :
الحب دا مارد عنيد
بيصهر الحديد
ويدوب الجليد قدم الشاعر محسن الخياط للمكتبة العربية 3 دواوين شعرية الأول بعنوان أكبر تار والثاني بعنوان ناي وشموع والثالث بعنوان حكايات بهية كما قدم مسرحية شعرية باللغة الفصحى بعنوان عرش أوزوريس وصدرت عن الهيئة العامة للكتاب ومسرحية شعرية أخرى باللغة الفصيحة بعنوان الفرسان يشعلون الصمت وهى مخطوطة
حصل الشاعر الصحفي محسن الخياط على جائزة أحسن صحفى من المجلس الأعلى للصحافة وسلمها له الدكتور عاطف صدقى رئيس الوزراء في ذلك الوقت
أصيب الشاعر الصحفي محسن الخياط بالمرض الخبيث وتوفى يوم 25 فبراير عام 1992 م