
نظرت إلى السماء و تأملت كيف جئت إلى هذه الحياة، وكيف ستعيش فيها، ومتى ستغادر هذا العالم المليء بالخوف والتغيرات. لا يوجد فيه استقرار أو ثبات. هذا الشعور يراودها عندما بلغت هذه المرأة الخمسين من عمرها، وأدركت أن سنوات حياتها الماضية أصبحت كا البذور التي تتطاير مع الريح.
لقد قضت أيامها بلا جدوى، حيث كانت تعيش كل يوم بحالة وفكر مختلفين. كانت تخطط وتفكر وتتمنى، لكنها لن تحصل على أكثر مما قدره الله لها. وهنا أدركت الحكمة من المثل المصري: “لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش”. وكأنها تسأل نفسها: متى بدأت رحلتها في الحياة؟ أليس كان ذلك بالأمس؟ كيف مرت هذه الأيام، ومتى حدث ذلك؟ وما زالت في داخلها أمنيات وآمال، وكأنها طفلة صغيرة.
لن تهتم بتقدم العمر، ولن تدرك أنها بدأت العد التنازلي لأيام حياتها. على عكس أيام الصبا والشباب، التي كانت كا الزهور تتفتح و تعطر المكان برائحتها الجميلة، لن يخطر على بالها أنها ستصبح كشجرة في الخريف، تتساقط أوراقها وتضعف أغصانها.
ما هذه المراحل التي نمر بها، ونحن لا ندرك قيمتها وثمنها؟ كل مرحلة نمر بها تعني فقدان الكثير من الأيام التي كانت جزءًا من تكويننا. لا نعلم، هل الحياة مرسومة هكذا أم أننا من نسيء استغلال أيامها؟
في النهاية، لا يمكننا تغيير مسار الحياة، لكن يمكننا تغيير كيفية استغلالنا الأيام. يمكننا التعلم من الأخطاء والاستفادة من التجارب. يمكننا أن نكون أكثر إيجابية، وأن ننظر إلى الحياة من منظور مختلف. يمكننا أن نشكر الله على هذه الحياة، وأن نستفيد منها بشكل أفضل.