
بمناسبة ذكرى نصر العاشر من رمضان ..
الأديب والمؤرخ إبراهيم خليل إبراهيم رضع الوطنية منذ طفولته وعندما كبر آل على نفسه الكتابة لأجل الوطن وأمته العربية فقد جاب كفور وعزب ونجوع وقرى ومدن ومحافظات مصر وتقابل من نخبة من الأبطال وأسر الشهداء وكتب عن بطولاتهم وقدم للمكتبة العربية 50 كتابا ومعظم تلك الكتب في أدب الحرب وقصص الأبطال والشهداء وقد أكد النقاد أنه أكثر الكتاب على المستوى المصري والعربي والعالمي الذين كتبوا في هذا المجال وفي ذكرى نصر العاشر من رمضان الذي تحقق عام 1393 هجريا الموافق 6 أكتوبر 1973 كان هذا الحوار معه .
في البداية مالذي دفعك للكتابة عن الأبطال والشهداء ؟
عشت في قريتنا السدس مركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية أحداث 5 يونيو 1967 ثم معارك الاستنزاف ونصر أكتوبر العظيم وكنت أتابع الأحداث وسط كبار العائلة وقد استشهد أحد أبناء العائلة في معارك الاستنزاف وهو البطل عابد حسيني وكل ذلك شكل وجداني وشعوري الوطني ولذا خلال عملي في مجلة صوت الشرقية أجريت العديد من اللقاءات والحوارات مع عدد من الأبطال وأسر الشهداء ومن ثم قررت وضع تلك البطولات في كتب حتى تكون التوثيق والمرجع للأجيال .
نود التعرف على مؤلفاتك فماهى هي ؟
مؤلفاتي متنوعة مابين القصة القصيرة والرواية والشعر والنقد والفن والإسلاميات وأدب الحرب ولكن السواد الأعظم في مجال أدب الحرب وقد أطلق على النقاد مسميات عديدة منها : الأديب الشامل وجبرتي مصر وعندليب الأديب وكنت في غاية السعادة عندما أكدوا أنني بفضل الله أعد أكثر الكتاب على المستوى المصري والعربي والعالمي الذين كتبو في مجال أدب الحرب وقصص الأبطال والشهداء ومن مؤلفاتي أذكر على سبيل المثال : أبطال النصر ومن سجلات الشرف وملامح مصرية ورجالات وبطولات وقاهر الدبابات والبطل الأسطورة وبطل من بلادي وحكاية بطل ويوميات مقاتل وقال التاريخ ووطني حبيبي وهذا على سبيل المثال .
هل تحدثنا عن كتابك البطل الأسطورة ؟
عام 2009 أصدرت كتابي البطل الأسطورة وضم حياة وبطولات البطل عبد الجواد محمد مسعد سويلم الذي عشق الصاعقة فخلال معارك الاستنزاف التى بدأت فى الأول من شهر يوليو عام 1967 واستمرت حتى السابع من شهر أغسطس عام 1970 اشترك فى 18 عملية عبور داخل وخلف خطوط القوات الإسرائيلية وتمكن من تدمير 16 دبابة و (11) مدرعة و (2) بلدوزر و (2) عربة جيب وأتوبيسا كل هذا بمفرده كما شارك رفاقه الابطال فى تدمير 6 طائرات إسرائيلية خلال هجومهم على مطار المليز
أصيب بطلنا بصاروخ إسرائيلى ونتج عن إصابته بتر ساقيه اليمنى واليسرى وساعده الأيمن كما فقد عينه اليمنى بالإضافة لجرح كبير غائر بالظهر وبعد تركيب الأطراف الصناعية رفض الرفد من الخدمة العسكرية وواصل كفاحه وشارك فى معارك أكتوبر 1973 ويعد الجندى المصرى الوحيد الذى نال شرف التكريم من رؤساء جمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر ومحمد أنورالسادات ومحمد حسنى مبارك وعبد الفتاح السيسي وأيضا الجندى الوحيد على المستوى العالمى الذى قاتل وهو مصاب بنسبة عجز 100 %
وماذا عن كتابك قاهر الدبابات ؟
كتابي قاهر الدبابات أصدرته عام 2009 وضم حياة وبطولات البطل محمد إبراهيم عبد المنعم المصرى الشهير بمحمد المصرى فخلال معارك أكتوبر 1973 تمكن من تدمير 27 دبابة إسرائيلية بثلاثين صاروخا ومن بينها دبابة عساف ياجورى قائد اللواء 190 مدرع الإسرائيلى مما كان له أكبر الأثر فى استسلامه ووقوعه فى الأسر ويُعد البطل محمد المصرى صاحب الرقم القياسى العالمى فى تدمير الدبابات ويأتى بعده البطل عبدالمعطى عبد الله عيسى برصيد 26 دبابة ثم البطل محمد عبد العاطى برصيد 23 دبابة ومما تجدر الإشاره إليه أن البطلين محمد المصرى وعبد المعطى عبد الله عيسى عملا تحت قيادة البطل الرائد صلاح حواش والذى استشهد فى الثامن من شهر أكتوبر 1973م والجدير بالذكر أيضا أن الرقم القياسى العالمى المُسجل فى تدمير الدبابات كان لأحد الجنود الروس برصيد سبع دبابات خلال الحرب العالمية الثانية ولذا تم تخليده بتمثال فى الميدان الأحمر بموسكو وقد اخترت عنوان ( قاهر الدبابات ) لهذا الكتاب لأن بطولات البطل محمد المصرى تمت على مسرح العمليات وكتبت رسالة للعالم .. كل العالم مفادها أن جند مصر هم خير الخلف لخير السلف وأن الإنجازات الكبيرة يُخلّدُها التاريخ أما الشعارات الجوفاء فمصيرها الموت تماما مثلما تموت السمكة وحدها فى الصحراء .
النقاد أكدوا أن كتابك قال التاريخ وثيقة تاريخية فماذا ضم ؟
كتابي قال التاريخ أصدرته عام 2008 وكتبته عن الصحافة كلمات في غاية الجمال وأشادت به وأنه وثيقة تاريخية وقد تضمن الميزان العسكرى كما ورد فى وثيقة بريطانية ومعوقات العبور وكيفية التغلب عليها وبعض أقوال القادة والخبراء قبل اندلاع المعارك ومفاجآت العبور والضربة الجوية الأولى التى فتحت طريق النصر وبعض الملاحظات التى سجلها المشير محمد عبد الغنى الجمسى فى النوتة الزرقاء التى كانت لا تفارقه ويوميات شهر النصر وبعض الأقوال التى قيلت بعد اندلاع المعارك وأغنيات النصر .
في الختام ماذا تقول في ذكرى النصر العظيم ؟
أقول : ماقدمته هو لأجل وطني ولا انتظر جوائز وتكريمات وأتمنى أن تقوم وزارة الثقافة بطبع مؤلفاتي مرة أخرى وتقديمها للأجيال وفي الختام تحية إعزاز وتقدير ورحمة وألف رحمة على روح صاحب قرار العبور وبطل الحرب والسلام الرئيس محمد أنور السادات وتحية للقادة الذين عزفوا أروع لحن سمعته مصر فى تاريخها الحديث بعملهم المنسق فى معارك أكتوبر 1973م وتقدير أيضاً لقادة الجيوش الميدانية التى حملت عبء المعارك فى سيناء ووضعتها موضع التنفيذ وتعظيم سلام للأبطال الجنود الذين نفذوا بالنار والدم على جبهة القتال ورحمة وألف رحمة للشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم مهراً ليوم الفرح الكبير والانتصار العظيم
وتحية أيضا لكل بطل قطعت من جسده بعض الأجزاء حتى لاتقتطع من أرض مصر ذرة رمل واحدة وتحية للشعب المصرى العظيم الذي أنجب الأبطال والشهداء .