
نص” العم زيدان لا يحب رمضان ! ” كتبته ورسمت جزء هام من متنه الكاتبة مريم عصام أين حاولت أ ن تراكم كميا وكيفيا السرديات التي تتحدث واتخذت موضوعها شهر رمضان.
ولكل كاتب زاوية في الطرح وزاوية في ايصال مراده وزاوية في بحثه وتحريك جزئيات هامة يريد للطفل أن يقرأها والتفاعل معها إذ الطفل ينخرط فعليا في مناشط هذا الشهر الفضيل وأولها المساهمة مع الأهالي في تزيين شوارع وأنهج البلدة وقد تم تكليفهم بجمع المال لهذه الأفعال مما دفع بطل القصة طلب المال من التاجرالذي حل مؤخرا بحيهم لكن المال الذي ساهم به هذا التاجر لم يرضي محمود هنا بدأت الحكاية ومشوار التساؤل و البحث فحيرته بدأت تفك طلاسمها و أسرارها عند مشاهدة التاجر وهو يشتري “الكثير من البضائع والحاجات” معلقا عليها قد تكون تحضيرا لمأدبة التي أوجد لها كل هذا المال أما تزيين البلدة والحي إذ يقول” ولكن لا مال للزينات” رغم ماله الكثير الذي اشترى به كل هذه اللوازم ليحالفه الحظ مره ثانية سقطت الكرة في باحة العم زيدان ليفك جزء من الحكاية أوعية كبيرة ورائحة شهية وتنقل بالدراجة وتوزيع الوجبات وهذه أخلاق المسلم ليعيد صياغتها وتقديمها للطفل على شاكلة نصائح مذكرا إيا ه بهذا الشهر الكريم رابطا عدد أيامه بنصف الساعة التي أهداها اياه ليلعب في متجره وهذا الشهر هو” هدية من الله ” و كل لحظاته مهمة وكل قروشه ثمينة لنقدم اطعام الفقراء والمحتاجين على الزينة و أفضل الصدقات ماأعطيت في هذا الشهر ورغم حبه للعب بالمفرقعات إلاأنه أعرض عن هذه اللعبة بعد أ ن أخبره العم زيدان ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم “لا يحل لمسلم ان يروع المسلم” الى جانب اقناع الاطفال بما يقوم به مع العم زيدان وتجربة توزيع الوجبات لينتقل إلى أصدقائه الذين أقنعهم بهذا الصنيع الجميل كل هذه الدروس يريد البطل من الأطفال المطلعين على هذه القصة ان يتعلموها لتعم الفائدة و في تفاعل بين البطل والقارئ واقحامه في النص في أكثر من محطة ولحظة ليطرح مثلا سؤال ” خمنوا من كان هناك؟” أو في المشى خلسة خلف العام زيدان ويعترف أن العديد من القراء لا يعجبهم هذا السلوك قائلا:” أعلم أعلم ستقولون هذا خطأ” م بسط جزئية هامة ألا وهي الفضول هي حب الاطلاع هي الحركية الذهنية المتواصلة للطفل في هذه السن والتي رافقت تحركات الطفل بطل القصة وصراعه الداخلي وسؤاله المحير وضرورة الاصداح به والتردد الذي صاحبه للحظات خوفا من التوبيخ لكن لحكمة ما اكتسبها الشيخ نتيجة عمله وسنه وحنكته أراد أن يجيب عن سؤال بدروس يقدها لهذا الطفل الفضولي.
وهذا النص يمكن تحديد جغرافيته طبقا لما قيل من كلمات مفاتيح مثل” البليلة”و “السوبيا” بعد أن حددنا زمانه ليسأل طفل المغرب العربي بدوره على هذه الأكلات والمشروبات وهكذا ينفتح النص والطفل على عوالم أخرى وتقاليدأخرى لشعوب نتقاسم معها هذه الأعياد والموسم الدينية.
كما قدمت الرسوم العديد من المعلومات ومنها الموقد القديم بباحة البيت المفتوح وفوانيس رمضان والذهاب للمساجد والجوامع لأداء الصلوات المفروضة والتراويح كصلاة خص بها الله عز وجل شهر رمضان.
أما عتبه العنوان والتي يشتغل عليه الكتاب كثيرا قبل نشر الكتاب وطبعه وقد اختارت هنا الكاتبة جملة تعجب ومضمونها عجيب فكيف لكهل أو شيخ أن لا يفرح بقدوم شهر رمضان وهذا سيغري الطفل القارئ و سيجعله يطالع هذا النص لاكتشاف السر وفك اللغز مقابل طفل يحدوه الفرح بقدوم هذا الشهر الكريم وغيرها من التفاصيل التي أتت عليها الكاتبة بسطا وعرضا في سرديتها المميزة مع توزيع خاص للجمل على صفحات الكتاب نظرا للتفاعل الذي حصل في الجمع بين الكتابة والرسم ,بين الكاتبة والفنانة التشكيلية وهذه الوحدة المضمونية والتشكيلية هي التي تمثل إحدى الركائز التي قدمت النص في هذ الإخراج الجميل شكلا ومضمونا.