رحيل المخرج العراقي الكبير البروفيسور حميد صابر الموسوي

غيّب الموت صباح اليوم الأحد 6 نيسان 2025 المخرج المسرحي العراقي الكبير حميد صابر الموسوي وهو من
الشخصيات الأكاديمية وأحد أعمدتها البارزين، ويشكل علّامةً في مجال الفنون المسرحية، وباحثًا متعمقًا في الفكر الجمالي، وناقدًا مميزًا أثرى المكتبة الفنية بعشرات المؤلفات والدراسات التي أصبحت مراجع علمية مهمة.
ولد الموسوي في محافظة البصرة عام 1956.
بكالوريوس فنون مسرحيه / جامعة بغداد – كلية الفنون الجميلة عام 1980.
ماجستير فنون مسرحية / جامعة بغداد – كلية الفنون الجميلة عام 1991.
دكتوراه فلسفة فنون مسرحية جامعة بغداد / كلية الفنون الجميلة عام 1998.
مارس التدريس منذ عام 1981 في معهد الفنون الجميلة في البصرة.
مارس التدريس في كلية الفنون الجميلة / جامعة البصرة منذ عام 1991.
درس فنون المسرح المختلفة بالإضافة الى فلسفة علم الجمال وتاريخ المسرح العربي.
قام بالتدريس في الجامعات السورية واسس ورشة مسرحية في بيروت ودمشق وشارك بعدة مهرجانات عربية ومحلية.
درس المواد التالية في مرحلة البكالوريوس / كلية الفنون الجميلة / جامعة واسط : = ( مبادى الاخراج , التذوق والنقد الفني والاشراف على مشاريع التخرج ).
درس دراسات عليا ( ماجستير ) المواد التالية : = (الاكتشافات , نظريات الاخراج وحلقة بحث).
حصل على لقب التدريسي المتميز في كلية الفنون الجميلة / جامعة واسط عام 2018.
في بداية مسيرته المسرحية اسس فرقة ( مسرح الساعة ) في البصرة والتي كانت تضم مجموعة من هواة المسرح ومن خلال هذه الفرقة قدم اعمالآ ابرزها (هاملت يستيقظ متأخرآ) و(المهرج) و(باب الفتوح) و(ماذا في الصحيفة اليومية).
قدم في الكلية الاعمال المسرحية التي حظيت باهتمام نقدي بارز وجوائز وشهادات تقديرية منها :
( قيدار ) تأليف (عبد الكريم العامري).
( ملابس العيد ) للشاعر (كاظم الحجاج) والتي حصلت على جائزة افضل عرض مسرحي في مهرجان الموندراما في بغداد عام 1997 .
مسرحية (كاروك ) للمبدع عبد الكريم العامري , وحصلت هذه المسرحية على جائزة الابداع الكبرى في مهرجان المسرح العراقي الخامس عام 2000.
اخرج مسرحية ( الحر الرياحي ) في البصرة عام 1997 ، ثم عاد واخرجها من جديد في جامعة واسط عام 2013.
اخرج مسرحية سليمان الحلبي.
اخرج للمسرح القومي في المدينة بعض الاعمال ومنها احتفالية للوطن والناس من تأليف (شاكر العطار).
لديه دراسات وبحوث في فلسفة المسرح وجمالياته.
نشر في الصحف والمجالات العربية والعراقية.
قام بتأليف مسلسل ظل الحكايا.
اصدر عددا من البحوث العلمية المنشورة في المجلات العراقية والعربية والاجنبية , بلغ عددها ( 22 ) بحثآ.
حصل على جائزة افضل مخرج مسرحي تربوي في مهرجان عيون عام 2014.
كتب عددآ من المسلسلات الدرامية منها العقاب وظل الحكايا.
شارك كممثل بعدد من المسلسلات العربية والعراقية.
شارك في عدد من الاعمال المسرحية مع المخرجين ( سامي عبد الحميد ,صلاح القصب , عوني كرومي وفاضل خليل ).
اشرف على عددآ من رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه.
كتبت عن اعماله عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه , بالإضافة الى الدارسات النقدية عن اعماله المسرحية واسلوبه الاخراجي.
رئيس لجنة التحكيم في مهرجان المسرح الجامعي الدولي في تونس الدورة 18 عام 2019.
عضو لجنة التحكيم في عدد من المهرجانات المسرحية العراقية واخرها مهرجان الفلوجة المسرحي الاول عام 2019.
رئيس لجنة التحكيم في مهرجان القمرة السينمائي الدوري في البصرة للفترة من 26 الى 28/2/ 2019.
من مؤلفاته كتاب الجمهور بين المواجهة والمجابهة. وكتاب الرؤى الاخراجية بين الشكل والمضمون.
في حوار خاص أجراه الأستاذ (عبد الامير الديراوي) مع الدكتور (حميد صابر) وكان كالتالي :
———
* عرفك الناس بانك مسرحي منذ سنوات الصبا فلماذا المسرح دون غيره من الفنون وما أغراك به. ؟

– المسرح رسالة تجمع ببن الفكر والجمال وله سحره وهو منذ نشأته يمارس دورا تربويا اخلاقيا يسعى للتنوير والتحريض والتثوير وفق صيغه الجمالية الدلالية وباساليب واتجاهات مختلفة اساسها وجوهرها العلاقة مع المتلقي لكشف وتعرية واقعه واتخاذ موقف ازاء هذا الواقع وربما الكون باسره والوجود برمته والانسان ومصيره وقدره وذاته ومعاناته ولان المسرح لقاء حي والان وهنا نعشقه ونتواصل وبتواصلنا نحقق الرغبة بالحضور الفاعل المؤثر مع الجمهور.

* انت اكاديمي ومخرج متخصص لكنك تمزج بين اتجاهين، المسرح الشعبي والمسرح العالمي فإلى من تنحاز. ؟

– انا اسعى للمزاوجة وتضافر الاساليب التي تنصهر ببودقة واحدة تنتج خطابا جماليا يرتكز على قاعدة اثراء العرض بروح المعنى وفق شكل ومبنى يؤسس لعلاقة فاعلة مع متلقيه دون ان نركن للسهل واليومي الرتيب بل نعمل على الارتقاء بوعي وذائقة الجمهور ولنجعل من المسرح برلمانا للحقيقة والموقف المضاد لكل استغفال لعقل المتلقي وتغيب عقله بل ونصر على استفزازه لاتخاذ موقف ضد الطغاة.

* ماهي فلسفتك في حياتك الفنية وهل تجد ان المسرح صانع الحياة.؟

– الفن يعيد انتاج الوعي ويرسم معالم الطريق ويحسن ويثري الحياة بالاسئلة ويحرك المشاهد ويعزز روح المواطنة وتاريخ الفنون تؤكد اهميته فالفن بعناصره الجمالية ورسالته التربوية يواجه الارهاب الفكري والنفسي والاجتماعي لينير درب البشرية نحو الحرية.

* ما الذي اعطتك سنوات الغربة وهل اضافت لتجربتك رؤى جديدة او استفدت من تجارب الاخرين. ؟

– الغربة اول درس في اعتزازك بوطنك واهلك وهي ايضا تجربة رغم قسوتها الا انها ممارسة لتحقيق الذات والتعرف والاطلاع على تجارب وافكار الاخر ولتكتشف ايضا مساراتك وتوجهاتك فنيا وفكريا وهي ايضا تمنح فرصة جميلة لتتعرف على زملاء واخوة واصدقاء وان تجد معهم محبة العراق وشموخه وتاريخه الذي تحمله معك نبراسا وعلما وفيضا من دروس وعبر.

* اي من الكتاب المسرحيين تميل الى اخراج مسرحياته والتعامل معه.؟

– ارى ان التجربة الاخراجية لكي تمتلك هويتها الخاصة حين تجد كاتبا عراقيا يعيد انتاج وتشكيل واقعنا برؤى جمالية فكرية متجددة وهذا ما وجدته بقوة عن الكاتب المبدع الاستاذ عبد الكريم العامري في اكثر من نص مهم وهما قيد دار وكاروك وايضا مع الشاعر الاستاذ كاظم الحجاج في مسرحيتي الصوت وملابس العيد واجزم ان للكاتب المبدع الاستاذ على الزيدي تاثير في التجربة المسرحية العراقية والعربية ولايمكن ان انسى الكاتب الراحل الاستاذ جبار صبري العطية ونصه رجل من ماء والذي اخرجته موظفا فيه تراث البصرة الغنائي الراقص بروح بصرية مميزة ويطيب لي الذكر لنصوص البحر والموروث والشعر والاحتفالية للكاتب الشاعر الكبير الاستاذ شاكر العطار هذا الذهن والخيال الشعري الشعبي وتوظيفه ايضا لتراثنا الدرامي وخاصة في عملين مهمين في مسيرتي المسرحية وهما احتفالية للوطن والناس و كرنفال شعبي للعريف علوان وهما مثال فاعل للمزج بين الشعبية والجمالية ومن الكتاب الذين اعتز باخراج لمسرحياتهم الاستاذ حسين عبد الكريم في نصين عميقين هما كمرة وليل وسفينة و موال عشاري وهما استمرار لتوظيف التراث والوانه في المسرح العراقي البصري وهنا اؤكد اعتزازي بتلك التجارب المسرحية التي ارخت بالدراما مراحل مهمة من تراجيديا الوطن وامجاده واسئلته وموقفي ازاء كل شر وظلم وقمع لارادة الانسان الحر.

* توجهت للتمثيل في البداية وتواصلت ممثلا في العديد من الاعمال فأي الشخصيات تود اداء دورها. ؟

– الكثير من الشخصيات احب ان اؤديها ولعل اهمها مسرحيا الملك لير وبولونيوس او شخصية عبدالله بن عفيف الازدي.

* كيف ترى المسرح العراقي اليوم وهل من مقارنة مع المسرح بالأمس.؟

– المسرح العراقي تاريخ من التجارب المهمة عراقيا وعربيا وله بصمة وهوية يشهد بتميزها العرب ومن خلال مشاركاته في عدد من المهرجانات العربية والدولية وعلى الاصعدة كافة من اداء ونص واخراج وسينوغرافيا ولكن ان الفترة التي اعقبت الاحتلال شهدت تراجعا ملحوظا وبسبب من الاهمال والقلق وربما من وجود عناصر طفيلية لا علاقة لها باصل وجوهر مسرحنا وبالمقابل لا يمكن ان نغفل وجود عروض مميزة لشباب المسرح العراقي والتي أكدت حضورها وتجديدها للممارسة المسرحية وباشكال حداثوية استطاعت ان تترجم وتعبر عن مرحلة ملتبسة ومضطربة من حياة وتاريخ الوطن الجريح ومواجهة وبرسالة المسرح ايضا الفساد في مختلف نواحي الحياة والمجتمع.

* في البصرة تاريخ مسرحي مهم كاد يغطي على كل الانشطة بالعاصمة والمحافظات لماذا تم تغييب هذا الدور ومن هم رواده. ؟
– البصرة تاريخ من الابداع المسرحي والقصصي والشعري لا تخطئه عين منصف فالبصرة وجود حضاري يشع على عراقنا ويثري الحياة الفنية والثقافية للعراق وان يحاول البعض اغفال هذه الحقيقة فهو كمن يغطي الشمس بكفه المرتعشة وربما مستلة المركز والهامش لا ارى لها حيزا وقيمة الان بفضل قنوات التواصل فضلا عن ابداع مدن العراق الاخرى ومنها بصرتنا الحبيبة تجاوز هذه الاشكالية المفتعلة من مجموعة تخشى الابداع في كشف اختبائها خلف المركز والهامش ولاغراض ذاتية مريضة واخرى ادعائية سعيا مشبوها لاهمال مبدعي المحافظات العراقية وهم في كثير من الاحيان الاجدر في تصدر المشهد الثقافي والفني.

* على المستوى الشخصي ماهو المنجز الذي تفتخر به مع استعراض لمجمل اعمالك. ؟

– الفخر لي في كل اعمالي فهي تاريخي وتاريخ مدينة ابدعت وهنا اقدم شكري واعتزازي لكل من عمل معي كاتبا وممثلين وفنيين وعاملين وجمهور لازال يتذكر بعمق واعتزاز اعمالي التي كثفت تاريخ مهم من ايامنا الصعبة.

* على صعيد الكتابة هل قدمت مسرحيات من تأليفك ماهي ومن اخرجها. ؟

– انا كتبت مسرحيات ومسلسلات ومنها مسرحيات رقصة الخيول وانتظار ميم والسوس والموديل ومسلسل ظل الحكايا ومسلسل اخر في طريقه للتنفيذ خير الاصحاب.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *