
(1)
أخرس
تنبّه الرجل مِن كلام وصل اليه مراراً أخرس ولا تتكّلم. فما كان منه إلأّ ان أشار إليهم بيده على فمه أنّه أخرس لا يتكّلم.
(2)
الحقائب.
وقف عند ضحى النهار بعدما إنتزع نفسه من كوابيس الليل تقذف به أمواج الحياة على بساط الأحلام. كانت الحقائب لا تشابه حقيبته حين افترشت ارضيّة المرآب الحقيبة الوحيدة في ذمّته والتي رافقته بين مطارات السفر في فضاءات لا تنتهي.
حرّك يديه يتحسّ مفتاحها. يضغط على الأزرار كان الوطن قد خرج منها كبُرت الحقيبة بين يديه. زادت لمعاناً من بريق عينيه. زادت خطواته أكثر وهو يحتضن الذي عشقه منذ الصغر.
(3)
كلمات.
انبهر باللون الأصفر بعد إن أصبح قياسه مناسباً له. أعاد قياسه ثانية ثمّة حروف على القميص باللون الأسود super mason. ادهشته الحروف لكنّه لم يتوصّل لما ترمز اليه. صاح على البائع :ما معنى الكلمات؟ لم يجب البائع.
ضحك الفتى وهو يدفع النقود بعدما حصل على جواب هي كلمات جميلة. وبينما هو يهّم بالمغادرة رفع البائع قميصاَ آخر باللون السّمائيْ مكتوب عليه take me home to night. ضحك الإثنان. ردّ الفتى غداً ساشتري هذا القميص الذي كلماته اكثر مِن القميص الأصفر.
(4)
اعلان
يومان مضيا. وهذا التالي هو كلّ ما ادهش اهل محلته التي إستوطنها. يتفحّصون طوله. يحاولون أن يضعوا الصخرات المدببات في طريقه قال هو:إلهي ما الذي يجري؟ أخيراً تذكّر قبل أربعة ايّام كان هو الوحيد الذي يسمع كلمات لا مكان لكَ في المحلةّ التي تزرع الشّر.!
كان الصدق الظِلّ الوحيد المتبقّي له في محلته.!
(5)
المعاول
ايقظه الحلم عند الفجر. نظر في الغرفة الحديديّة حين نزلها البارحة. تذكّر الناعور وهو يدور.. والدلو ينثر قطرات الماء. تطفر القطرات على الأرض اليابسة. تأتي المجرفة تنظّف الأرض الخضراء. يفرك عينيه. ينظر إلى الأرض اليابسة أمامه. يرجع عينيه إلى السماء، تفقّد المعول لكنّه سمع صوتاً للمعاول في مناطق مختلفة مِن وطنه..
(6)
حرائق
يوم أقدم ابو حيّان التوحيديّ على إحراق كتبه. وصلت ناره إلينا عند كلّ فرهود لزمن يتجدد
نظر إلى الكتب المحترقة. تصرخ حروفها مِن شدّة الحرارة اللاهبة وهي لن تنسى الأجساد التي تحترق هي الأخرى. كان هو ضمن مَن شملته الحرائق حتى لا يتجوّل في المدينة.
وفي اليوم التالي ظهرت عنوانات حرائق الحروف على الجدار بلون أسود.