
الكلمة الافتتاحية:
اللغة العربية أصبحت الٱن وسيلة للتعارف بين الناس في وسائل التواصل فهي لغة إقناعية وواضحة مباشرة قادرة على إيصال الأفكار، وإبراز الهوية بشكل واضح، وقادرة أيضا على جعل مواقع اىتواصل وطن بهوية عميقة حتى ولو اختلفت الأوطان والثقافات ، وإلا فما الذي يحعل هذا التقارب بين الناس من مختلف الدول والطوائف يحدث، رغم التباعد الحاصل في المجال الجغرافي، كما أن تأثير اللغة العربية امتد إلى ثقافات أخرى عن طريق الترجمة والتلاقح الثقافي
نص المداخلة:
اللغة العربية ومكانتها في وسائل التواصل:
اللغة العربية هي ضرورية في حياتنا المعاصرة، وخصوصا الٱن من الافتراضي أصبحت ضرورية ووجودها ملح في مواقع التواصل الاجتماعي
فمع ظهور الرقميات والتسارع الكبير الذي عرفته وسائل التكنولوجيا إثر التقدم الذي عرفته حياة الإنسان بشكل خاص، والبشرية بشكل عام، كانت الحاجة الٱن ملحة لأن تكون هناك لغة موحدة تجمع بين طوائف متعددة من مناطق مختلفة وثقافات متنوعة.
واللغة العربية قادرة على أن تكون تلك اللغة التي توحد بين الشعوب، لما لها من خصوصية ثقافية، فهي قادرة على حفظ هوية الإنسان والاعتناء به، وحتى داخل لهجات محلية، فاللغة العربية تضم وتلم شتات وشمل ما اختلف وتفرق من لهجات محلية.
إن اللغة العربية سلكت مسلك التحديث، حيث لمسنا أن هناك اشتغال كبير عليها في الموارد الرقمية و الخوارزميات لجعلها أكثر انضباطا وسهولة وليونة، وهي الٱن تدرّس لغير الناطقين بها، وقد تم إنجاز دراسات كثيرة تهتم بهذا الجانب، لتعيد الاعتبار للغة العربية بهدف تعزيز مكانتها بين اللغات.
وقد سبق وأن أنجزنا ندوة للغة العربية، في مؤسستنا التعليمية الخوارزمي التأهيلية، تحدثنا فيها عن قيمة هذه الأخيرة في التداول المعجمي، وانطلاقًا من الإرث الثقافي والتاريخي الذي تختزنه، يمكن القول إن اللغة العربية ضامنة لهذه الوحدة، من حيث هي قادرة على حفظ هوية الإنسان من الضياع والاندثار.
أما في وسائل التواصل الاجتماعي، فأغلب المثقفين الٱن في شمال المغرب وجنوبه يتحدثون بها، حتى الأمازيغ منهم، لأنه أصبح لديهم وعي بضرورة توظيفها لإيصال الخطاب لأكبر شريحة أو عدد ممكن من الجماهير. وهذا دليل على أن هناك اكتساح للغة العربية وهيمنتها ورواجها في الساحة الثقافية، في ظل الثورة المعلوماتية والمجال الحر الذي خلقه الافتراضي، نظرا للوعي الكبير الذي تحلى به المثقفون والباحثون في مجالات مختلفة ومتنوعة.
ويمكن القول أيضا أن اللغة العربية اكتسبت قوتها من مفرداتها، فهي متطورة من حيث مفاهيمها ويمكن لها أن تحل محل أية لهجة أخرى لم تكن قادرة على تطوير نفسها.
وأخيرا إن اللغة العربية هي اللغة الرسمية لوسائل التواصل الاجتماعي حاليا، وقد خرجت من الكتب لتسلك مسلكا أرحب، في ميدان التواصل، وهي الضامن لوحدة المجتمع الناطق بها، وحفظًا لمكانة الإنسان وذاكرته وهويته وتاريخه، داخل بلده الإسلامي، فاللغة العربية أيضا اعتزاز وفخر، وهي حامية للدين الإسلامي وثقافته وفكره وتراثه العميق.
—
أستاذ باحث وكاتب مغربي. من مدينة زاݣورة.