
حفيظة ابو درار فنانة تشكيلية من مدينة الصويرة، ولدت وترعرعت فيها ونهلت من ألوانها، اقتبست من زرقة بحرها وأبواب منازلها العتيقة ومن بياض نوارسها والسور البرتقالي اللون ونحتت من موسيقى كناوة أبعادا للوحاتها، هي فنانة تشتغل في صمت، تختلي بمرسمها لتتمازج مع ألوانها ولتبهر العالم بلوحات من الفن التجريدي الذي أتقنته والذي أضافت له جمالية الحرف العربي ليمنح لواحاتها خصوصية.
المبدعة حفيظة اسم نسائي في سماء الألوان في مدينة أنجبت الفنانة الركراكية ذات الصيت العالمي وأخريات ممن يجدن في توثيق عالمهن الخاص، فالصويرة تمارس طقوسها الروحية وهي تجيد اختيار من تسلمهم ريشتها وألوانها وتترك لهم فرصة الخشوع في عوالم متفردة بها.
شاركت الفنانة التشكيلية حفيظة أبو درار في محافل وطنية وعربية حيث عرضت لوحاتها في ارض الكنانة، مصر، وفي معارض بالدار البيضاء ومراكش والصويرة المعروفة بكونها عاصمة الفن التشكيلي وذلك لفترات متعددة، معارض حملت شعارات كلها تدعو للتسامح والمحبة وأبرزها معرض (من الصويرة المحبة الى قدس التعايش) المنظم سنة 2013
حفيظة ابو درار تشارك هذه الأيام ضمن معرض للفن التشكيلي الجديد الذي سمي ب ( الخطوطية ) بحضور الفنان التشكيلي الكبير عفيف بناني مبتكر هذا التيار الذي يدعو *إلى إعادة صياغة الذاكرة الجماعية المغربية عبر اللوحة التشكيلية باستخدام تقنيات جديدة معاصرة تمزج بين التعبيرية، التجريد، والسيريالية المحلية*
حيث اختارت حفيظة أبو درار الحواس كموضوع للوحاتها فقد جسدت علاقتنا بالحواس وما تشكله بعض المرتكزات المحلية في ذاكرتها ما بين موسيقى كناوة ورائحة أركان وغيرها مما يتماشى مع التيار الجديد حيث يقول المبدع عفيف بناني في حوار سابق له ان تيار الخطوطية يتأسس على مرتكزات عدة من بينها أننا * نرسم ما تبقى فينا من مشهد لا ما رأته أعيننا فقط، بل ما سكننا دون أن نعلم.
—
* حوار سابق مع الفنان عفيف بناني لموقع أنفابريس