
في حلقته الرّابعة استضاف النَّادي الثقافي لماستر الأدب المغربي: التَّصور والإنجاز بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس الدكتور والمسرحي ” يونس الوليدي” في محاضرةٍ تمحورت حول : ” تجارب ما بعد حداثية في المسرح المغربي”، اللِّقاء الذي سيَّرهُ بكل اقتدارٍ الأستاذ والرِّوائي ” محمد أمنصور” بحضور الطَّلبة، من داخل الكلية، وطلبة الأستاذ المؤطر للمحاضرة ، والمهتمين بالمسرح والكتابة الدّرامية ..
هو لقاء اختتم به النَّادي أنشطته العلمية والثَّقافية التي تجعل من الجامعة المغربية حلقة وصلٍ بين الطلبة، وعموم المهتمين بحقول معرفية شتَّى؛ يتقاطع فيها الرَّاهني والمُستقبلِي؛ إذ افْتتحَ النَّادي أنشطته بنشاط تأطيري مرتبط بأثر الذَّكاء الاصطناعي، قدمه الأستاذ ” ادريس موحتات”، لتتوالى أنشطة النَّادي بمحاضرات أخرى تدخل فيها وأطرها كل من الأستاذ ” خالد بلقاسم”، والأستاذ ” محمد اشويكة”، والأستاذ عبد القادر الشَّاوي، محضارات تنوعت بين ماهو فني وثقافي وعِلمي..
لقد راهن النَّادي منذ تأسيسه في بداية الموسم الجامعي الحالي : ٢٠٢٤م /٢٠٢٥م على جعل الطالب مُنفتحاً على جُلِّ حقولِ المعرفة الإنسانية، والأدبية وتقاطعاتها ..إذ كانت الحلقة الأولى بعنوان :” أثر الذَّكاء الاصطناعي على الأدب والبحث الأكاديمي؛ وقد أطره الدُّكتور ” ادريس موحتات” وقدمه الدُّكتور ” محمد أمنصور”؛ أما الحلقة الثانية، فقد استضافت الدُّكتور ” خالد بلقاسم ” في موضوع ” كيف نُفكِّرُ في الأدب”، لتستمر حلقات النَّادي التي باتتْ تقليدا شهريا مع الحلقة الثالثة التي أطرها الدُّكتور ” محمد اشويكة”، حيث تمحورت المُحاضرة حول : ” سِينما الأدب”. كما كان الطُّلاب والحضور مع حفل أدبي روائي، تمثل في حفل توقيع وقراءات في أعمال الكاتبين ” عبد القادر الشَّاوي” و” محمد أمنصور”، اللِّقاء الذي سيَّره وأدار فقراته الأستاذ ” ادريس موحتات”.
لِيَبصُمَ النَّادي على مسار ناجحٍ ويختتم كما أسلفت أنشطته العلمية والثَّقافية بطبق دسِمٍ في أب الفنون المسرح من خلال محاضرة متميزة، للأستاذ “يونس الوليدي”، موسومة بعنوان : ” تجارب ما بعد حداثية في المسرح المغربي” ..المحاضرة التي شهدت تفاعلاً من قِبلِ طلبة الكلية، وأساتذة شعبة اللغة العربية وأساتذة مختبر السيميولسانيات وجدلية الإبداع والنقد ومختبرات أخرى ..لقاء متفرد استعرض فيه العديد من التَّجارب المسرحية المغربية التي تُصَنِّفُ نفْسها في خانةِ المسرح ما بعد حداثي …وانتقل إلى الحديث عن غزْو الوسائطية لبعض التَّجارب المسرحية، هذا إلى جانب انتقاده لبعض العروض والتَّجارب المسرحية..إذ اعتبر هذه التَّجارب المتباينة تُفْقِدُ المسرح رُوحَهُ وَجَوْهرَهُ، لاسِيَّما تلك التَّجارب التي أدمجت في عروضها ” تقنية التَّجهيز”؛ فقط لكي تتميز، وتقول بصوت جهوري مُفرغٍ من كُنْهِ المسرح، أنها تجربة تتجاوز المسرح التَّقليدي، وتنخرط في إطار مسرح مابعد حداثي؛ ونصَّص الأستاذ “يونس الوليدي”؛ على أن إدماج المخرجين للتقنية وللوسائط المتعددة، من شأنه أن يجعل المسرح ينتحر ..لكون المسرح يجدُ تفرُّدًهُ وتَميُّزَهُ في اللقاء الْمُباشِرِ مع الْجمْهورِ، فهاته العروض التي تحاول خلق التراجيديا في زمن الأنترنيت والمعلومات، لايمكن أن تخلق لنا عرضاً مسرحيا بمفهوم الْمسرح كما هو متعارفٌ عليهِ ..كما ميز بين فنون الأداء، والمسرح، والفرجة المسرحية .. ولم يفته التطرق إلى بعض التَّجارب التي اعتمدت على الخرائط والصُّور الفتورغرافية والمقاطع السينمائية، والصور الشَّفافة، والموسيقى ..إلى غير ذلك من الأدوات التي تندرج ضمن الوسائطية / الميلتيمديا..حيث تختفي شاعِرية النَّص في العرض المسرحي لأجْل شاعرية الْمرئِي/ البصري..وهذا ما قال عنه: ” أنه هروب من المسرح إلى فنون الأداء..”.ليؤكد نهاية أن النَّص هو الأساس في المسرح وأن لكل عصرٍ وزمنٍ ما بعد حداثته المسرحية.
وقمين بالإشارة أن اللقاء حظي بالتَّفاعل من قِبَلِ الطلبة والحضور المُهتَمِّ بالْمَسرحِ.
ليسدل السِّتار على أنشطة النادي الثقافي لماستر الأدب المغربي بتوزيع الشَّواهد على الطلبة الذين تميَّزوا في ماستر “الإعلام والصحافة”، وطلبة سلك الدكتوراه/ اللغة العربية الذين تلقوا تكوينا في تدريس اللغة العربية لغير النَّاطِقينَ بها، في جوٍّ ومناخٍ علمِيٍّ رَصِينٍ.