تلك الخائنة ـ أحلامي ـ
أراها..
نساءٌ تسافرٌ
أو وجوهٌ تغادرٌ.
الليل يمشي،
يطلُ على المنحدرات
الذاكرة
القلب
وأطراف الجسد،
تلك اللعينة لا تنام
وإن نامت،
نامت مجروحة.
نصلي بقدم واحدة،
نحن الذين فقدوا أجسادهم في معارك الحب الطويلة.
مجنونان،
بلغا الرشد في ساعة متأخرة.
اليوم . ..
اليوم ضحكت ملء قلبي
القمر وجه أهواه،
هذا ما ورثته بجهلي.
في سباقات الموتى.
نركض
ونركض
نحن سلالة
الأحياء ـ الموتى.
جربت اليوم أن أكون عمياء
أنطفأ الضوء في الذاكرة.
أتلمس الطريق،
هكذا تحسستُ أطرافي، فجأة.
نسيت حواسي، مذ قالوا الأرض تدور.
عمياء، ولم افهم أنها ما زالت سجينة.
على الطريق وضعت إشارات بين الرمل والحجر.
ما أشدّ عماك أيها الطريق !
روحي في ظلامها،
حكايات أسلاف مضوا
والشوق بعض أوهام الجسد.
يا آخر المبصرين
من دل عماك إلى عيني؟
ضيّق أنت لا تشبه الواسع
لا تشبه عيني التي تلمع.
عللتُ بالشوق نفسي
أوهمتها باليقين.
امراة في آخر الحلم
لم تترك أثراً على الرمل، لم تترك غير الجراح.
هو الشوق جرحٌ في شفاه الليل،
إذ أطبقت من لهفة المشتاق.
—————————–
فرات اسبر: شاعرة سورية مقيمة في نيوزلندة