الشاعر حمزة شباب
حمزة شباب:
معذرة أيتها المشاعر الإنسانية
معذرة أيها الخد المليء بالخجل
معذرة أيها القلب المصون
فراشات عمري باتت نائية . . .
تسرح في حقول الذكريات
المطلة على جسدي كخيالي
تعانقني أجنحتها في خفاء
بعمق تلك الليالي
ألوانها متعددة الوجوه
تمارس النفاق كرومانسية
لا تبالي . . .
أوردة الشجر من رحم الحياة
ترتسم في مخيلتي
أسرار الوداعة الحمقاء
يطوف كأسي ببيت عزاء
نصفه المملوء صحراء
و نصفه الثاني كسكراتي
كنبيذ الآهات في عقلي
مطرّز بالحب أحمر قاني
يغطي شمس اللقاء
فتحتجب عن القيام أوصالي . . .
هو الشهد أطل يانعاً
خلف السحاب يعبث بمقامات الهوى
بشارعكِ السحيق
بين وديان الملاهي
يُدمي الفراق الصعيب
كـتلّة يغتابها الثلج
لحظة السطوع
في رواية عمري
في قصائدي السرمدية
في صحافتي و مقالي . . .
إنه الاحتباس الحراري في فؤاد
اغتصب اللهفة على ذكرى
انطوائية الرموش
حين يجتمع التحريم مع الحب
تغدوا غزلان الحي
كقطعان الكرى كأسراب الحمام
تهيف في نظري تقصم قطعة البلور
في صمتي – تشق الأرض
تكتب عنواني
تغذ خطاها مسرعة
تشرب من بقايا دموعي
تأكل أيامي كأحزاني . . .
أوردتي فوانيس مطفأة
كشراب العنب الدامي
هذا تاريخ الإنشاء لإنسانية
توقّدت بالحب أعلت كل ذي شاني
هذا منفى العبودية للفجر
لا ينام فيه ضحية
و لا يفرح فيه الجاني
و كل انتصار في سهامي
خيبة الرجاء
شذرات لا يغنيها القوس
فمن يبكي علي سوى شعري
و نصل حسامي
فساعات الانتظار
تجثو على قلبي
كالجبال ِ . . .
أفنان الزيتون
أصبحت عارية من كل سماء
أصبحت تركع لي كأوطاني
كعروس في هودج الأحلام
يقضّ الليل مرتعها
ترتمي في فناء صدري كأيامي
تكتب على صخر متوهج
تطرح كل معاذيره
في جيب السنين
تبقى معذرة واحدة متناهية
لانهائية
تفتح باب هويتها
لتقرأ كمخطوطات الحب العذرية
معذرة أيها القلب المصون
فراشات عمري باتت نائية . . .