حينما غبت عن الكتابة هوايتي التي أمارسها منذ أن كنت صغيرا بالسن لمدة شهرين كانت الورود معي ترافقني في كل مكان ، فعندما أقوم بقراءة بريدي الإلكتروني الذي كاد ينفجر من شدة الرسائل الواردة لي من أعزائي كانت أغلب الرسائل تضع صور ورسومات لباقات جميلة وكانت ترسم الابتسامة على وجهي .
الجدران المحيطة بي كانت مغطاة بورق جدران فيها صور لباقات متنوعة و خلابة من مختلف الدول المتناثرة هنا وهناك وهذه الصور أفضل من كل الرسومات العالمية التي رسمها أفضل الفنانين وأبدعوا فيها .
هنا أيضا يجب أن أذكر الباقات الرائعة التي وصلتني من كل حدبا وصوب فلا يمكنني نسيان جمالها الساحر ومفعولها المعالج الذي ينافس أفضل العقاقير الطبية.
أنني أعترف أن الورود هي معجزة من معجزات الباري عز وجل فكم أتمنى أن أزرع الورود في كل مكان لكي أساهم بنشر البهجة لدى كل بني البشر .
عدت لحياتي المزدحمة وللروتين ، ولكنني وضعت في كل مكان باقات من الورود البلاستيكية المصنوعة في “”الصين”” لأنني وبكل صراحة لا أملك وقتا كافيا للاعتناء بباقات الورود الطبيعية و رغم أنها غير حقيقية إلا أنها ما زالت تحتوي على سحر وتأثير في أي مكان تتواجد فيه.
التقيت بأحد الأصدقاء وتبادلت معه أطراف الحديث و سألته عن الورود و بأنها دخلت في قلبي من دون استئذان وكان رده لي بسيط ومتواضع “”الورود هي جزء من الطبيعة والطبيعة جزء من الفطرة البشرية المسالمة وجميعنا نمتلك هذه الفطرة ولكننا نبتعد عنها “”.