الان بدأت حمى الدعايات الانتخابية لمرشحي الانتخابات البرلمانية المقبلة، وبدأ معها اللوكيون وماسحو الاكتاف والذيول بالتطبيل لهذا المرشح او ذاك، وامتلأت شوارعنا بصور بعضها (ما يفتح النفس)، وبات المواطن حائرا وهو يعيش ذات الصورة التي عاشها قبل اربعة اعوام.. اقول حائرا لانه عاش سنوات البؤس بعدما شارك في الانتخابات واختار اسماء لم يسمع اصواتهم بعد ذلك، وما زاد الطين بلة ان البرلمان كان خلال فترته السابقة ندا للمواطن فكل القرارات التي تخدم العراقيين اجلت او اهملت فيما القرارات والقوانين التي تخص اصحاب الكروش والسحت الحرام كانت تقدم على رأس الجلسات، واذا سألت اي مواطن اليوم عن رأيه بالبرلمان السابق سيتأفف اولا ومن ثم يسب ويندب حظه…هل سيلدغ المواطن في هذه الانتخابات ايضا..؟
المرجعية الدينية في هذه الانتخابات حددت موقفها وقالت انتخبوا الاصلح ولا تدعم اي كتلة او حزب او مرشح، انتخبوا الاصلح اي الذي تجدون فيه خير بلدكم وتجدونه بينكم اذا ما احتجتموه لا يغلق بابا ولا يفرق بين عراقي وآخر.. انتخبوا من لا يفكر في الاربع سنوات المقبلة كم سيملأ جيوبه وكم بيتا سيبني وكم سفرة الى خارج العراق سيذهب فيها، انتخبوا من لا يحمل الا جنسية العراق وجواز العراق، انتخبوا من تضور جوعا ايام الحصار واكل الخبز الاسمر وماء النهر والمطر، انتخبوا من وقف في وجه العدوان، اي عدوان، شرقي كان ام غربي، انتخبوا من لا يتخذ الدين سلما للصعود ومن لا يتخذ تاريخ اهل البيت عليهم السلام واصحاب الرسول (ص) طريقا لايهامكم.. انتخبوا العراقي العراقي، ذاك الذي تدمع عينه قبل ان يذرف ايتامنا الدموع، ذاك الذي لا ينام شبعانا وجاره جائع، ذاك الذي لا يدخل انفه في خصوصياتنا وحرياتنا، يمنع ما لا يعجبه، ذاك الذي ما في قلبه على لسانه، لا يخدعكم بكلام منمق او حديث يستدر فيه عواطفكم، ذاك الذي لا يطالب بحقوقه قبل مطالبته بحقوقكم.. انتخبوا الاصلح.