سعد عباس:
(1)
رَمقَ الرصيفَ الأخيرَ
معاتباً فيهِ المدينةَ الخاملةْ
وكان الطقسُ بارداً. وكانْ
في محطة القطارِ مقعدانِ شاغرانْ
لكأنما ينتظرانْ
شبحَ امرأةٍ وعازفَ كمانْ
…
تمنّي النفسَ بالدفءِ والفحولةِ، والعزفِ المنفردْ
وبالعناقِ اللا ينتهي
من (Hamilton) الى (Ottawa)
فيَحمّرُ وجهُ عازفِ الكمانْ
كانّما يقرأ في فنجانْ
…
يفرُّ من مكانِهِ فيبردُ المكانْ
وثَمَّ مقعدانْ
في محطة القطار
مِقعدٌ لامرأةٍ شبحْ
ومِقعدٌ للكمانْ.
(2)
يرى القطارَ قادماً
تقودُهُ الريحُ من غيمةٍ بعيدةْ
فيجمعُ الفائضَ من نقمتِهِ
يُرتّبُ فوضى دقائقِه الفائتةْ
في بضعِ ثوانْ.
…
يمنًي النفسَ بمقعدينِ شاغرينْ
مقعدينِ
لِصْقَ بعضِهما في الصاعدِ من (Hamilton) الى (Ottawa)
وثمَّ مقعدانِ شاغرانْ
ينتظرانْ
شبحَ امرأةٍ وعازفٍ
ميّتيْنِ
قبيلَ الأوانْ.
هاملتون – كندا – شتاء 2011